شوشين: فلسفة يابانية تدعوك إلى التعلم مدى الحياة

ملخص: نرغب جميعاً في اكتساب الخبرة وصقل مهاراتنا، سواء في العمل أو فيما يخص إتقان العزف على آلة موسيقية ما أو الرسم أو التمرس في رياضة نحبها؛ ولكن ما نكتسبه من خبرات يجب ألا يجعلنا نشعر بالاكتفاء وإلا فإننا سنتوقف عن التطور. تمثل فلسفة شوشين، مفهوماً أساسه القدرة على متابعة التطور في أي سن، ويذكرها غالباً عشاق الفنون القتالية وفنون الدفاع عن النفس بوصفها واحدة من 5 حالات ذهنية عليهم تحقيقها ليتمكنوا من القتال، ذلك أن الهدف منها هو أن يحافظ المرء على اجتهاده والتزامه وحماسته بصرف النظر عن مستوى الخبرة الذي وصل إليه، فكيف يمكننا تبنّي فلسفة شوشين وتنميتها في الحياة اليومية؟

نرغب جميعاً في اكتساب الخبرة وصقل مهاراتنا، سواء في العمل أو فيما يخص إتقان العزف على آلة موسيقية ما أو الرسم أو التمرس في رياضة نحبها؛ ولكن ما نكتسبه من خبرات يجب ألا يجعلنا نشعر بالاكتفاء وإلا فإننا سنتوقف عن التطور.

تمثل فلسفة شوشين مفهوماً أساسه القدرة على متابعة التطور في أي سن، ويذكرها غالباً عشاق الفنون القتالية وفنون الدفاع عن النفس، بوصفها واحدة من 5 حالات ذهنية عليهم تحقيقها ليتمكنوا من القتال، ذلك أن الهدف منها هو أن يحافظ المرء على اجتهاده والتزامه وحماسته بصرف النظر النظر عن مستوى الخبرة الذي وصل إليه؛ إنها حالة ذهنية تبقيك متحفزاً وتسمح لك بالتطور على نحو مستمر.

شوشين: عقلية المبتدئ

لا بد أنك تذكر كيف شعرت بالإثارة والحماس حينما بدأت ممارسة رياضة جديدة أو تعلُّم لغة ثانية، وأدركت أنك على وشك دخول عالم جديد بالكامل. ربما تمر سنوات على أحدنا وهو يحلم بأن يتمكن من البدء بأخذ دروس في العزف على آلة تستهويه أو لعب رياضة يحبها، وبالصدفة أو بتشجيع والديه قد يجد نفسه بدأ بذلك فعلاً؛ أي تجرّأ على أخذ "وضعية المبتدئ"، وفي كلتا الحالتين سيكون بانتظاره تحدٍ؛ وهو أن يتعلم ويفهم ويجرب، ثم يكرر ما تعلمه مرة تلو الأخرى، ويلمس تطوره ويعزز طموحه ليتقدم أكثر فأكثر.

تتمحور فلسفة شوشين حول تبنّي هذه العقلية والتمسك بها بصرف النظر عن خبرتك وسنك؛ إنها العقلية التي تفكر بها حينما تبدأ بتعلم شيء جديد ولكن كلما اكتسبت المزيد من المهارات، زاد احتمال فقدان هذه العقلية واقتنعت بمرور الوقت بأنك أتقنت ما كنت تحلم بتعلُّمه وتغلبت على ما كنت تستصعبه؛ ما قد يعني خسارة الدافع والشعور بالالتزام والرغبة وحتى القدرة على التطور.

مفهوم يمكن تطبيقه في مجالات الحياة جميعها

يأتي مصطلح شوشين من اللغة اليابانية، وهو يتألف من مقطعين: "شو" ويعني البداية أو الأصل و"شين" الذي يعني الروح أو العقلية، ومن ثم فإنه يُترجم إلى "عقلية المبتدئ". تنطوي فلسفة شوشين على معرفة كيفية التحلي بالتواضع اللازم لنعيد النظر في أفكارنا ونغتنم الفرص المتاحة كلها لنتمكن من التطور، ولذلك فإنها على النقيض تماماً من رذيلة الغرور.

يمكن تطبيق فلسفة شوشين في مجالات الحياة كلها ومنها المجال المهني، فحينما يتمتع المرء بالقدرة على التعلم المستمر سيتمكن من تطوير مهاراته ومن ثم سيظل مرغوباً في سوق العمل. من جهة أخرى، تمثل هذه الفلسفة بوابةً للإبداع وظهور الأفكار الجديدة، فالنظر إلى مسألة أو مشكلة ما بطريقة جديدة يساعدنا على رؤيتها من زاوية جديدة. تذكر مثلاً المرات التي شاركك فيها مَن هم أصغر منك سناً وأقل خبرةً، ملاحظات في محلها حول عملية اعتدت اتباعها لسنوات دون أن تفكر فيها.

شوشين: طريقة للوصول إلى حالة التدفق الذهني

يركز المبتدئ تركيزاً مطلقاً على ما يمارسه للمرة الأولى ويشعر بشغف كبير تجاهه؛ ما يقوده إلى حالة من التدفق الذهني فيكرس نفسه ومهاراته كلياً للمهمة التي يعمل عليها حتى أنه لا يعود يشعر بالوقت وهو يمر، إنها حالة مُرضية قد لا يكون الوصول إليها سهلاً لكن فلسفة شوشين يمكن أن تحقق لنا ذلك.

اقرأ أيضاً: كيف تساعدك تمارين الإيكيغاي اليابانية في تحديد رسالتك في الحياة

3 طرائق لتعزز فلسفة شوشين في حياتك اليومية

1. عُد إلى الأساسيات

تخيَّل أنك تتقن عزف مقطوعة موسيقية بمنتهى السهولة ولذلك فقد تقول لنفسك إنك لست بحاجة إلى التدرب على السلم الموسيقي؛ ولكن على الرغم من ذلك فإنه ثمة طرائق كثيرة جداً لربط علامات السلم ببعضها، لذا فإن العودة إلى الأساسيات والعمل عليها باجتهاد وكأنك بدأت التعلم للتو هو ما سيتيح لك تطوير مهاراتك في العزف.

2. راقب كيف يؤدي الآخرون

ليس الهدف من مراقبة أداء الآخرين اتباع خطواتهم ذاتها وتحقيق النتائج التي وصلوا إليها؛ بل معرفة الطرائق التي يتبعونها لتعيد النظر في تلك التي تتبعها، فذلك سيمنحك الفرصة للتعرف إلى جوانبها الفعالة وإلى ما يمكن تحسينه منها.

3. تجرَّأ على تجربة ما هو جديد

لمَ لا تجرب شيئاً لم يسبق لك فعله مطلقاً من قبل؟ مثلاً خذ وقتاً أطول قبل الخروج من محطة المترو وتجوَّل فيها قليلاً، أو اكتب اسمك باليد التي لا تكتب بها عادةً، أو ابدأ تعلُّم لغة أجنبية أو اذهب في زيارة إلى مدينة لا تعرفها، يمكنك دائماً أن تبدأ بتعلُّم شيء جديد أو أن تفعل ما تعرفه مسبقاً بطريقة جديدة؛ إذ ثمة سُبُل عديدة لتخرج من منطقة راحتك وتكتشف "عقلية المبتدئ" وتنمّيها.

اقرأ أيضاً: ما هي فلسفة وابي سابي اليابانية؟ وكيف تساعد على قبول الأشياء بعيوبها؟