العيش مع زوج مدمن عمل: 7 نصائح تحميك من الإنهاك العاطفي

5 دقيقة
زوج مدمن العمل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

عندما يسيطر العمل على حياة الشريك، تصبح العلاقة غير متوازنة ويغيب الشعور بالقرب والدعم. ومع الزواج من شخص مدمن على العمل، يزداد الضغط العاطفي وتقل المساحات المشتركة التي تمنح العلاقة دفأها. إليك خطوات عملية تساعدك على استعادة توازنك والتكيف بذكاء مع هذا النمط:

  • عبري عن م…

تخيلي معي أنك استيقظتِ من نومك في الصباح، رتبت السرير ثم أنهيت الأعمال المنزلية وانخرطت في بعض المهام التي يجب إنجازها، بعدها أعددت طعام العشاء، كل ذلك وزوجك ما زال غارقاً في العمل مثل كل يوم، والطعام الذي أعددته بكل حب أضحى بارداً على الطاولة، إذا كنت تواجهين هذا الموقف مراراً وتكراراً فربما هذا يعني أنك تعيشين مع زوج مدمن على العمل.

وعلى الرغم من أننا نعيش في عصر تسوده ثقافة المنافسة والإنجاز، وعادة ما يحتفى بالعمل الدؤوب بصفته وسام شرف يعلق على صدر صاحبه، فإن هذا الوسام قد يتحول إلى قيد يؤثر سلباً في حياتك الزوجية، فكيف تتعايشين مع زوجك المدمن على العمل؟ الإجابة عبر هذا المقال.

ما هو المقصود بإدمان العمل؟

عرف عالم النفس، واين أوتس، إدمان العمل في كتابه "اعترافات مدمن عمل: حقائق عن إدمان العمل" على أنه الرغبة القهرية أو الحاجة المفرطة للعمل بلا هوادة، ويمكن القول إن إدمان العمل لا يقتصر فقط على الساعات التي يقضيها الشخص في أداء مهام عمله، بل يمتد ليشمل موقفه من العمل وانشغاله الذهني به طوال الوقت حتى في غير أوقات عمله الفعلية، ما يعني أن التفكير في العمل أو الانخراط فيه غالباً ما يأتي على حساب جوانب أخرى مهمة في الحياة، مثل الأسرة أو العلاقات الاجتماعية وكذلك الصحة الجسدية والنفسية، حيث يؤكد استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، عبدالله الغانمي، أن الأشخاص الذين لا ينفصلون عن العمل في العطلات يرتفع لديهم مستوى هرمون التوتر "الكورتيزول"، ويزيد خطر إصابتهم بالاحتراق النفسي.

وثمة فرق كبير بين مدمن العمل والشخص المجتهد في عمله، ففي بعض الأحيان تأتي علينا جميعاً بعض الأوقات التي نضطر فيها إلى السهر ساعات طويلة من أجل إنجاز مهام العمل، أو قد نظل حتى أوقات متأخرة في المكتب، ولكن الفيصل الرئيسي بين مدمن العمل والشخص المجتهد هو القدرة على الحضور والتفاعل، فالشخص المجتهد حين يغادر مكتبه ويغلق حاسوبه ينخرط وجدانياً مع أسرته أو أصدقائه، يكون حاضراً ومستمتعاً بوقته معهم، بينما يظل عقل مدمن العمل مشغولاً في المشاريع التي يجب إنجازها.

اقرأ أيضاً: هل إدمان العمل خيار صحي للتأقلم مع ضغوط الحياة؟

ماذا تفعلين للتعايش مع زوجك مدمن العمل؟

إذا كنت متزوجة من شخص مدمن على العمل فإن أهم خطوة هي طريقة التواصل معه، وتأكدي أن محاولات إيجاد نقطة التوازن تحتاج إلى الوقت والجهد، لهذا كوني صبورة ومتفهمة، وحاولي اتباع الخطوات التالية:

1. عبري عن مشاعرك بهدوء 

أحياناً لا يدرك الشخص المدمن على العمل حجم المشكلة التي يعانيها، ولا يعرف تحديداً تأثير سلوكياته في الآخرين، وذلك لأنه منكب على مهام عمله بالكامل، وبالتالي غير مدرك لما يفعله عمله في علاقاته، لهذا تحدثي معه بهدوء؛ لا تصرخي في وجهه ولا تتهميه بالإهمال أو تخبريه أنه زوج مهمل وأب سيئ، لأن هذه الطريقة لا تجدي نفعاً. وعوضاً عن ذلك عبري عن مشاعرك واحتياجاتك، لا تقولي " أنت لا تضع العائلة في المقام الأول" ولكن قولي "أنا أحس بالوحدة وعدم التقدير وأحتاج إلى وجودك بجانبي".

