ما هو دماغ تيك توك؟ وكيف تحمي نفسيتك من تأثيره؟

3 دقيقة
دماغ تيك توك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل أنت من مستخدمي تطبيق تيك توك؟ إذا كانت الإجابة بالإيجاب فأخبرني: كم ساعة تقضيها في تصفحه؟ غالباً ستكون لديك معاناة عشتها من قبل في تصفح هذا التطبيق باعتدال؛ والسبب وراء ذلك أن خوارزميته تعبث في الصحة النفسية إلى حد أن هناك مصطلحاً حديثاً يُدعى “دماغ تيك توك” يصف التغييرات التي تطرأ على أذهاننا ونفسياتنا من جرّاء استخدام هذا التطبيق، فكيف يحدث ذلك؟ وماذا نفعل لنعود إلى حيواتنا الصحية؟ يتضمن هذا المقال الإجابة الشافية.

حتى وقت قريب، لم يكن لديّ حساب على تطبيق التواصل الاجتماعي تيك توك؛ لكن نتيجة ضغط أصدقائي أنشأت حسابي وأخذت في تصفح المحتوى المرئي المتاح على التطبيق، و لاحظت بمرور الأيام تغيراً بالغ الأهمية وهو أن الوقت الذي أقضيه على التطبيق يزداد لا إرادياً على نحو أشبه ببئر سحيق يكاد يبتلعني؛ لذا توقفت تدريجياً عن فتح التطبيق حتى أصبحت لا أزوره حالياً إلا نادراً.

لكن في الأيام الماضية، صادفتني تغريدة على منصة إكس (تويتر سابقاً) تتحدث عن “عقلية تيك توك” (TikTok Brain)؛ ويصف هذا المصطلح التغيرات الذهنية والنفسية التي تطرأ على مستخدميه، فما هي تلك التغيرات؟ وكيف يمكن تجنبها؟ الإجابة في هذا المقال.

كيف يؤثر تطبيق تيك توك في صحتك النفسية؟

يسهم تطبيق تيك توك في زيادة الوقت الذي يقضيه الأشخاص في العالم الافتراضي؛ ومن ثَمّ تقليل تواصلهم في عالمهم الحقيقي، فالتفاعلات التي يقومون بها لا تكون وجهاً لوجه؛ ما يُبعدهم عن معايشة المواقف الحقيقية التي تنمي قدراتهم الاجتماعية؛ وهذا يؤدي لاحقاً إلى تفاقم مشاعر الاغتراب واليأس والعزلة والقلق والاكتئاب.

كما أن مستخدمي تيك توك يجدون أنفسهم بمرور الوقت يقعون في فخ المقارنة، فيقارنون بين حيواتهم وحيوات المؤثرين، أو يقارنون بين ما يحصدونه من إعجابات أو عدد المتابعين لديهم ولدى الآخرين، فيصلون في النهاية إلى نقطة محبطة هي أنهم مهما بذلوا من جهد فلن يصبحوا نجوماً في عالم السوشيال ميديا، وذلك قد يزيد احتمالية إصابتهم بالاكتئاب والعزلة.

يؤكد ما سبق جيروم يانكي (Jerome Yankey) البالغة سنّه 23 عاماً، الذي يشير إلى أنه بعد استخدامه تطبيق تيك توك وصل إلى مرحلة متقدمة لم يكن يفعل فيها أي شيء سوى تصفح التطبيق طوال الليل حتى شروق الشمس؛ ما جعله لا يبذل أي جهد لتحسين حياته كما أن علاقاته الاجتماعية لم تعد نشطة وتراجع مستواه الدراسي كثيراً، ليتخذ قراراً قاطعاً بحذف التطبيق والعودة إلى استئناف حياته الصحية مرة أخرى.

