ملخص: عادة ما ننظر إلى الخجل نظرة سلبية ونعتقد أنه مشكلة نفسية يتعيّن التخلّص منها لتحقيق الاندماج والتعايش مع الآخري؛ لكنّ هذه النظرة قد تكون خاطئة، ولا سيّما إذا أدركنا أن الشخص الخجول يتمتّع بالكثير من مَواطن القوة التي قد لا يتمتّع بها غيره. يعرّفنا هذا المقال إلى 6 صفات إيجابية تميّز الأشخاص الخجولين. لنتابع التفاصيل.
محتويات المقال
نعتقد مخطئين في معظم الأوقات أن الخجل نوع من الإعاقة الاجتماعية التي يجب التغلّب عليها بأيّ ثمن، ونظنّ أن الأشخاص المنفتحين وحدهم يستطيعون النجاح في هذه الحياة؛ لكن هذه الفكرة النمطية ليس صائبة بالضرورة. في الواقع، قد يكون الخجل مصدر العديد من مَواطن القوة (التي يتجاهلها الناس عادة). وفقاً لموقع هاك سبيريت (Hack Spirit)؛ فإن الأشخاص الخجولين يتميّزون ببعض السلوكيات أو الأساليب الإيجابية للغاية، دون أن يدركوا ذلك أحياناً وتمكّنهم هذه المواصفات عموماً من تحسين مستوى علاقاتهم. فيما يلي 6 مزايا رئيسة يتمتّع بها الأشخاص الخجولون.
1. متفتّحون في معظم الأحوال
تقول المختصّة في القلق الاجتماعي آرلين كونيك (Arlin Cuncic) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "معظم الأشخاص الخجولين يتعلّمون التكيّف مع محيطهم والنجاح في عالم يسيطر عليه الأشخاص الأكثر انفتاحاً". لكنّ المثير لدى الشخص الخجول أنه قد يبدو أكثر تفتّحاً في نظر الآخرين (ما يكن خجله مفرطاً).
تضيف كونيك: "صفات الخجل والتواضع ونكران الذات التي تميّزهم لا تمثّل أيّ تهديد، وتُشعر الآخرين بالارتياح في حضورهم". بعبارة أخرى: لا تظهر عليهم علامات التكبّر التي قد تعقّد عملية التقرّب منهم أو التحدّث إليهم. علاوة على ذلك، يؤكد علماء النفس باستمرار أن الرجال والنساء يَعدّون التواضع أكثر السمات المرغوب فيها لدى الشركاء.
2. يحافظون على الأسرار
لا يحبّ الأشخاص الخجولون أن ينتبه إليهم الآخرون؛ لهذا يميلون إلى الكتمان والتّحفظ. هذا التّحفظ يمثل أفضل صفاتهم لأنه يجعلهم جديرين بالثقة وكتمان الأسرار وجاهزين للإصغاء، ويتحلّون بضبط النفس ولا يتدخّلون في شؤون الآخرين. يعرفون كيف يحتفظون بدائرة علاقات ضيقة وينجحون بفضل ذلك في بناء صداقات طويلة الأمد قد تمتدّ عقوداً من الزمن.
3. موهوبون في المحادثات الثنائية
تؤكد المدرّبة المهنية في شركة جوجل، جيني بلايك (Jenny Blake) أن الأشخاص الخجولين أو أولئك الذين لا يبحثون عن التفاعل في إطار جماعي أو سياق اجتماعي يتمتّعون بميزة مهمّة في العمل. تقول بلايك: "يتقن الأشخاص الانطوائيون المحادثات الثنائية".
تعدّ هذه المهارة وفقاً للخبيرة أهم المهارات غير التقنية التي يتعيّن تطويرها؛ لأنها تؤسس "علاقات عميقة" تترك انطباعات راسخة. لكنّها تنبه: "ليس من الضروري أن تكون منفتحاً كي تبني علاقات جيدة". كما أن هذه الصفة مهمة للغاية في الحياة الشخصية.
4. يفكّرون قبل التكلّم
لا يلقي الأشخاص الخجولون الكلام على عواهنه ويأخذون الوقت الكافي للتفكير قبل التكلّم. إنهم يفكرون بعمق وفقاً لما كشفته الكاتبة ليندساي هولمز (Lindsay Holmes) في موقع مركز علم النفس التطوري. تقول هولمز: "يكون الخجل مصحوباً بميل إلى التفكير الداخلي المنتظم؛ لذا تميّز صفة التفكير قبل التصرّف العديد من الأشخاص الخجولين".
ولهذا نادراً ما تجد وفقاً لهذه الخبيرة شخصاً خجولاً يندم على حديث أو تدخّل في إحدى الفعاليات الاجتماعية. "علاوة على ذلك، فإنّ قدرتهم على الالتزام بالتفكير العميق والعلمي تساعدهم على أخذ قرارات حكيمة".
5. يتمتّعون بالأصالة
نظراً إلى طبيعتهم الانطوائية وعدم رغبتهم في الشهرة وإثارة انتباه المجتمع؛ فإنهم ليسوا في حاجة إلى التصنّع والاندماج وفقاً لمعاييره. تؤكد مؤسِّسة موقع لورنينغ مايند (Learning Mind)، آنا لومايند (Anna LeMind)، إن سمة الأصالة ترتبط بطبيعة عمل أدمغة الأشخاص الانطوائيين.
أظهرت دراسات علمية أنهم أقلّ اعتماداً على هرمون الدوبامين؛ ذلك الناقل العصبي الذي يؤدي دوراً حاسماً في مركز المكافآت بالدماغ. كما أنهم أقلّ اهتماماً بالحصول على تأييد الآخرين واستحسانهم. لذا "لن يحرص الشخص الانطوائي مثلاً على اختلاق مجاملات كاذبة لإرضاء مديره، أو التحدّث إلى زميل لا يحبّه؛ فقط لأن قواعد اللياقة تفترض ذلك" وفقاً لاستنتاج الخبيرة.
6. يتميّزون بقدرة إبداعية فطرية
الأشخاص الخجولون أكثر قدرة على الإبداع من غيرهم عموماً. وفقاً للمتحدّثة ومؤلفة كتاب "الهدوء: قوة الانطوائيين في عالم لا يتوقف عن الكلام" (Quiet : The Power of Introverts in a World That Can’t Stop Talking)، سوزان كين (Susan Cain)؛ ثمة تفسير مذهل لحسّ الإبداع الذي يتمتّع به الأشخاص الخجولون: "يفضّل الانطوائيون العمل باستقلالية، وقد تمثّل الوحدة محركاً للابتكار والإبداع لديهم". إذا استوعبت هذا الأمر فلا داعي إذاً للخجل من خجلك.