يُعرّف موقع مايو كلينيك فقدان الشهية العصبي بأنه انخفاض شديد في الوزن، يصاحبه خوف من زيادة الوزن وتصورات خاطئة عن الوزن الطبيعي. ويميل هؤلاء المصابون بفقدان الشهية العصبي للحرص الشديد على عدم اكتساب الوزن ويبذلون مجهوداً كبيراً للحفاظ على أوزانهم، وقد يؤثر ذلك في حياتهم.
في البداية علينا أن نعرف أن هناك نوعين من هذا الاضطراب؛ نوع يجعل المصاب به يحد بشكل كبير جداً من الطعام الذي يتناوله، ونوع آخر يصل خوف المصاب به من اكتساب الوزن إلى التقيؤ بعد الطعام. ولا يرجع سبب فقدان الشهية العصبي لعامل واحد؛ إنما لمجموعة من العوامل التي تختلف من شخص لآخر.
وتشمل العوامل المسببة للمرض الجينات الوراثية، والتعرض للصدمات والمشاكل النفسية مثل القلق والاكتئاب. وغالباً ما تُصاب الإناث في سن المراهقة والشباب بهذا الاضطراب؛ إلا أن البالغين والبالغات معرضون له أيضاً.
اقرأ أيضاً:
تبعاً لموقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية فإن أسباب فقدان الشهية العصبي غير معروفة كلياً؛ لكن من المرجح وجود بعض العوامل مثل:
- وجود تاريخ عائلي لاضطرابات الأكل، الاكتئاب وإدمان الكحول أو المخدرات.
- التعرض للتنمر والانتقاد للوزن وشكل الجسم.
- الضغط المجتمعي، أو أن يكون الشخص من أصحاب الوظائف التي تتطلب جسماً نحيفاً مثل راقصي وراقصات الباليه وعارضات الأزياء.
- التعرض لاعتداء جنسي.
- المراحل الانتقالية مثل تغيير المدرسة أو المنزل أو الوظيفة، أو فقد عزيز، يمكن أن تسبب معاناة نفسية تقود بدورها لفقدان الشهية العصبي.
ما أعراض فقدان الشهية العصبي؟
لا يُشخَص المصابون بفقدان الشهية العصبي بسهولة، فالأشخاص الذين يعانون منه لا يدركون ذلك. وقد تشمل أعراض فقدان الشهية العصبي ما يلي:
- التقيؤ أو استخدام الملينات ومدرات البول وأحياناً الحقن الشرجية.
- الهوس بفقدان الوزن والأطعمة وحتى الماء، واتباع نظام غذائي متطرف يستبعد مجموعة غذائية كاملة مثل الكربوهيدرات أو الدهون.
- تغيرات الحالة المزاجية، فغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصبي من القلق والاكتئاب. ويمكن تفسير فقدان الشهية العصبية بوجود خلل في هرمونات الدوبامين والسيروتونين والكورتيزول.
- تصورات غير حقيقية عن الوزن؛ حيث يمتلك هؤلاء المصابون بفقدان الشهية صورة مشوهة عن الجسم، فيعتقدون أنهم أكثر وزناً مما هم عليه فعلاً.
- المبالغة في ممارسة التمارين الرياضية، خاصةً هؤلاء الذين يحدون بشدة من الأطعمة التي يتناولونها.
- إنكار الجوع ورفض الطعام.
ما الأعراض الجسدية لفقدان الشهية العصبي؟
تشمل الأعراض الجسدية لفقدان الشهية العصبي ما يلي:
- انخفاض الوزن بشكل كبير.
- النحافة.
- التعب.
- الأرق.
- الدوخة والوهن.
- زرقة الأصابع.
- انقطاع الطمث عند النساء.
- الإمساك وألم البطن.
- تورم الذراعين والقدمين.
ما الأضرار الصحية لفقدان الشهية العصبي؟
يمكن أن يؤدي فقدان الشهية العصبي إلى حالات صحية خطرة بسبب نقص العناصر الغذائية المهمة. وقد تشمل هذه المضاعفات:
- مشاكل في العضلات والعظام.
- مشاكل في الخصوبة.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية.
- انخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب والإصابة بأمراض صمامات القلب.
- مشاكل التركيز والذاكرة.
- ضعف الجهاز المناعي وفقر الدم.
ما علاج فقدان الشهية العصبي؟
لحسن الحظ هناك علاجات كثيرة لفقدان الشهية العصبي تهدف أولاً لفهم دوافع هذا الاضطراب. ويوصي المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية بأن يكون العلاج متعدد التخصصات؛ بما في ذلك الرعاية الطبية ومراقبة الوزن والعلاجات النفسية. ومن أمثلة هذه العلاجات:
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): وهو عبارة عن جلسات كلامية تتم بينكم وبين الطبيب النفسي؛ والذي سيضع خطة علاجية يساعدكم بها في فهم مشاعركم واتخاذ قرارات غذائية صحيحة.
- الإدارة السريرية المتخصصة الداعمة (SSCM): وتتضمن التحدث إلى معالج يساعدكم في فهم أسباب اضطراب الأكل وطرق التغذية وكيفية تأثيرها على أعراض المرض.
- العلاج النفسي الديناميكي: وهو طريقة لفهم عادات الأكل الخاصة بكم، وكيف تشعرون تجاه أنفسكم والآخرين في حياتكم.
- استعادة الوزن الصحي: ربما لن تستطيعوا التعافي من فقدان الشهية دون استعادة أوزانكم الطبيعية.
- اللجوء إلى اختصاصي تغذية: كي يرشدكم إلى كيفية تناول الأطعمة التي تساعدكم في الحفاظ على وزن طبيعي، وضع خطة علاجية وتحديد كمية السعرات الحرارية التي يجب تناولها يومياً.
- إذا كانت حياتكم في خطر فأنتم تحتاجون للذهاب إلى غرفة الطوارئ لحل مشاكل اضطراب ضربات القلب أو الجفاف أو حتى المشاكل النفسية الحادة.
وختاماً؛ لا توجد طريقة للوقاية من فقدان الشهية العصبي لكن مراقبة العادات الغذائية والاستفادة من تطبيقات الهاتف لحساب كمية السعرات الحرارية اليومية، ربما تكون أساليبَ جيدة لتجنب الإصابة باضطرابات الأكل.