عادة تكنولوجية يومية قد تدمر علاقاتك الاجتماعية، هل تفعلها؟

علاقاتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: على الرغم من أنه يمكنك فعل أمرين في الوقت نفسه، فإن استخدامك الهاتف المحمول في أثناء التحدث إلى شخص بجانبك يقلل الاستماع الفعال، ويُشعر الآخر بعدم الاحترام والنبذ والإهمال؛ ما قد يؤدي في النهاية إلى تراجع مستوى رضاه عن العلاقة.

لا شك في أن الاهتمام بما يقوله الآخرون والاستماع إليهم هما من أسس تعزيز علاقاتك بالآخرين؛ لكن ثمة عادة سيئة قد لا ننتبه إليها يمكن أن تحول دون ذلك.

ربما سبق لك أن كنت وسط محادثة مع شخص ما ثم سحبت هاتفك المحمول فجأة لتلقي نظرة على الإشعار الذي وصلك أو لتتحقق من بريدك الإلكتروني، أو ببساطة لتتصفح آخر المنشورات على إنستغرام أو تويتر أو تيك توك، لنتوقف هنا لحظة: قد تبدو هذه الممارسة عادية بالنسبة إليك؛ لكن الحقيقة هي أنها تضر بعلاقاتك، وقد وصفتها وكالة إعلانية أسترالية بكلمة (phubbing)؛ وهي كلمة منحوتة من اختصارَيّ كلمتَيّ (phone) التي تعني “هاتف” و(snubbing) التي تعني “تجاهل”، ليصبح المقصود بها: “تجاهل الآخر من أجل استخدام الهاتف”.

ما أسباب هذه الممارسة؟

لمَ نتجاهل الآخرين من أجل استخدام هواتفنا؟ وفقاً لموقع ساينس أوف بيبول (Science of People)؛ قد يكون ذلك تعبيراً عن الشعور بالملل فالهاتف وسيلة تسلية سريعة، أو محاولة لتجنُّب محادثة محرجة. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الشخص الذي يعاني قلقاً اجتماعياً هاتفه أحياناً لعزل نفسه في أثناء التفاعلات الاجتماعية.

وأخيراً، يمكن أن يرتبط تجاهل الآخرين من أجل استخدام الهاتف بإدمان الهاتف في حد ذاته، ففي عام 2019، كشفت دراسة أيه إكس أيه بريفينشن (AXA Prevention) حول الاتصال المفرط بالإنترنت أن ثلث الفرنسيين يعترفون بأنهم مدمنون على استخدام الشاشات، وقد أفاد 60% من المشمولين بالدراسة بأنه يستحيل عليهم قضاء أكثر من يوم واحد دون هواتفهم.

كيف تضر هذه الممارسة بعلاقاتك الاجتماعية؟

على الرغم من أنه يمكنك فعل أمرين في الوقت نفسه، فإن استخدامك الهاتف المحمول في أثناء التحدث إلى شخص بجانبك يقلل الاستماع الفعال. ووفقاً لدراسة نُشرت في 2018؛ فإن تجاهل الآخرين من أجل استخدام الهاتف يهدد 4 احتياجات أساسية هي الانتماء وتقدير الذات والوجود الهادف والسيطرة.

قد يرى الشخص في تفضيلك لهاتفك عليه نوعاً من عدم الاحترام والنبذ والإهمال؛ ما قد يثير استياءه. وتقول المعالجة النفسية كايتي غيليس (Kaytee Gillis ) لموقع تشوزينغ ثيرابي (Choosing Therapy): “عندما يشعر المرء بالإهمال، يمكن أن يتراجع مستوى رضاه عن العلاقة”.

إضافة إلى الافتقار للاستماع الفعال، فإن تركيز نظرك على الهاتف يمنعك من إنشاء تواصل بصري مع الآخر، وهو أحد عناصر خلق الروابط بين الناس.

أخيراً، إضافةً إلى عواقب هذه الممارسة على الصحة النفسية للأشخاص الذين يتعرضون لها؛ مثل الشعور بالوحدة أو فقدان تقدير الذات أو زيادة التوتر، فإنها تصيب الشخص الذي ينقطع عمن حوله لاستخدام هاتفه بالعزلة.