ملخص: ظاهرة استغلال الشريك لتحقيق الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي تتزايد بكثرة وتُنتج المزيد من حالات سوء الفهم وتقويض الثقة بين الزوجين. وتكمن خطورة هذه الظاهرة في أنها تعرّض أحد الزوجين إلى استغلال مقيت يدمر تقديره لذاته. لهذا؛ تنصح الخبيرة النفسية جوردان ترافيرز بالتوقف عن هذه العادة أو معالجة اختلالاتها، وتحدد 3 جوانب تتأثر سلباً بهذا النوع من الاستغلال.
ربّما وقعت يوماً في إطار علاقتك الزوجية ضحية الاستغلال لتحقيق الشهرة (cloutlighting) دون أن تدرك ذلك. يشير هذا المصطلح إلى استغلال العلاقة الشخصية والحميمية مع شخص معين من خلال التلاعب به أو خيانته لكسب المزيد من التأثير في مواقع التواصل الاجتماعي. يحدث ذلك عندما يوظّف شخص معين شريك حياته في صناعة محتوى على الإنترنت من خلال تصوير ردود أفعاله تجاه بعض صور المزاح أو المقالب دون موافقته ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض الوصول إلى المزيد من الشهرة.
وإذا كان من المفترض أن تؤدي هذه الظاهرة المنتشرة بكثرة على موقعَيّ تيك توك وإنستغرام إلى "إضحاك" الآخرين دون الإساءة لأحد، فإنها في الواقع أكثر ضرراً مما نعتقد. فعلاوة على تقويض الثقة المتبادلة في إطار العلاقة الزوجية، لا يدرك صناع هذه المقالب حقيقة العبء العاطفي والنفسي الذي يعرّضون شركاءهم إليه؛ إذ يمكن أن تدمر هذه الظاهرة جوانب عدة من العلاقة الزوجية بمبرر الترفيه والتسلية. إليك 3 جوانب يمكن أن تتضرر بهذا النوع من الاستغلال وفقاً لما كشفته المعالجة النفسية الأميركية جوردان ترافيرز (Jourdan Travers) لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today).
فقدان الموثوقية
عندما يقدّم الأزواج باستمرار صورة مثالية عن علاقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي "فإن الضغط الذي يمارسونه للحفاظ على هذه الواجهة والاستجابة لانتظارات المتابعين يمكن أن يعوق التواصل الصريح والتعبير الأصيل عن عواطفهما" وفقاً لما ذكرته المعالجة النفسية.
فالرغبة في جمع الإعجابات والمشاركات يمكن أن تؤدي إلى تراجع العناصر الأساسية التي تشكل علاقة زوجية صحية؛ حيث يخفي الأزواج عواطفهم الحقيقية ويكبتون مشاعر القلق ويتجنّبون مناقشة مشكلاتهم. ويؤثر هذا الموقف في أسس العلاقة الزوجية المتينة التي ترتكز على الصدق والتواصل الضروريين لبناء الثقة والحميمية والتكامل والتفاهم المتبادل.
غياب الحياة الخاصة
عندما يكشف أحد الزوجين معلوماتهما الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي بانتظام، تتلاشى الحدود التي يجب أن تفصل بين ما يجب أن يظل شخصياً وما تُمكن مشاركته مع الجمهور. هذا المساس بالحياة الخاصة يمكن أن يخلق شعوراً بالانزعاج وعدم الأمان في العلاقة ويؤدي إلى نوع من الضعف العاطفي وتراجع مستوى الثقة. ويقود ذلك أيضاً إلى اختفاء المساحة الشخصية والمحادثات الخاصة التي تمثل الدرع الواقي للعلاقة الزوجية؛ الأمر الذي يسبب التوتر وحالات سوء الفهم.
توقعات ومقارنات غير واقعية
تنجم عن ظاهرة استغلال الشريك لتحقيق الشهرة انتظارات غير واقعية ومقارنات مدمرة للعلاقات العاطفية. تقول جوردان ترافيرز: "تشير دراسات عدّة إلى أن المقارنات الاجتماعية تؤثر سلباً في التقدير الذاتي والعواطف". وتضيف المختصة في العلاج النفسي: "في سياق قصص الحبّ، يقارن الشركاء علاقاتهم بمعايير بعيدة المنال يحدّدها المؤثرون الذين يُفترض أنهم ينعمون بعلاقات مثالية".
لكن هذه المقارنات تؤدي إلى الشعور بعدم الرضا والغيرة والنقص؛ حيث يعتقد الشركاء خطأً أن علاقاتهم يجب أن تعكس النماذج المثالية التي يتابعونها على الإنترنت؛ وهذا ما يؤدي إلى ظهور الخلافات ومشاعر الإحباط والتعاسة. لذلك قبل أن تبدأ "استغلال شريكك لتحقيق الشهرة" في مواقع التواصل الاجتماعي، عليك أن تفكر ملياً في عواقب الأمر.