ملخص: ضيق التنفس الوهمي هو حالة تتميّز بصعوبة في التنفس الناتج من القلق. وتشمل الأعراض الشائعة زيادة معدّل ضربات القلب وضيق الصدر. يستكشف هذا المقال طرائق العلاج الفعالة، بما في ذلك العلاج المعرفي السلوكي، وتقنيات الاسترخاء.
محتويات المقال
إن إحدى أبرز وسائل التغلّب على ضيق التنفس الوهمي تكمن في ممارسة تقنيات الاسترخاء والعلاج المعرفي السلوكي الذي يساعد الشخص الذي يعاني من هذه الحالة على التعامل مع القلق والتوتّر أو نوبات الهلع.
ما ضيق التنفس الوهمي، وما هي أعراضه؟
إن ضيق التنفس الوهمي (Psychogenic Breathlessness)، أو ما يعرف أيضاً بضيق التنفس الكاذب (Pseudo-Dyspnea)، هو عبارة عن حالة نفسية شائعة ناتجة من الشعور المؤقّت بعدم القدرة على التنفس بصورة طبيعية لأسباب نفسية كالهلع والخوف؛ ما ينتج عنه ضيق التنفس، ويختفي بزوال أسبابه في الغالب.
تختلف أسباب حدوث ضيق التنفس الوهمي عن ضيق التنفس المزمن. إذ يؤدّي القلق والخوف إلى حدوث تغيرات فيزيولوجية وسلوكية يتفاعل معها الدماغ بالاستعداد لمواجهة الموقف أو الفرار منه (Fight-or-Flight Response). ما يسبّب زيادة معدّل ضربات القلب وسرعة ضخ الدم إلى الأعضاء وبخاصة العضلات. كما يزيد معدل التنفس السريع من أجل مدّ العضلات بالأكسجين اللازم للعمل بالشكل المطلوب والتغلّب على الخطر. وتُصنّف الأعراض المحتملة لضيق التنفس الوهمي الناتج من القلق على النحو التالي:
- الأعراض الجسدية: جفاف الحلق والشعور بالدوخة، وزيادة معدّل ضربات القلب، وزيادة سرعة التنفّس. إلى جانب التعرّق والقشعريرة والغثيان والإسهال والشدّ العضلي، وآلام الصدر.
- الأعراض النفسية: تشوّش التفكير والارتباك، وانعدام التركيز وضعف الذاكرة والتهيّج، إلى جانب صعوبة النطق وفقدان القدرة على الكلام والقلق.
اقرأ أيضاً: 5 أنواع من اضطرابات القلق، تعرّف إلى أعراضها وطرق علاجها
ما علاج ضيق التنفس الوهمي؟
ثمة مجموعة من أنواع مختلفة من العلاجات التي يقدّمها الأطباء والمعالجون لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من ضيق التنفس الوهمي. ونلخّصها كالتالي:
1. العلاج النفسي
- العلاج المعرفي السلوكي (CBT): لتعليم الأشخاص طرائق التصرّف وتعديل السلوك عند مواجهة المواقف المثيرة للقلق لديهم بدلاً من الهروب منها، والتهوين من مشاعر الخوف.
- العلاج النفسي الديناميكي (Psychodynamic Therapy): من خلال تعميق العلاقة بين المصاب بالقلق والطبيب النفسي. فهو علاج فعّال في المساعدة على معرفة أسباب القلق، والمساعدة على استعادة الثقة في النفس، وتقبّل الأحاسيس المؤلمة، والانخراط في سلوك إيجابي.
2. تقنيات الاسترخاء
- تمارين زمّ الشفاه (Pursed-Lip Breathing): للتدريب على التنفّس بصورة طبيعية صحيحة خلال المشي وصعود ونزول السلالم، والإبطاء من وتيرة التنفّس بمجرّد الشعور بالخوف. حيث يهدف هذا التمرين إلى المساعدة في التحكّم في التنفّس وأخذ كل نفس بطريقة واعية. ويكون التدريب على القيام به من خلال التنفّس لثوانٍ قليلة بالأنف مع إحكام غلق الشفاه و الزفير بشكل بطىء لمدة أربعة ثوان، وتكرار التمرين مرات عديدة.
