ملخص: لا ترتبط صحتنا النفسية بأدمغتنا فقط، إذ تشير عدة دراسات إلى أن للجهاز الهضمي دوراً فيها أيضاً. وقد تحدث أستاذ علم النفس والفيزيائي، سامون أحمد، عن أحدث الأبحاث التي أجريت حول الميكروبات المعوية.
يتناول الباحثون عند دراسة الصحة النفسية علاقتها بوظائف الجسد ككل، ومن بين مجالات الاهتمام البحثية في هذا الخصوص، يحتل الجهاز الهضمي مكانة خاصة، وفي الواقع، يتفق مختصو الصحة على أن ما نتناوله يؤثر مباشرة في عافيتنا النفسية،
وفي مقال نُشر في مجلة سايكولوجي توداي (Psychology Today )، تحدث أستاذ علم النفس والفيزيائي، سامون أحمد (Samoon Ahmad)، عن أحدث الأبحاث التي أجريت حول الميكروبات المعوية.
ما دور الميكروبات المعوية في الحالة النفسية؟
تشير الميكروبات المعوية إلى جميع الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء، يقول سامون أحمد: "تحمينا هذه الميكروبات من مسببات الأمراض، وتسهم في امتصاص العناصر الغذائية والمعادن، كما أن لها دوراً في المحور الدماغي المعوي الذي يؤثر في حالتنا المزاجية".
أظهرت دراسة نُشرت في عام 2022 أجراها باحثون من فيلادلفيا بالولايات المتحدة، آثار اختلال الاتصال بين الدماغ والأمعاء، فبعد إعطاء الفئران المضادات الحيوية توقف إفراز الدوبامين لديها وفقدت الدافع لممارسة النشاط البدني، لذلك يمكن أن يؤدي اختلال توازن الميكروبات المعوية إلى عواقب مباشرة على السلوك، وفي دراسة أخرى عام 2016 جرب الباحثون نقل البراز من الأشخاص المصابين بالاكتئاب إلى فئران سليمة، وخلال التجربة بدأت تظهر على القوارض أعراض قريبة من أعراض الاكتئاب والقلق.
اختلال الميكروبيوم والصحة النفسية
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم اختلال توازن الميكروبات المعوية، المسمى اختلال الميكروبيوم (dysbiosis)، في ظهور اضطرابات في النمو العصبي واضطرابات نفسية، وقد يسبب الالتهاب الناجم عن اختلال الميكروبيوم في نهاية المطاف التهاب الأعصاب، ويوضح سامون أحمد أن ذلك قد يؤدي إلى ضرر بنيوي داخل الجهاز العصبي المركزي ويبدو أن هذه العملية تترافق بأعراض نفسية، ولا سيما الاكتئاب.
أخيراً، هنالك سبل للحفاظ على ميكروبات الأمعاء وإعادة توازنهاويوصى على وجه الخصوص بتناول مواد البروبيوتيك وأطعمة معينة، مثل المنتجات المخمرة أو الغنية بالألياف.