وتعتقد الطبيبة النفسية، سيلفانا ميسي، أن أهم خطوة للتعامل مع زوج مدمن على العمل هي التعبير عن مشاعرك تجاه هذه السمة تحديداً من شخصيته. عند مخاطبة زوجك، شجعيه على التواصل المنفتح حول أولوياته وتأثير ذلك في العلاقة.

2. استمتعي بوقتكما معاً 

من أهم الطرق للتعامل مع الزوج المدمن على العمل هي الاستفادة القصوى من الوقت الذي تقضيانه معاً، لا تضيعي هذا الوقت في الشجار عندما يكون بإمكانكما فعل شيء ما بصفتكما عائلة، مثل مشاهدة فيلم عائلي أو تناول الطعام معاً أو شرب كوبين من الشاي في جلسة صفاء خالية من اتهام كل طرف للآخر.

3. اتفقا معاً على وضع قواعد وتوقعات مناسبة

أحياناً يكون وضع الحدود بين العمل والحياة الشخصية أمراً صعباً بالنسبة لمدمن العمل، وعلى الرغم من ذلك، حاولي إنجاز هذا الأمر ولكن دون وضع تحذيرات أو إنذارات نهائية لأنها غالباً ما تؤدي إلى الشجار والجدال ولا تغير السلوكيات. على سبيل المثال، ضعي حداً يقضي بإيقاف الأعمال جميعها في الساعة السادسة مساءً، والجلوس معاً لتناول العشاء، بالإضافة إلى ذلك، حددي موعداً في عطلة نهاية الأسبوع يكون خالياً تماماً من التكنولوجيا.

اقرأ أيضاً: ماهو السر المشترك بين العلاقات الزوجية الناجحة؟

4. خصصي بعض الوقت لنفسك

العيش مع شخص مدمن عمل يجعلك أحياناً تحسين بفقدان الثقة بذاتك، خاصة حين يعاملك زوجك بإهمال، وتذهب محاولاتك لاستعادته جميعها سدى، في هذه الحالة عليك أن تتأكدي أن المشكلة ليست فيك، لأنه مهما كانت حجتك منطقية، فإن تغيير الآخرين ليس أمراً سهلاً خاصة إذا لم يكن نابعاً من داخلهم، ولهذا خصصي بعض الوقت لنفسك، وركزي على تطوير مهاراتك وهواياتك. إلى جانب ذلك، تأكدي من الاعتناء بنفسك واهتمي بصحتك الجسدية والنفسية، وخصصي وقتاً أسبوعياً للأنشطة التي تسعدك وتجدد طاقتك.

5. استمري في صنع الذكريات 

يفوت مدمن العمل في الكثير من الأوقات المناسبات الاجتماعية المهمة، مثل أعياد ميلاد أفراد العائلة أو الأصدقاء، وفي هذه الحالة، لا تتوقفي عن الذهاب لتلك المناسبات بسبب عدم وجوده، ولكن عوضاً عن ذلك استمري في الذهاب واصنعي الكثير من الذكريات السعيدة، ربما يقتنع زوجك يوماً ما بأنه يفوت على نفسه صنع حياة مبهجة مع الأشخاص الذين يحبهم.

6. احتفلي بالإنجازات الصغيرة 

إذا قرر زوجك العودة من عمله مبكراً حتى يقضي معك بعض الوقت، لا تتذمري أو تشتكي، ولكن احتفلي لأنه يحاول بذل الجهد، واشكريه لأنه يظهر اهتمامه بك ويقدر محاولاتك لاستعادة التوازن.

7. اطلبي المساعدة المتخصصة 

إذا كنت تعانين التعامل مع زوج مدمن على العمل، وكان ذلك يؤثر في زواجك وفي علاقتك بنفسك وعلاقتك بالطرف الآخر، فقد تحتاجين إلى طلب المساعدة، تحدثي إلى زوجك بوضوح عن رغبتك في استشارة طبيب نفسي متخصص قبل أن يتفاقم الوضع بينكما.

