ملخص: الإحساس بالحب يتجاوز الجانب الذهني ويظهر جسدياً، وتفسر المعالجة النفسية مَغالي بور ذلك بقولها: "عندما تشعر بحالة حب، تظهر عليك تغيرات فيزيولوجية كثيرة، جسدية ونفسية، لتعبّر عن حاجتك إلى الأمان العاطفي ورغباتك الجسدية. إنها كيمياء الحب؛ خليط من الهرمونات المختلفة الضرورية (الأوكسيتوسين والتستوستيرون والإندورفين وغيرها) التي سيكون لها تأثير مباشر في دماغك ثم تشعر بأن شعوراً ما يتأجج في داخلك".
أن تتساءل إن كنت في حالة حب، مسألةٌ قد تبدو بسيطة لكنها أبعد من ذلك في الحقيقة، فهذا الشعور يسرّع ما يحدث في عواطفك وجسدك ودماغك، ويولد فيك مشاعر متأججة. ولكن ما العلامات التي تؤكد أنك عاشق فعلاً أو في حالة حب حقيقة؟ إليك بعض التوضيحات.
يقول الفيلسوف الفرنسي بليز باسكال (Blaise Pascal): "للقلب منطقُه الذي يجهله المنطق"! إن الحب شعور غير قابل للتفسير تقريباً. تقول المعالجة واختصاصية التحليل النفسي العضوي، مَغالي بور (Magali Bours): "عندما نعشق فإننا لا نعرف السبب. هذا الشعور يولد دون وعي، من صوت، أو من رائحة، أو لمسة تترك فينا أثراً لا يمكن التحكم فيه. إنه تقليد للتجارب الشعورية التي عاشها الإنسان سابقاً عند تعلّقه بأمه، وهذا ما يولّد إحساس الحب". لكن بغض النظر عن هذه الكيمياء اللّاواعية، فليس من السهل دائماً أن تعرف إن كنت مغرماً فعلاً.
أن تتساءل إن كنت مغرماً فهذه أول علامة
توضح المعالجة النفسية ذلك قائلة: "لا يوجد سؤال نموذجي لتعرف إن كنت مغرماً. بالنسبة لي، العشق هو أن أشعر بإثارة عاطفية وحسية قوية عندما أتواصل مع من أحبه، وأعيش حالة كآبة حادة عندما نفترق. هذه هي العلامة الوحيدة للحب".
ومن المؤكد أنك لا تطرح الأسئلة بالصدفة، فمجرد التساؤل حول ما إذا كنت مغرماً يُعد في حد ذاته سؤالاً مهماً. ومع ذلك، تؤكد مغالي بور: "إن تساؤلك عن مشاعرك لا يمكّنك دائماً من معرفة ما إذا كنت مغرماً، فإذا أردت أن تتأكد عليك أن تنصت إلى قلبك وتستشعر ذبذباته كلها".
تأجج العواطف
إن الإحساس بالحب يتجاوز الجانب الذهني ويظهر جسدياً، وتفسر المعالجة النفسية ذلك بقولها: "عندما تقع في الحب، تظهر عليك تغيرات فيزيولوجية كثيرة، جسدية ونفسية، لتعبّر عن حاجتك إلى الأمان العاطفي ورغباتك الجسدية. إنها كيمياء الحب؛ خليط من الهرمونات المختلفة الضرورية (الأوكسيتوسين والتستوستيرون والإندورفين وغيرها) التي سيكون لها تأثير مباشر في دماغك ثم تشعر بأن شعوراً ما يتأجج في داخلك".
هذه هي اللحظة التي يكون فيها "للقلب منطق يجهله المنطق نفسه"؛ إذ إن النفس والجسد يفقدان السيطرة تماماً تاركَين القلب يتحكم في الموقف بالكامل. وتضيف مغالي بور قائلة: "إن القلب عضو حي سرعان ما يتعظّم فيه الحماس ليرسخ فيك عاطفة عميقة تجاه من تحبه".
العلامات الجسدية تكشف عواطفك
هناك علامات عديدة لا تخطئ وتمثل مؤشرات حقيقية إلى عاطفة الحب؛ ومنها:
- شعورك بوخز لطيف وحرارة في معدتك (فيما يُعرف بفراشات المعدة).
- تعرُّق كفَّيك.
- تسارع نبضات قلبك.
- اتساع حدقتيّ عينَيك.
- انجذابك تجاه من تحب.
- شدة حماستك.
- شعورك بالسعادة الغامرة.
- رغبتك في البقاء مع محبوبك دائماً نظراً لشعورك بالنقص بمجرد مفارقته.
وعندما يجعلك شخص ما تشعر بهذه الأعراض كلها، أو على الأقل غالبيتها، فهذا دليل قاطع على أنك تعشقه.
عندما يغزو المحبوب فكرك
قد تعيش شعور الحب أيضاً كحالة من الهوس، المقبول نسبياً؛ والذي يتجلى في تفكيرك في مَن تحب طوال الوقت وتخيُّله في الأماكن كلها،
إضافةً إلى رغبتك في معرفة كل شيء عنه، بدءاً من فيلمه السينمائي المفضل وصولاً إلى طَبَقه المفضل لوجبة الفطور. قد تستطيع الاستماع إلى من تحب لساعات، وتجد كل ما يقوله مهماً جداً (أو تقريباً)، فقط لأنه هو من يقوله!
يترجِم هذا الهوس الحاجة إلى تعرّفك على المحبوب، ويعكس مشاعرَ أعمق من الصداقة أو الانجذاب.
انجذاب أم حب؟
قد تعتقد أن الانجذاب والحب مترادفان ولكن هذا غير صحيح، فالانجذاب يسبق الشعور بالحب؛ بل يمكننا القول إنه يولّده! الأول عابر وسطحي، بينما الثاني يدوم ويكبر.
إن اللقاء مع شخص يعجبك يمكن أن "يفتح المجال إما أمام انجذاب سطحي أو تعلّق عميق، وعندما يبرز هذا الأخير بالفعل، فالأمر سيتعدى أن يكون مجرد انجذاب حسب المعالجة النفسي مغالي بور. من المستحيل أن تغرم بالآخر دون أن تنجذب إليه؛ لكن الوقوف عند مرحلة الانجذاب لا يسمح بتأسيس قواعد صلبة لعلاقة دائمة ذلك أنها تتطلب الرغبة في بناء رابطة عميقة مع الآخر.
قد يكون الحب شعوراً معقداً ومربِكاً يقلب حياتك وعاداتك فجأة؛ ولكن هذا ما يجعله ظاهرة جميلة أشبه بالتأجج الحسي والعاطفي والجسدي في آنٍ واحد! ولا يجب في النهاية أن تطرح كثيراً من الأسئلة لكي تعرف إن كنت مغرماً؛ بل عليك ببساطة أن تصغي إلى قلبك.