لا يعرفنا الكثير من الأشخاص المحيطين بنا حق المعرفة، وقد لا يهتمون بذلك حقاً لأن التعرف إلى أعماق شخصية إنسان ما يتطلب بذل الوقت والجهد وليس الجميع على استعداد لذلك. من الضروري أن يعرف الناس الذين تربطهم العلاقات، سواء كانت هذه العلاقات مهنيةً أو عاطفيةً، بعضَهم بعضاً معرفةً عميقةً إذا كانوا يريدون إنشاء روابط متينة ودائمة فيما بينهم، فمن غير المقدَّر للعلاقات السطحية التي لا تهتم بجوهر الأفراد أن تستمر، على الأقل ليس طويلاً! هناك علامات تدلنا على عدم اهتمام الطرف الآخر سواء في العلاقات العاطفية أو المهنية، وسنتعرف إليها في هذا المقال.
كيف تعرف أن عليك الانفصال عن الشريك أو الاستقالة من العمل؟
لا يمكن للمدير الذي لا يعرف فريقه جيداً أن يخلق جو عمل مريحاً بين أفراده أو يبني علاقات ثقة معهم الأمر الذي سيجعله يواجه صعوبات إدارية ويعرقل من سير العمل غالباً.
يقول الأستاذ والمؤلف الذي أعد تقريراً نُشر في مجلة سايكولوجي توداي (Psychology Today) في شهر أغسطس/ آب من عام 2022، بروس لي (Bruce Y. Lee): "إن معرفة شخص ما لا تعني مجرد معرفة اسمه أو المعلومات التي تتضمنها سيرته الذاتية أو صفحته الشخصية على لينكد إن أو فيسبوك أو أي معلومات أخرى متاحة للعموم على الويب أو مواقع التواصل الاجتماعي، فمعرفة شخصيته الحقيقية تتطلب الكثير من الوقت والمواقف التي تسلّط الضوء على سلوكياته وطريقة تفكيره".
ينطبق الأمر ذاته على الحب، فالشخص الذي لا يسعى إلى معرفة تفضيلاتك وطريقة تفكيرك وأعماق شخصيتك التي لا تُظهرها للآخرين، لا يهتم لأمرك، حتى لو كنا نتحدث عن مرحلة الإعجاب الأوليّ فقط، ومن علامات عدم اهتمام الطرف الآخر بك عدم طرحه أسئلة عن حياتك وأصدقائك ومهنتك، وعدم اكتراثه للمشكلات أو الضغوط التي تمر بها.
وفي كلتا الحالتين، قد يكون من الحكمة التفكير في الاستقالة من العمل أو الانفصال عن الشريك، فالشريك أو رئيس العمل الذي لا يعرفك حقاً سيعتمد حتماً على الصور النمطية أو الإشاعات أو آراء الآخرين ممَّن لا يفضّلونك بالضرورة، للحكم عليك.
أعِد النظر في علاقاتك
من الضروري أن تعيد النظر في العلاقة التي تربطك بشريك حياتك أو رئيسك في العمل عندما تساورك الشكوك بشأنها، ومن المفيد أن تطرح على الطرف الآخر الأسئلة التي تثير قلقك تجاه علاقتكما، وإذا عجز عن إجابة نصف أسئلتك بطريقة صحيحة فهذا يعني أنه لا يبذل جهداً للتعرف إليك جيداً، فإن كان رئيسك في العمل فهو غالباً لا يكترث لبناء فريق تسوده المودة والثقة، وإن كان شخصاً تربطك به علاقة عاطفية فهو ليس مهتماً بسبر أغوار شخصيتك أو لا يأخذ علاقتكما على محمل الجد!
يوصي بروس. واي. لي أيضاً بتحديد مواعيد نهائية للعلاقات أياً كان نوعها، ويوضح: "حدد لكل علاقة وقتاً وعدداً من المحاولات لإصلاحها وفقاً لطبيعة هذه العلاقة"، ويشير ختاماً إلى أن اللحظات التي تقضيها مع شخص غير مهتم بك حقاً هي وقت ضائع يمكنك تكريسه لفرصة إنشاء علاقة أخرى ملائمة لك مع شخص مستعدّ لتكريس اهتمامه وبذل المجهود الكافي للتعرف إلى حقيقة شخصيتك.