وتعلق المختصة النفسية جين توينغ (Jean Twenge) على حالة يانكي مؤكدة إن خوارزمة تيك توك معقدة للغاية وتستهدف إبقاء المستخدمين داخل التطبيق أطول فترة ممكنة، مشيرة إلى أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه المستخدم ارتفعت احتمالية إصابته بالاكتئاب.

ما هو دماغ تيك توك؟

يعكس هذا المصطلح التغيرات التي تطرأ على أدمغة مستخدمي تيك توك، وتوضح ذلك أستاذة الطب النفسي في جامعة ماساتشوستس الأميركية (University of Massachusetts)، جيسيكا غريفين (Jessica Griffin)، بإشارتها إلى أن مقاطع الفيديو القصيرة التي يوفرها التطبيق مثلها مثل الحلوى، فهي تعطي مشاهدها جرعة من هرمون الدوبامين تشُعره بالسعادة، فيجد نفسه مندفعاً لإ إرادياً إلى مشاهدة المزيد من المقاطع مثله مثل الأطفال الذين لا يكتفون من تناول الحلويات على الرغم ن ضررها؛ وهو ما يجعل المستخدمين أكثر اندماجاً مع التطبيق وأقل فعالية وإنتاجية في واقعهم.

تثبت حديث غريفين دراسة علمية أجرتها جامعة تشجيانغ الصينية (Zhejiang University) وتوصلت إلى أن مقاطع تيك توك تنشط مراكز المكافأة في الدماغ أكثر من مقاطع الفيديو المختارة عشوائياً؛ ما يشير إلى وجود خوارزمية مقصودة تُغرق المستخدم في التطبيق؛ وهو ما ظهر عند فحص أدمغة المشاركين في الدراسة فقد ظهرت بها استجابات شبيهة بالإدمان. وأكد بعضهم إنهم لا يستطيعون تحديد الوقت الذي يقضونه في مشاهدة محتوى التطبيق؛ وهو ما قد يجعلهم على المدى البعيدة أكثر عرضة إلى الإصابة بمشكلات في الانتباه والتركيز والتذكر.

5 أعراض للإصابة بدماغ تيك توك

توضح عالمة البيانات السعودية نجوى الغامدي إنه تظهر على المصاب بدماغ تيك توك عدة أعراض يجب الانتباه إليها؛ مثل:

  1. تراجع القدرة على الانتباه والتركيز والتذكر.
  2. زيادة معدل القلق والإجهاد والاكتئاب وأحياناً الوقوع في الإدمان.
  3. تراجع جودة النوم.
  4. انخفاض الأداء الدراسي.
  5. الميل إلى العزلة الاجتماعية.

كيف تواجه التأثير السلبي لتطبيق تيك توك؟

يوجد العديد من الإرشادات الفعالة التي يمكن باتباعها الحد من أضرار تطبيق تيك توك؛ أهمها:

  1. حدد الوقت الذي تقضيه في استخدام التطبيق، ربما سيكون تطبيق هذه الخطوة صعباً في البداية لكن بالمحاولة والمثابرة ستنجح في ذلك.
  2. أوجد أنشطة بديلة صحية ممتعة توفر لك جرعات الدوبامين التي كانت تُفرز عند تصفحك للتطبيق؛ مثل ممارسة الرياضة أو الجلوس مع أصدقائك المفضلين في المقهى، أو الذهاب في مغامرة شيقة في الطبيعة.
  3. خصص بعض الأوقات التي تضع فيها هاتفك الذكي بعيداً عن متناول يدك من أجل تعويد عقلك تدريجياً على الانفصال الإرادي عن تطبيقات التواصل الاجتماعي.
  4. عزز علاقاتك في الواقع وحاول تنميتها باستمرار واعتمدها بديلاً من التفاعل في العالم الافتراضي.
  5. إذا وجدت أن إرتباطك المرضي بتطبيق تيك توك لا يستجيب إلى جهدك في تقليله فلا تترد في طلب مساعدة المعالج النفسي.

المحتوى محمي !!