ملخص: ألا يمكن أن يكون سلوكك ودماغك مسؤولَين عن فشل علاقاتك العاطفية؟ لا داعي للاستغراب فهناك 7 سلوكيات قد تسبب ذلك وفقاً للمعالجة النفسية سوزان وولف: 1) بناء توقعات مثالية حول شخصية الشريك في المستقبل. 2) وضع توقعات مبالغ فيها وغير قابلة للتحقق. 3) المعتقدات غير الصحية حول مسائل الحب. 4) خيبة الأمل الشخصية وخيبة الأمل في الآخرين. 5) رغبتك الدائمة في إثبات جدارتك وقيمتك للآخرين. 6) التخلي عن الأمل في علاقة لم تكن مبنية على أسس واقعية. 7) الفشل في الدفاع عن النفس وفرض الحدود الصحية والاحتياجات الشخصية. لكن هذه السلوكيات قد تنبع من تحيزات معرفية يقع فيها الدماغ، وتدل عليها الظاهرة التي يسمّيها علماء النفس "فجوة التعاطف بين حالتَي الهدوء والانفعال". يجعلنا هذا التحيّز نتخذ قرارات في حالة الانفعال، مثل اختيار الشريك، ثم يتضح أنها تتعارض مع ما توقعناه في حالة التفكير العقلاني الهادئ. وقد يدفعنا ذلك إلى الاستمرار في علاقة ما فقط كي لا نهدر الجهد الذي بذلناه في بنائها. عادة ما تميل إلى تحميل شريكك السابق مسؤولية انكسار قلبك، لكنك قد تكون أنت أيضاً مسؤولاً، حتى إن كان ذلك نسبياً، عن خيبة أملك العاطفية، دون أن تدرك ذلك أحياناً.
هل أعلنت من قبل انفصالك عن شريك حياتك ولاحظت أنه لم يكن مستغرباً من فشل علاقتكما؟ وهل سبق لك أن واسيت شخصاً مكسور القلب بعد علاقة عاطفية فاشلة وتجنّبت تذكيره بأنك حذرته من ذلك؟ على الرغم من كل النوايا الحسنة التي قد ينطوي عليها بحثنا عن علاقات الحب وشريك الحياة، فقد تكشف خيبات الأمل والأحزان التي تصاحب هذا المسعى مسؤوليتنا عن الفشل حتى إن كان ذلك جزئياً.
لا نستطيع أبداً لوم أصحاب القلوب المنكسرة على اختياراتهم السيئة المحتملة بعد علاقة فاشلة، لكن بعض سلوكياتهم يمكن أن تفاقم خيبات آمالهم وتحطم قلوبهم أكثر.
اقرأ أيضاً: ما هي المشاعر السلبية التي تعد اعتيادية في العلاقة الزوجية؟
السلوكيات التي تقودك إلى خيبة الأمل العاطفية
كلما نضجنا بفضل تجارب الحب المتعاقبة، أصبحنا أكثر قدرة على معرفة ما نبحث عنه في العلاقات العاطفية، وما نريد تجنّبه بأيّ ثمن. وعلى الرغم من وضوح المواصفات التي نبحث عنها وقوة التصميم الذي نشعر به، فإننا لا ننجو دائماً من الفخاخ التي تنصبها لنا أدمغتنا ومشاعرنا خلال عملية اختيار الشريك. توضح أستاذة علم النفس كارين وو (Karen Wu) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today)، ذلك: "لقد اكتشف الباحثون أننا لا نتصرف بعقلانية إلى الدرجة التي نعتقدها، على سبيل المثال كنا نعتقد في الماضي أننا نتخذ القرارات بعد تفكير مليّ ومدروس، لكننا قد نتصرف في الحقيقة بالاعتماد على مشاعرنا، من خلال استخدام مواردنا المعرفية لإقناع أنفسنا بأننا اتخذنا القرار الأفضل". وهذا الأمر ينطبق أيضاً على قراراتنا العاطفية.
في هذا السياق حددت المعالجة سوزان وولف (Susanne Wolf) في منشور لها على إنستغرام قائمة السلوكيات والعادات التي قد تكسر قلبك أكثر مما يفعله حبّك للآخر أو غياب مشاعره تجاهك:
- بناء توقعات مثالية حول شخصية شريكك في المستقبل.
- توقعات مبالغ فيها وغير قابلة للتحقق.
- معتقداتك ونظرتك غير الصحية إلى مسائل الحب.
- الشعور بخيبة الأمل في حياتك وخيبة الأمل في علاقاتك بالآخرين.
- رغبتك الدائمة في إثبات جدارتك وقيمتك للآخرين.
- تخلّيك عن الخطط المستقبلية المتعلقة بعلاقتك العاطفية لأنها لم تكن مبنية على أسس واقعية.
- فشلك في الدفاع عن نفسك وفرض حدودك الصحية والتعبير عن احتياجاتك.
من هو المسؤول عن خيبة الأمل العاطفية؟
تؤكد كارين وو: "يتساءل الكثيرون عما إذا كانوا غير محظوظين في علاقات الحب، أو أنهم المسؤولون عن فشلها، قد نكون السبب في ذلك أحياناً، لكن ليس بالطريقة التي نعتقدها". أحياناً قد تدفعنا التحيزات المعرفية في علاقات الحب، على غرار باقي مجالات الحياة الأخرى، إلى اتخاذ قرارات بالاعتماد على الأحكام المسبقة على الرغم من نقص المعلومات.
مثلاً على الرغم من أن قائمة رغبات الشريكين واحتياجاتهما قد تكون واضحة ومحددة، فقد يقعان ضحية ما يسمّيه علماء النفس "فجوة التعاطف بين الحالة الساخنة والباردة" (Hot-cold empathy gap)، أو بين حالَتي الهدوء والانفعال. بعبارة أوضح، قد نتوقع قرارات معينة في الحالة العقلانية "الباردة"، تتعارض مع القرارات التي نتخذها في أوج لحظات الانفعال بسبب العواطف التي تسيطر علينا. من ناحية أخرى، بمجرد أن نتخذ قرار اختيار الشريك ونبذل جهداً في الارتباط به، فقد نستمر في هذه العلاقة فقط كي لا "نهدر" هذا الجهد الذي بذلناه. تضيف كارين وو: "قد تدرك أحياناً أن العلاقة ليست ناجحة ولا مناسبة لك، لكنك لا تريد أن يذهب وقتك وجهدك سدىً، فتقرر الاستمرار في العلاقة، وبمرور الوقت تزداد صعوبة خروجك منها". كما تؤكد الخبيرة النفسية أن السبب قد يعود أيضاً إلى "التفاؤل غير الواقعي الذي يغذّي جذوة الحب". هذا يعني أنه إذا كان من الممكن أن يكسر شريكك الحالي أو المحتمل قلبك، لا قدّر الله، فمن الممكن أيضاً أن يكون دماغك مشاركاً في خيبة أملك العاطفية.
اقرأ أيضاً: لماذا يخاف البعض من الالتزام في العلاقة الزوجية؟