13 علامة تحذيرية تخبرك أن زوجك مدمن على العمل 

لا يعد زوجك مدمناً على العمل لمجرد انشغاله بالمشاريع والمواعيد النهائية ساعات طويلة أسبوعياً، لكن هناك بعض العلامات التي قد تلاحظينها وتخبرك أن زوجك يعاني إدمان العمل، ومن أهم تلك العلامات:

  1. العمل هو أهم أولوية في حياته.
  2. يفوت المناسبات الاجتماعية جميعها من أجل عمله وينسى التواريخ المهمة التي تخص علاقتكما.
  3. يتمتع بالاستقرار المالي لكنه على الرغم من ذلك يعمل بإفراط.
  4. نادراً ما يأخذ إجازة من العمل، وإذا أخذها يقضي وقته أيضاً وهو يعمل.
  5. يحمل مهام عمله دوماً إلى المنزل ويرد على رسائل العمل داخل البيت.
  6. يضحي بهوايته وأوقات فراغه من أجل عمله.
  7. ليس لديه الكثير من الأصدقاء لأنه يقضي معظم وقته في العمل.
  8. يواجه صعوبة في النوم والتركيز على مناحي الحياة الأخرى.
  9. سريع الانفعال وكثيراً ما يشعر بالقلق والتوتر.
  10. يشعر بالذنب الشديد في أثناء عدم العمل.
  11. يواجه صعوبة شديدة في الاسترخاء.
  12. يرفض تفويض مهام ومسؤوليات العمل إلى أشخاص آخرين.
  13. ينهار أحياناً من فرط الإرهاق والاحتراق النفسي.

كيف يؤثر إدمان العمل في العلاقة بين الزوجين؟

تشرح المتخصصة النفسية في إدمان العمل، ومؤلفة كتاب "مدمنو العمل: المدمنون المحترمون"، باربرا كيلينجر، أن إدمان العمل يؤثر بالسلب في الأسرة وفي العلاج بين الزوجين، فمن ناحية يحس الزوج المدمن على العمل بالانفصال والغربة عن الزوجة، ومن الناحية الأخرى فإن إحساس الزوجة بأنها تأتي في المرتبة الثانية لدى زوجها يجعلها تفقد الثقة في نفسها ونتيجة لذلك ينشأ صراع بين الطرفين.

كما أن الزوج المدمن على العمل غالباً ما يحس بالانفعال الشديد والتوتر والغضب وقد تؤثر هذه النوبات في الأسرة لأنه عادة ما يفرغ غضبه من العمل على أفراد بيته، وما يزيد المشكلة تفاقماً أن الزوج المدمن على العمل لا يقبل أن تواجهه زوجته بإدمانه وفي هذه الحالة غالباً ما يرد عليها بطريقة عدائية إذ يرى أنها لا تقدر تعبه ومجهوده الذي يبذله من أجل الأسرة وهو الأمر الذي يعمق حالة الانفصال العاطفي، هذا بالإضافة إلى: 

  1. تغير ديناميكية الأسرة بأكملها: فحين يكون الزوج مدمناً على العمل، غالباً ما تنجز الزوجة معظم مسؤوليات البيت مثل الأعباء المنزلية وتربية الأطفال، وهذا الاختلال في التوازن بين الطرفين يزيد الضغط النفسي على الزوجة ويعطل فكرة البيئة الأسرية الداعمة والصحية.
  2. تأثر الصحة النفسية للطرفين: حيث يحس الزوج بالإرهاق الدائم، وتشعر الزوجة بالقلق والاكتئاب بسبب مستويات التوتر والضغط النفسي المتزايدة في البيت، مع تزايد شيوع الأعراض الجسدية مثل التعب والصداع.
  3. إهمال العلاقات الأخرى: قد يشعر الأطفال بغياب الوالد المدمن على العمل، ما يؤدي إلى الانفصال العاطفي، قد يظهر الأطفال مشاكل سلوكية ويتطور لديهم إحساس بالإهمال لشعورهم بغياب دور والدهم في حياتهم اليومية.
  4. تزايد العبء العاطفي الناتج عن الشعور بقلة الدعم والإهمال: ومع مرور الوقت يؤدي هذا العبء العاطفي إلى تفاقم الشعور بالإرهاق والاستنزاف النفسي.

اقرأ أيضاً: ما الذي يدفع البعض إلى إدمان العمل؟

المحتوى محمي