ملخص: ضعف الانتصاب النفسي مشكلة حقيقية يعانيها العديد من الرجال في صمت بسبب وصمة العار المحيطة بها؛ لكن تداخل الصحة النفسية والبدنية للرجل قد تؤثّر تأثيراً مباشراً في أبسط وظائف الجسم.
محتويات المقال
يوضّح استشاري جراحة المسالك البولية والروبوتية، مضر نزار حسن، إن أسباب ضعف الانتصاب عند الرجل عديدة، وتشمل ما هو عضوي وما هو نفسي؛ مثل الضغوط والتوتر وساعات العمل الطويلة والتدخين.
ويعزو انخفاض الوعي بالمشكلات الجنسية إلى خجل الرجال عموماً من استشارة الطبيب أو المتخصص في المسالك البولية، نتيجة اعتقادهم أن في ذلك انتقاصاً من رجولتهم، إلى درجة أن الرجال أغلبهم يتجنّبون مناقشة هذه الموضوعات فيما بينهم باعتبارها حسّاسة.
ما هو ضعف الانتصاب النفسي؟ وما أعراضه؟
يُعرف ضعف الانتصاب النفسي (Psychogenic Erectile Dysfunction) بأنه عدم القدرة على بلوغ الانتصاب أو الحفاظ عليه في أثناء النشاط الجنسي بسبب التأثيرات النفسية، وقد تشمل هذه التأثيرات التوتّر أو القلق أو الاكتئاب أو الشعور بالذنب، أو تدنّي احترام الذات، أو المشكلات في العلاقات الشخصية.
حيث تُعزى قُرابة 40% من حالات ضعف الانتصاب إلى أسباب نفسية المنشأ، وفي حين أن هذه الحالة يمكن أن تؤثّر في الرجال من مختلَف الأعمار، تجدر الإشارة إلى العدد الكبير من حالات ضعف الانتصاب النفسي عند الشباب.
وتُعد الإصابة بضعف الانتصاب على نحوٍ عَرَضيّ أمراً شائعاً ولا يمثّل مصدرَ قلق كبير؛ لكنه يصبح محطّاً للقلق إذا كان الرجل يجد صعوبة في تحقيق الانتصاب والحفاظ عليه في أثناء النشاط الجنسي، وتتمّثل أعراضه التي قد تختلف من شخص لآخر في الآتي:
- عدم القدرة على الوصول إلى الانتصاب أو الحفاظ عليه.
- فقدان الانتصاب قبل انتهاء الممارسة الجنسية.
- سرعة القذف أو تأخّره.
- مواجهة صعوبة في الأداء الجنسي على الرغم من الاهتمام به.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الحالة النفسية في الصحة النفسية؟
ما العوامل النفسية التي تؤدّي إلى الإصابة بضعف الانتصاب؟
قد يحدث ضعف الانتصاب نتيجة أسباب عضوية بحتة؛ لذلك ينبغي التأكد مما إذا كانت هذه الحالة نتيجة أسباب عضوية أو نفسية عن طريق الاستشارة الطبية المتخصصة. ويشير الاستشاري النفسي نادر عطا الله إلى أن الرجل قد يتمتّع بانتصاب صباحي عادي (Morning Erection) لكنه يعاني مشكلات في الأوقات التي يكون فيها بحاجة إلى ذاك الانتصاب لممارسة الجنس مع شريكته. ويشارك معنا عطا الله فيما يلي الأسباب النفسية المحتملة التي قد تؤدي إلى ضعف الانتصاب:
- تناول أدوية نفسية تؤثّر في الرغبة والأداء الجنسي.
- الإصابة بالاكتئاب.
- الإحساس بالذنب الذي يرجع إلى تنشئة قائمة على التخويف لأسباب دينية.
- تدني تقدير الذات والصورة الذاتية السلبية.
- الصدمات النفسية السابقة مثل الاعتداء أو التحرش الجنسي في مرحلة الطفولة أو المراهقة.
- قلق الأداء الجنسي (Performance Anxiety) المتمثل في الخوف الشديد من عدم القدرة على الأداء الجيّد أمام الشريكة أو عدم التمكّن من إرضائها جنسياً، إضافة إلى القلق بشأن حجم العضو الذكري وطوله.
- التوقعات المشوهة وغير الواقعية حول ممارسة الجنس والقدرة الجنسية لدى الرجال بسبب مشاهدة الكثير من المحتوى الإباحي.
- الخلافات الزوجية.
وبخصوص قلق الأداء الجنسي، يوضّح أستاذ أمراض الذكورة والعقم بجامعة القاهرة، حامد عبد الله، إن الرجل غالباً ما يبدأ الممارسة الجنسية بالحالة النفسية نفسها التي كان عليها قبلها؛ لذا قد تساعده ممارسة بعض تمرينات للاسترخاء والانفصال عن الضغوط اليومية.
