ملخص: تنتشر تساؤلات كثيرة على شبكة الإنترنت حول إمكانية الارتباط بشريك حياة مصاب بالفصام، وتأثير اضطرابه في حياته الزوجية؛ لذا لجأنا في هذا المقال إلى مجموعة من الخبراء النفسيين لمعرفة الإجابة العلمية الموثوقة حول مدى نجاح مريض الفصام في زواجه، والحصول على إرشادات فعالة للتعامل معه.
محتويات المقال
"تزوجت زوجي وبعد 3 سنوات اكتشفت إصابته بالفصام، فهل أستمر معه؟"، "عندي من زوجي 3 أبناء؛ لكن مؤخراً بدأت تظهر عليه أعراض الفصام كيف أتعامل معه؟"، "زوجتي مريضة بالفصام، ما نصيحتكم؟".
التساؤلات السابقة نشرها أصحابها على منصة التواصل الاجتماعي إكس(تويتر سابقاً)، وتعكس تأثير اضطراب الفصام في شتى مناحي حياة المصاب به؛ ومن ضمنها استقراره في العلاقة الزوجية، والمشكلات التي قد تقع بينه وبين شريك حياته من جراء اضطرابه؛ لكن في حال العودة إلى النقطة صفر، قد يتساءل البعض: هل يمكن لمريض الفصام أن ينجح في زواجه؟ وفي هذا المقالة الإجابة العلمية الدقيقة.
هل تنبغي مصارحة شريك الحياة بالمرض النفسي؟
تروي الطبيبة النفسية، وجدان الجهني، حادثة وقعت معها عندما جاءت إليها أم مريض بالذهان تسألها عما إذا كان يمكن لابنها أن يتزوج أم لا، وإذا ما كان من الضروري إخبار الفتاة التي خطبها بمرضه أم لا.
وتتابع الجهني إن حالة ابنها كانت مستقرة مع تعاطيه الأدوية النفسية؛ لكن على الرغم من ذلك، فقد أثار السؤال في ذهنها أسئلة كثيرة، وتعقب قائلة إن الاضطرابات النفسية تختلف في أنواعها وشدتها وطرائق علاجها والتعامل معها؛ لكن في الأحوال كلها، يجب أن تُحفظ خصوصية المريض ولا يمكن تعميم قاعدة مفادها أن المصابين باضطراب ما لا يصلحون للزواج، مشيرة إلى أن وجود الأسرة الداعمة والزوج الداعم قد يساعد كثيراً في رحلة العلاج.
وتختم حديثها بأنه من حق المريض النفسي أن يتزوج، وفي الوقت نفسه، من حق الشريك أن يكون على علم بتأثيرات الاضطراب في علاقتهما؛ لذلك فهي ترى أن المصارحة ضرورية بين الزوجين ولا بد أن تكون في إطار شخصي بناءً على رغبتهما، ومسؤولية الطبيب النفسي فيما يتعلق بالمصارحة التوعية والمساعدة على فهم طبيعة المرض.
وتُمكن الإضافة إلى حديث الجهني بأن إخفاء المعلومات ذات الصلة بالاضطراب النفسي قد يتطلب طاقة يمكن استثمارها في العلاقة بدلاً من إهدارها في القلق والخوف من أن يكتشف شريك الحياة المحتمل المرض النفسي، وكلما كان ذلك مبكراً قلت نسبة تضييع الوقت مع الشخص غير المناسب؛ لكن من المهم الوعي بأن عملية المصارحة لا بد أن تحدث بعد الارتياح المتبادل والتأكد من وجود مشاعر مبدئية، والأفضل أن تحدث بصورة مباشرة وواضحة جداً.
ما رأي الخبراء في زواج مريض الفصام؟
يرى الطبيب النفسي، جمال فرويز، أن مريض الفصام يمكن في حال التزامه بالعلاج أن يعيش حياة طبيعية بشتى مناحيها من عمل وزواج وإنجاب؛ ولكن عليه مراعاة عدم التوقف عن العلاج فجأة حتى لا تتعرض حالته إلى الانتكاس؛ لأنه إذا ما التزم بالعلاج وانتكس ستَصعُب عودته إلى حياته المستقرة مرة أخرى.
بينما يشير المختص النفسي، وليد الزهراني، إلى أن الزواج ليس له علاقة بتحسن حالة مريض الفصام، والأهم فيه هو تقبل الطرف الآخر لحالته والاستعداد لمراعاته واحتواء تغيراته، وبذل الجهد لمساعدته في رحلة مواجهة مرضه.
كيف يمكن التعامل مع شريك الحياة المصاب بالفصام؟
يوجد العديد من الإرشادات الفعالة التي تساعد على بناء علاقة ناجحة مع شريك حياة مصاب بالفصام؛ أهمها:
- احرص على معرفة تفاصيل مرضه والتغيرات التي يمر بها وأسبابها، إلى جانب اطلاعك على تصحيح الخرافات الشائعة عن الفصام من مصادر علمية موثوقة.
- لا تتردد أن تستمتع إليه بهدف معرفة تفاصيل تجربته مع مرضه والتحديات التي تواجهه والأساليب العلاجية التي تجدي نفعاً معه، وطرائق المساعدة التي تُمكنها إفادته عندما يمر بأوقات صعبة.
- لا تحاول استخدام الحجج المنطقية معه، فمثلاً إذا كان يعاني هلاوسَ أو أوهاماً، لا تستنفد وقتك في تصحيحها له، وحاول بدلاً من ذلك احتواءَه عاطفياً، وطَمْئنه بأن الحال ستتحسن.
- تجنب أخذ مواقفه وتصرفاته الناتجة عن اضطرابه النفسي على محمل شخصي. ربما سيَصعُب عليك فعل ذلك أحياناً؛ لذا ابحث عن مجموعة دعم أو أفراد مقربين تلجأ إليهم لتشاركهم ما تمر به وتنفّس عن ضغطك النفسي.
- أظهِر له استعدادك لتقسيم الواجبات والمسؤوليات وفقاً لحالته المرضية من خلال إقامة حوار مفتوح مبني على الصراحة المتبادلة، فهذا يجعله يشعر بأن دوره لم يهمَّش، وفي الوقت نفسه، هكذا ستعرف المهام التي عليك تأديتها بوضوح.