ملخص: يعزز التعرض إلى ضوء الشمس إنتاج فيتامين د الذي يؤدي دوراً مهماً في الحد من خطر الإصابة بالاكتئاب، ويعزز إنتاج هرمون السيروتونين الذي ينظم الحالة المزاجية؛ لكنّ باحثين تمكّنوا من تحديد المدة المثالية للتعرض إلى ضوء الشمس التي يؤدي نقصانها كما زيادتها إلى آثار سلبية.
يرتبط حدوث الاكتئاب بعدة عوامل خطر، وعلى الرغم من أنه قد تستحيل الوقاية منه تماماً فإن ممارسات معينة مثل التعرض إلى ضوء الشمس يمكن أن تساعد جداً على تقليل خطر الإصابة به.
لسبب وجيه يشعر الناس أن صحتهم النفسية تتدهور خلال الشتاء؛ إذ يقل تعرضهم إلى ضوء الشمس ومن ثَمّ تقل الفوائد التي يحصل عليها الجسم منه، ويرجع الاكتئاب الموسمي جزئياً إلى هذا النقص. ففي عام 2018، أكد باحثون من جامعة كوالالمبور (University of Kuala Lumpur) في ماليزيا، إن نقص فيتامين د قد يكون مرتبطاً بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب أو تفاقم حدته، وأشاروا أيضاً إلى أهمية دور مكملات فيتامين د في الحد من أعراض الاكتئاب لدى المصابين به.
وفي هذا الخصوص، بحثت مجموعة من الباحثين من عدة جامعات صينية في المدة المثالية للتعرض إلى ضوء الشمس وتأثيره في الصحة النفسية.
ما المدة المثالية للتعرض إلى ضوء الشمس؟
في دراستهم التي نُشرت في فبراير/ شباط عام 2023 في دورية ترانزيشينال سايكايتري (Translational Psychiatry)، حلل الباحثون بيانات 380,976 شخصاً لا يعانون الاكتئاب، وربطت هذه المعلومات المأخوذة من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة (UK Biobank) بين الاستعداد الوراثي للاكتئاب وتأثير التعرض إلى ضوء الشمس.
ومن خلال الاستبانة، حصل الباحثون على معلومات حول مدة تعرُّض المشاركين إلى ضوء الشمس خلال يوم عادي في الصيف أو الشتاء، وخضع الأخيرون لقياس مستوى الاكتئاب في المستشفى، وبعد ذلك تابعهم فريق الباحثين لمدة 12 عاماً و6 أشهر.
في نهاية هذه الدراسة، خلص فريق الباحثين إلى أن المشاركين الذين يتعرضون إلى ضوء الشمس لمدة ساعة ونصف يومياً في المتوسط كانت مخاطر إصابتهم بالاكتئاب في أدنى حدودها، وهذا بغض النظر عن درجة الاستعداد الوراثي للإصابة به.
كيف تجني أفضل فائدة من ضوء الشمس؟
لجني أفضل الفوائد، يوصي الباحثون بالتعرض إلى ضوء الشمس لمدة ساعتين في الصيف وساعة واحدة في الشتاء، وقد جاء على موقع ساي بوست (PsyPost): "يمكن أن يؤدي عدم التعرض إلى ضوء الشمس لوقت كافٍ إلى تقليل مستويات السيروتونين وتقليل إنتاج فيتامين د؛ وهو ما يؤدي بدوره إلى تقلبات مزاجية.
وعلى العكس من ذلك، فإن التعرض الطويل جداً للضوء والأشعة فوق البنفسجية قد يؤدي إلى انخفاض في إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على تنظيم أنماط النوم، وحينما يقل إنتاجه ترتبك الساعة الداخلية للجسم ويصاب الإنسان باضطرابات نفسية".