شدة حبك لزوجك قد تؤدي للانفصال، تعرف إلى السبب

2 دقائق
شدة الحب
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

من المعروف أن بعض العلامات في العلاقة الزوجية كالإهمال أو الازدراء بين الزوجين يشير إلى قرب انفصالهما؛ ولكن هناك دراسة أميركية وجدت أن سلوكاً آخر قد لا يخطر في البال يُنذر أيضاً بعدم ديمومة العلاقة، فما هو يا ترى؟ هل يمكن أن تكون شدة الحب بين الزوجين إخدى هذه العلامات؟
عادةً، يكون كل من الخلافات المستمرة وعدم الاهتمام وسوء المعاملة من أبرز العلامات التحذيرية التي تدل إلى قرب انتهاء العلاقة بين الزوجين؛ لكن ثمة علامة أخرى غير ذلك كشفت عنها دراسة أميركية حديثة وقد تكون مفاجئةً لكم!

هل شدة الحب مؤشر سلبي في العلاقة الزوجية؟

قضاء العطلة معاً في المنزل وممارسة بعض الأنشطة؛ الضحك على النكات ذاتها رغم سماعها 1,000 مرة مسبقاً؛ العودة إلى المنزل من العمل بعد يوم طويل والرغبة في التحدث إلى زوجك رغم ذلك. كلّها لحظات تذيب القلب من شدة دفئها؛ لكن ماذا يحدث عندما تبدأ الشرارة في التلاشي؟

يرى الخيال الجمعي غالباً علامات المودة الزائدة بين الطرفين دلالةً على شدة الحب الذي يجمعهما؛ لكن بحثاً علمياً نُشرت نتائجه في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Journal of Personality and Social Psychology) في فبراير/ شباط عام 2021 خلص إلى غير ذلك. كان الهدف من الدراسة هو تحديد العلامات التحذيرية لقرب انتهاء الزواج، وفي سبيل ذلك تابع الباحثون القائمون عليها 168 ثنائياً لمدة 13 عاماً، فوجدوا أن الأزواج الذين اتسمت علاقتهم بالشغف الشديد في بداية الزواج كانوا أكثر عرضة للانفصال لاحقاً.

وجاء في الدراسة: "كانت علاقة الأزواج الذين انفصلوا بعد 7 سنوات أو أكثر من الزواج تتسم بشدة الشغف المتبادَل في بدايتها؛ حيث أظهروا عاطفة تجاه بعضهم بعضاً أكثر بمقدار الثلث من الأزواج الذين اتسم زواجهم بتنامي مشاعر الحب تدريجياً".

شدة الحب قد تحمل معها خيبة الأمل!

لكن ما تفسير ذلك؟ توضح الدراسة أن شدة الحب في بداية العلاقة يمكن أن تؤدي إلى خيبة الأمل، وهو ما أوضحته الطبيبة النفسية المختصة في العلاقات العاطفية مادلين ماسون روانتري (Madeleine Mason Roantree) في حديث لصحيفة ذي إندبندنت (The Independent) حول هذا الموضوع، فقالت: "يُفتن الطرفان ببعضهما بعضاً في بداية العلاقة ومن هنا جاء المثل القائل "الحب أعمى"؛ لكننا نعلم أن هذا الافتتان ليس كافياً لتعزيز الرابطة على المدى الطويل، فالمهم هو ما يتبقى بين الشخصين بعد زوال الافتتان لأنه إذا كان الشغف هو الرابط الوحيد بينهما فإن العلاقة ستكون أكثر عرضة للانهيار".

وخلص الباحثون إلى أن الشعور بخيبة الأمل هو ما يدفع الأزواج في معظم الأحيان إلى الانفصال، ووفقاً لهم فإن الزواج الناجح يتطلب الشعور بمودة ثابتة ومتبادَلة بين الطرفين وهذا هو أساس الرابطة الزوجية المستقرة. أخيراً نقول إنه يجب أخذ نتائج هذه الدراسة بحذر على الرغم من أن علماء النفس الاجتماعي القائمين عليها قد أجروها بجدية تامة، لأن النوايا الكامنة خلف السلوكيات ذاتها تختلف بين علاقة زوجية وأخرى.

المحتوى محمي