- تمارين التنفس الحجابي (Diaphragmatic breathing): تخفّف هذه النوعية من التمارين من مشاعر القلق، وتحسّن التنفس بالاعتماد على الحجاب الحاجز. يمكن تطبيقها بالاستلقاء على سطح منبسط، ووضع إحدى اليدين على الحجاب الحاجز؛ أيّ تحت الضلوع وفوق المعدة. ووضع اليد الأخرى وسط الصدر. ثم التنفس ببطء عن طريق الأنف ليتّسع الحجاب الحاجز. مع تقليص عضلات البطن والزفير ببطء.
3. العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب أدوية مثل البنزوديازيبين (Benzodiazepine) للتخفيف من أعراض القلق، بما في ذلك ضيق التنفس. والجدير بالذكر أن هيئة الغذاء والدواء (FDA) حذّرت من إمكانية إدمانه والتعرّض لأعراض انسحاب تهدّد الحياة في حالة التوقّف. كما قد يصف الطبيب مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRI)؛ وهي نوع من مضادات الاكتئاب لتخفيف أعراض القلق.
أسباب ضيق التنفس الوهمي
يحدث ضيق التنفس الوهمي نتيجة العديد من الأسباب التي تتباين في شدّتها من حالة لأخرى وفقاً للعوامل المسببة لها التي قد تكون شديدة الخطورة أحياناً. وتتمثل أسباب ضيق التنفس الوهمي فيما يلي:
- الارتجاع الحمضي (Acid reflux): قد يسبّب التدفّق العكسي لحمض المعدة نحو المريء تهيّجاً في بطانة المريء الداخلية، ونظراً لاحتواء المرىء على عدة نهايات عصبية، فإن ملامستها يُسبب ضيق التنفس.
- القلق: يعد أحد أسباب ضيق التنفس الوهمي، ويمكن إدارة أعراضه مؤقتاً بالتمرينات المساعدة، وقد يحتاج المصابون بهذه الحالة إلى طبيب نفسي.
- نوبات الهلع: التي على إثرها يحدث شعور مؤقت بالاختناق وضيق التنفس.
ما الفرق بين ضيق التنفس الوهمي والمزمن؟
يختلف ضيق التنفس الوهمي عن ضيق التنفس المزمن (Chronic Dyspnea). فالأول يعود لأسباب نفسية، أما النوع المزمن فيعود في الأساس لأسباب عضوية ربما تكون خطيرة وتحتاج إلى تدخّل طبي على عكس ضيق التنفس الوهمي الذي قد يختفي تماماً بمجرد تلاشي مسبباته. ويمكن توضيح الفرق بين ضيق التنفس الوهمي والمزمن فيما يلي:
- يرجع ضيق التنفس الوهمي إلى شعور زائف لا يستدعي القلق، بينما يكون ضيق التنفس المزمن نتيجة لحالة مرضية حقيقية تستلزم العلاج.
- تعود أسباب ضيق التنفس الوهمي إلى عوامل نفسية كالخوف و الهلع واضطرابات القلق، على عكس ضيق التنفس المزمن الذي قد ينتج من أمراض الرئة والقلب.
وتتشابه أعراض ضيق التنفس الوهمي مع أعراض ضيق التنفس المزمن بالرغم من اختلاف أسباب الحدوث. كما قد يكون من الصعب تحديد أسباب الإصابة بضيق التنفس، نظراً لتعدّد الحالات الطبية المسبّبة لضيق التنفس المزمن، وتشابه أعراضه مع ضيق التنفس الوهمي.
اقرأ أيضاً: 7 طرق فعالة لعلاج اضطرابات القلق
أخيراً؛ يعد ضيق التنفس الوهمي حالة نفسية يعاني خلالها المصاب من صعوبة التنفس بشكل مؤقت، وتنشأ نتيجة نوبات الخوف والهلع التي لا تدوم طويلاً. وتتمثل أبرز طرق علاجها والتغلب عليها في العلاج النفسي وتناول الأدوية وممارسة التمارين المساعدة على الاسترخاء والهدوء.