التوازن سرّ نجاح العلاقة الزوجية واستمرارها وشعور طرفيها بالرضا والسعادة؛ لكنه قد يكون عرضة إلى الاختلال أحياناً بسبب رغبة أحد الشريكين في السيطرة على الآخر، والتحكم في تصرفاته واختياراته ومشاعره. ما الذي يميز إذاً هذا الشريك المتسلط؟ يعرض المقال التالي 7 علامات تكشف الشريك الذي يميل إلى التسلط على شريكه في إطار العلاقة الزوجية، وإليك التفاصيل.
محتويات المقال
يتكامل العديد من الشركاء في العلاقات الزوجية على مستوى الخصائص والسمات الشخصية. قد يكون أحد الشريكين على سبيل المثال فوضوياً والثاني مهووساً بالتنظيم، وقد يكون الأَول انطوائياً بينما يكون الآخر منفتحاً، وقد يميل أحدهما إلى الإنفاق بينما يفضل الثاني الادخار. لكن عندما يتعلق الأمر بمسألة السيطرة على العلاقة فنادراً ما نلاحظ هذا التكامل.
يمثل اختلال توازن العلاقة أرضية خصبة للسلوكيات السامة. وعندما يشمل اختلال التوازن هذا مسألة السيطرة فقد تصبح العلاقة مصدر خطر. وترتكز علاقة التسلط على اختلال في السيطرة على العلاقة وفقاً لما أورده موقع ويب إم دي (WebMD). يهيمن أحد الشريكين في هذا النمط من الديناميات على الآخر من خلال تخويفه أو دفعه إلى الشعور بعدم الأمان أو الشعور بالذنب. وقد يكون هذا التسلط جسدياً أو عاطفياً أو جنسياً أو مالياً أو روحياً أو نفسياً.
ما هي علاقة التسلط؟
تقول المختصة النفسية أندريا بونيور (Andrea Bonior) في تصريح لموقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "يتخيل الكثيرون الشريك المتسلط شخصاً يوبخ علانية كل من يعترض طريقه، أو يتصرف بعدوانية جسدية أو يطلق التهديدات والإنذارات باستمرار". لكن الخبيرة النفسية تنبه إلى أن هناك إشارات خفية دالة على الشخصية المهووسة بالتسلط.
توضح ذلك قائلة: "يستخدم الشخص المتسلط ترسانة من الأساليب للهيمنة على شريكه، وقد يكون هو أو شريكه مدركاً أو غير مدرك لما يحدث". قد تصدر هذه السلوكيات عن شخص يبدو متسلطاً ومهيمناً، كما قد تأتي من شخص ضعيف عاطفياً وتنقصه الثقة بالنفس.
قد يصل الشريك المرتبط بشخص متسلط إلى درجة الاعتقاد بأنه هو نفسه سبب المشكلة، وأن شريكه المسيطر يتصرف بهذه الطريقة نتيجة أخطائه. تضيف بونيور: "سواء أدى سلوك التسلط إلى عنف عاطفي أو جسدي أخطر أو لم يؤد إلى ذلك فإن هذه العلاقة غير صحية".
7 علامات دالة على علاقة التسلط
قد تكون شخصية الشريك علامة أولى يجب الانتباه إليها لتشخيص اختلال السيطرة في إطار علاقة زوجية. هناك سمات شخصية ترتبط بالأشخاص الذين يحبون التسلط على الآخرين مثل العدوانية أو الرغبة في التحكم أو الغيرة الزائدة أو القسوة أو النرجسية. لكن الشخص الضعيف عاطفياً والحساس تجاه الرفض قد يكون أيضاً معنياً بظاهرة التسلط.
ثمة سلوكيات أخرى قد تنبهك إلى رغبة شريكك في التسلط:
- لا يحب أن تقصيه من مخططاتك ومشاريعك: من العلامات المهمة أن شريكك يرفض أن تكون لك حياة خاصة دونه وفقاً لما ذكره موقع ويب إم دي. يتجلى ذلك عادة في اتصاله الدائم بك عبر الرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية عندما تكون بعيداً عنه، أو من خلال دفعك إلى الشعور بالذنب عندما ترغب في فعل شيء دون إشراكه.
- ينتقدك باستمرار: يحاول الشريك الذي يرغب في التسلط عليك تقويض ثقتك بنفسك باستمرار، والتقليل من شأنك في السر والعلن.
- يبتزّك عاطفياً: لا يثني عليك إلا إذا قدمت تضحية معينة أو غيّرت سمة من سمات شخصيتك. كما أنه يستغل لمسات الحنان ومظاهر الثقة والكلمات الرقيقة باعتبارها مكافآت مشروطة بمجهودك.
- يحصي أخطاءك ويتتبعها: توضح المختصة النفسية أندريا بونيور: "إذا كان شريكك حريصاً على تتبع أيّ تفاعل بينكما وتذكُّر تفاصيله سواء لحمل مشاعر الضغينة أو طلب خدمة في المقابل أو الحصول على الثناء فقد تكون هذه هي طريقته في ممارسة التسلط".
- لا يمكنك التنبؤ بتصرفاته: تقول المختصة في علاج الأزواج ميشيل بروتن بروكس (Michelle Brooten-Brooks) في مقال لها على موقع فيري ويل هيلث (Very Well Health): "يمكن أن ينتقل الشخص المتسلط من الشعور بالسعادة إلى الشعور بالانزعاج والكآبة والعبوس، ولا سيّما إذا لم يحصل على ما يريد". ويجبرك تقلّبه المزاجي هذا على التعامل معه بحذر مستمر.
- لا يتحمّل مسؤولياته: لا يعترف الشخص المتسلط بأخطائه أبداً، ويلجأ بدلاً من ذلك إلى التلاعب بشريكه أو اتهامه أو اتهام الآخرين.
- يشكّ فيك: تؤكد المختصة النفسية أندريا بونيور: "الشريك الذي يرى كل اتصال أو محادثة باعتبارها مغازلة لشخص آخر أو يشك في علاقاتك أو يشعر بالتهديد بسبب كثرة الأشخاص الذين تتواصل معهم، أو يلومك على عمليات التواصل البريئة التي تجريها قد يسعى إلى ممارسة التسلط بسبب غيرته الزائدة أو ارتيابه".