ما علامات عقدتيّ النقص والتفوق؟

3 دقائق
عقدة التفوق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ترجع جذور عقدتيّ النقص والتفوق إلى مرحلة الطفولة لكن علاماتهما تظهر في مرحلة المراهقة، وكلما تمكنا من رصد هذه العلامات أسرع زادت احتمالية تجنيب الشخص الذي يعاني إحدى هاتين العقدتين بناء حياته على أسس خاطئة. تأتي عقدة التفوق من شعور الفرد بأنه الأفضل وبأنه يجب أن يكون كذلك على الدوام ليحافظ على حب أحبائه، أما في حالة عقدة النقص، فهو يركز على ما يعتبره عيباً جوهرياً فيه يمنعه من أن يحظى بحب الآخرين، فما علامات هاتين العقدتين وما السُّبل المثلى لعلاجهما؟

ترجع جذور عقدتيّ النقص والتفوق إلى مرحلة الطفولة لكن علاماتهما تظهر في مرحلة المراهقة، وكلما تمكنا من رصد هذه العلامات أسرع زادت احتمالية تجنيب الشخص الذي يعاني إحدى هاتين العقدتين بناء حياته على أسس خاطئة.

تشترك عقدتا التفوق والنقص في أن كلتَيهما ترتبطان ببقايا ذكرى ما من مرحلة الطفولة، وتستمر في الظهور على الرغم من حقيقة أن الفرد قد كبر وواجه واقع الحياة.

تأتي عقدة التفوق من شعور الفرد بأنه الأفضل وبأنه يجب أن يكون كذلك على الدوام ليحافظ على حب أحبائه، أما في حالة عقدة النقص، فهو يركز على ما يعتبره عيباً جوهرياً فيه يمنعه من أن يحظى بحب الآخرين.

وتقول مختصة الطب النفسي شانتال جوفرين لو كليرك (Chantal Joffrin Le Clerc): "في كلتا الحالتين يرفض الشخص تناول الأمور بموضوعية، وعلى الرغم من الأمثلة المضادة التي يراها أو يُظهرها له الآخرون، يبقى مقتنعاً بأنه على حق". ومن ثم فإن الشخص الذي يعاني عقدة التفوق لن يعترف بوجود أشخاص موهوبين أكثر منه فعلاً في ما يعتبره مجاله أو مجالاته المفضلة. من جانبه، لن يستمع الشخص الذي يعاني عقدة النقص إلى أحبائه الذين يحاولون طمأنَته إلى قيمته في الناحية أو النواحي التي تشغل ذهنه بالكامل.

ما علامات عقدة التفوق؟

  1. لا يعترف الشخص مطلقاً بأنه على خطأ ولا يدرك أنه يمكن لأحد ما أن يكون أفضل منه.
  2. ينكر إخفاقاته تماماً ويلقي باللوم على عوامل خارجية ليبرر هذه الإخفاقات، ولا يفعل ذلك عن قصد بل لأن هذه هي الطريقة التي يرى بها الواقع، فهو يعتقد فعلياً بأنه لم يرتكب أي خطأ.
  3. يعامل الآخرين بازدراء أو بطريقة متعالية للغاية.

ما علامات عقدة النقص؟

  1. يرتب الشخص حياته وفقاً لعقدة النقص التي يعانيها ويهرب من أي موقف يمكن أن يعرضه للخطر؛ إذ يتجنب أي موقف تنافسي إذا كان سبب عقدته الشعور بنقص مهاراته، أو أي موقف اجتماعي إذا كان سببها شعوره بنقص جسدي، وما إلى ذلك.
  2. في حال وجود عقدة نقص جسدية، يحاول الشخص إخفاءها بارتداء ملابس فضفاضة أو طويلة حتى لو لم تكن ملائمة للفصل. على سبيل المثال؛ المراهق الذي يعاني حب الشباب والذي يرتدي قميصاً بأكمام طويلة أو سترة في ذروة الصيف.
  3. لا يتخيل نفسه جديراً بالاهتمام ويعزل نفسه اجتماعياً، فهو لا يتفهم أنّ شخصاً ما يمكن أن يهتم به ويحاول التعرف إليه والتقرب منه؛ إذ لا بد أنه سيسخر منه بعد ذلك.

كيف تدعم من يعاني من عقدة التفوق أو النقص؟

عموماً، تظهر سمات عقدة التفوق أو النقص لدى الشخص الذي يعانيها بوضوح خلال فترة المراهقة، ويجب على الآباء والبالغين المحيطين بالمراهق الانتباه إلى الإشارات التي تسمح لهم برصد حالته، فالإسراع في تقديم الدعم له يعزز آماله في التخلص من العقدة التي يعانيها، ويساعده على بناء احترامه لذاته أو استعادته، وإنشاء علاقات مع الآخرين على أساس صحيح.

وتضيف المختصة: "كما أن ذلك سيكون مصدر سرور للأشخاص الذين يعيشون معه؛ إذ يصبح الشخص الذي طور عقدة التفوق بغيضاً لمن حوله في حين أن من يعاني عقدة النقص يفتقر إلى الحماس في كل شيء".

قد لا يُظهر المراهق علامات عقدة النقص أو التفوق على الرغم من وجودها لديه حتى سن الرشد، أو أنه قد يطورها في سن متأخرة، والعلامات التي يجب التعرف إليها في هذه الحالة هي ذاتها التي ذُكرت سابقاً، وهنا نؤكد مرة أخرى ضرورة التصرف بأسرع ما يمكن، وتقول الطيبة النفسية: "تترسخ عيوب الشخصية أكثر بمرور الوقت، ولذلك يمكن أن يستغرق العمل على التخلص من عقدة النقص أو التفوق وتجديد الذات وقتاً أطول".

ما سُبل علاج عقدتيّ النقص والتفوق؟

تقول المختصة: "تمثل العلاجات المعرفية والسلوكية الإجراء الأكثر فعالية والأسرع في علاج هذا النوع من المشكلات كما أنها تتلاءم مع واقع الحياة اليومية، ويمكن أن تكون طريقة التحليل التفاعلي مثيرة للاهتمام إلى حد ما؛ كما يمكن أن يكون التحليل النفسي حلاً آخر لكنه يستغرق وقتاً طويلاً".

المحتوى محمي