مشيراً إلى أن القلق من الأداء الجنسي يحدث عادةً نتيجة التشكيك في القدرات الجنسية، بالإضافة إلى احتمالية وجود بعض المشكلات الصحية التي قد تسبب هذا النوع من القلق.
ما الفرق بين ضعف الانتصاب النفسي والعضوي؟
يخبرنا أستاذ أمراض الذكورة والعقم بجامعة القاهرة، عمرو عبد الرحيم، إن ثمّة نوعاً معيناً من ضعف الانتصاب يصيب فئة الشباب تحت سنّ العشرين، ويُعرف بـ "ضعف الانتصاب الأولي" الذي قد يحدث بسبب خللٍ في جينات معينة تتحكّم في وظيفة العضو الذكري، أو بسبب الكدمات التي من الممكن أن تصيب العضو الذكري بسبب ممارسة العادة السرية بطريقة خاطئة.
ويضيف إن هناك احتمالاً لتداخل العامل النفسي والعضوي في الإصابة بضعف الانتصاب لدى بعض الرجال من المصابين بداء السكري مثلاً؛ حيث يُتلف عدم انتظام السكر في الدم بعض الأعصاب الطرفية والنسيج الكهفي للقضيب مقلّلاً كفاءة الانتصاب بنسبة معينة؛ غير أن التوتّر والقلق اللذين قد يصيبان الشخص الذي يعاني هذه الحالة سيضاعفان فرص عدم كفاءة الانتصاب.
لكن ذلك لا يمنع وجود حالات لأشخاص يعانون ضعف الانتصاب لعوامل نفسية فقط، وهم يمثلون نسبة قليلة حسب رأيه، ومن أهم تلك العوامل النفسية الخلافات الزوجية أو الخوف من الفشل في تأدية العملية الجنسية.
ويشير عبد الرحيم إلى أن طريقة التفريق بين الانتصاب النفسي والعضوي هي وجود الانتصاب الصباحي أو الليلي، فإذا كان الرجل يتمتّع بانتصاب صباحي وليلي جيّد لكنّه يواجه مشكلات فقط عند الممارسة الجنسية مع الزوجة فالأغلب أن ضعفه له جذور نفسية.
كيف يمكن علاج الانتصاب النفسي؟
يُعالج ضعف الانتصاب النفسي المنشأ من خلال التركيز على علاج العوامل النفسية، ومن أبرز طرائق علاجه:
- العلاج النفسي: يمكّن المصاب من استكشاف أفكاره وعواطفه فيما يتعلق بالنشاط والضعف الجنسيين، وفهمها؛ ومن ثَمّ تطوير صورة إيجابية عن نفسه وعلاقاته وأدائه الجنسي.
- الاستشارات الزوجية: يسمح هذا النوع من الاستشارة للزوجين بتعزيز التواصل حول العلاقة الحميمية، وتفحّص علاقتهما الجنسية، وتعاطف كل منهما مع أداء الآخر.
- تقنيات الاسترخاء: يمكن أن يؤدّي تنفيذ تقنيات مثل تمرينات التنفس أو التأمّل، إلى تعزيز الشعور بالهدوء والاسترخاء؛ ما قد يقلّل ضعف الانتصاب المرتبط بالقلق.
- العلاج الدوائي: قد يصف مقدمو الرعاية الصحية بعض الأدوية للمساعدة على الوصول إلى الانتصاب، وبالإضافة إلى ذلك، قد يوصون بأدوية للتحكم في الأعراض النفسية؛ مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق.
وينصح الاستشاري النفسي نادر عطا الله باتباع الإرشادات التالية:
- ممارسة التمرينات الرياضية، وتُمكن الاستفادة من تمرينات كيغل (Kegel) لتقوية عضلات الحوض بصفة خاصة.
- تجنُّب مشاهدة المحتوى الإباحي.
- الابتعاد عن ممارسة العادة السرية.
- الحرص على تناول الطعام الصحي والمكملات الغذائية.
- تجنُّب ممارسة العلاقة الجنسية مع وجود المشكلات الزوجية إلى حين حلّها.
- علاج المشكلات النفسية الموجودة سابقاً مثل الاكتئاب.
- تغيير الصورة الذهنية الخاطئة والأفكار المغلوطة عن العلاقة الجنسية.
- تفادي تناول الأدوية المقوية للانتصاب دون استشارة طبيب مختص.
اقرأ أيضاً: هل هناك فعلاً "دورة شهرية" للرجال؟ إليك إجابة العلم
أخيراً، قد يمثّل ضعف الانتصاب عموماً مصدرَ قلقٍ كبير لبعض الرجال، لدرجة يصبح فيها طلب المساعدة المتخصصة، سواء لعلاج الأسباب العضوية أو النفسية، ضرورة ملحّة، وفي كثيرٍ من الأحيان، قد يكون التخلّص من التوتّر واتباع نمط حياة صحي كافياً للتغلّب على ضعف الانتصاب النفسي لدى الرجل.