4 مشاريع لدعم الصحة النفسية على مستوى إمارة الشارقة تعرف إليها

4 دقائق
مشاريع لدعم الصحة النفسية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: في زمن انتشرت فيه العزلة ووسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المغلوطة، بتنا جميعا بحاجة إلى مشاريع تعزز صحتنا نفسية، سواء من خلال المساعدة على تعزيز صحتنا الجسدية، أو مساعدتنا على التواصل مع الجيران، أو فهم احتياجات أطفالنا النفسية وغيرها. وإليك المشاريع الرائدة في هذا المجال التي أُطلقت في إمارة الشارقة بالتعاون مع مجلس سيدات أعمال الشارقة.

اليوم، نحن في أمسّ الحاجة إلى مشاريع الصحة النفسية التي تتجلى على أرض الواقع بمبادرات تمس حياتنا اليومية، وتقدم الدعم اللازم لأفراد المجتمع جميعهم، وتعزّز رفاهيتنا وصحتنا. وبالفعل، نجحت 4 نساء رائدات في إطلاق مشاريعهن الخاصة في مجال تعزيز الصحة النفسية في إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحسين جودة الحياة في المجتمع، وذلك بدعم من "مجلس سيدات أعمال الشارقة" الذي قدم المشورة والدعم المالي والتسهيلات اللازمة والترويج لهذه المبادرات، تشجيعاً منه على إطلاق المزيد من هذه المشاريع مستقبلاً. وإليك ما يميز هذه المشاريع ومؤسسيها والفائدة التي تقدمها لأفراد المجتمع.

اقرأ أيضاً: كيف يسهم العطاء والتضحية في تعزيز الصحة النفسية؟

4 مشاريع لدعم الصحة النفسية في إمارة الشارقة

"استوديو بَرَكة": لتحسين الصحة الجسدية والنفسية لدى السيدات

هو استوديو لياقة بدنية مخصص للسيدات، مقرّه في إمارة الشارقة، أسسته عام 2020 كلٌ من بشاير العبيدلي وسمية المرزوقي اللتين آمنتا أن اللياقة البدنية يمكن أن تؤثر إيجاباً في سعادة المرأة ومستويات التوتر لديها وطموحها وصحتها عموماً.

يهدف المشروع إلى تغيير المفهوم الحالي للياقة البدنية وتعزيز حب النفس، وتشجيع المرأة على النمو والازدهار باستمرار، وتزويدها بمساحة آمنة مكرسة لتحسين قدرتها وصحتها النفسية ورفاهيتها العامة. لذلك؛ يقدّم الاستوديو دروساً فريدة في اللياقة البدنية على أيدي مدربات متخصصات في عدة أنواع من التمارين؛ وهي:

  • اليوغا (Yoga): تحسن التمارين الرياضية جميعها المزاج لأنها تقلل مستويات هرمونات التوتر، وتزيد إنتاج الإندروفين (مادة كيميائية تساعد على الشعور بالسعادة)، في حين تسهم اليوغا خصوصاً في رفع مستويات مادة كيميائية في الدماغ هي حمض غاما أمينوبوتيريك (Gamma Aminobutyric) الذي يرتبط بمزاج أفضل وقلق أقل. بالإضافة إلى ذلك، يساعد التأمل على تطوير استجابة أكثر اعتدالاً في مواجهة المواقف العصيبة نتيجة تقليل نشاط الجهاز الحوفي المخصَّص العواطف.
  • البيلاتس (Pilates): هو شكل بديل من التمارين المنخفضة إلى المتوسطة الشدة، يعتمد على تمرين العقل والجسم، ويحسّن الثبات الأساسي والقوة العضلية والمرونة والتنفس والوضعية، وقد ثبت أن لهذه التمارين آثاراً إيجابية في المرونة والتوازن الديناميكي والقدرة على التحمل العضلي وتحسين المزاج والصحة النفسية.
  • البار (Barre): مجموعة من التمارين المتوسطة الشدة المستوحاة من الباليه واليوغا والبيلاتس وغيرها، تحسن التوازن والقوة والمرونة وتساعد على حرق السعرات الحرارية.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم المركز جلسات مختلفة متعلقة بالصحة لمساعدة السيدات على رعاية أجسامهن وصحتهن النفسية وعافيتهن رعايةً أفضل.

اقرأ أيضاً: تقرير عالمي: التوتر والغضب عند العاملين العرب وصل حدّاً قياسياً فما هو الحل؟

"هلا جاري": تطبيق إلكتروني يساعد الجيران على التواصل

هو تطبيق إلكتروني ابتكرته الحاصلة على الدكتوراة في الإدارة الحكومية والسياسات، الدكتورة منى عبيد الضباح، بهدف مساعدة الأشخاص الذين يشعرون بالخجل الاجتماعي أو الوحدة على التواصل مع جيرانهم، خصوصاً عند الانتقال إلى الأحياء الجديدة. وقد يكون لهذا النوع من المشاريع تأثير إيجابي كبير في الصحة النفسية للأشخاص؛ حيث وُجد أن الناس يكونون أقل عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب والقلق والوحدة عندما يمتلكون تصورات إيجابية عن البيئات الاجتماعية المجاورة لهم، وذلك وفقاً للباحث في العلوم الاجتماعية، الدكتور جيمس أودونيل (James O'Donnell)؛ إذ يمكن أن توفر الأحياء المترابطة والجيران الذين يثقون ويساعدون بعضهم بعضاً ويتعايشون جيداً مصدراً مهماً للدعم الاجتماعي والنفسي.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتطبيق أن يساعد الناس على التعبير عن احتياجاتهم ورغباتهم من المرافق والبنى التحتية في الأحياء التي يقطنونها؛ ما يعزز مشاركتهم في التخطيط العمراني والتواصل مع الجهات المسؤولة. وبالفعل، فإن الاستثمار في البنى التحتية الاجتماعية في المجتمعات المحلية والتماسك الاجتماعي للبلد يمكن أن يعزز الرفاه الاجتماعي والجسدي والنفسي للأشخاص في الحياة اليومية، وخلال الأزمات التي يواجهونها، وفقاً للأستاذة في علم الاجتماع كيت رينولدز (Kate Reynolds).

اقرأ أيضاً: هل أخلاق الناس تتدهور فعلاً؟ دراسة علمية تجيب

"متيرنلي": منصة إلكترونية لتعزيز الصحة النفسية للأمهات

ميترنلي (Maternally) تطبيق ومنصة إلكترونية أسستها رائدة الأعمال ياسمين المعلم، تهدف الى تقديم الدعم النفسي للأمهات خلال مرحلة الحمل وبعد الولادة من خلال التركيز على 3 أهداف أساسية؛ هي:

  • تمكين الرعاية الذاتية: عبر توفير أحدث المصادر العلمية اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة بشأن الصحة النفسية في أثناء رحلة الأمومة.
  • تقديم الدعم الاجتماعي: من خلال شبكة من المؤيدين والأقارب والأصدقاء والمتطوعين الذين يتفهمون ما تمر به الأم ويساندونها في رحلتها.
  • تقديم العلاج النفسي المناسب: عبر إتاحة الوصول إلى العديد من مقدمي الرعاية النفسية المتخصصين المعتمدين والموثوقين في أنحاء العالم جميعها.

وبالطبع، فإن مثل هذه المشاريع مهمة جداً للصحة النفسية للنساء الحوامل، خصوصاً مع تقلبات المزاج التي قد تحدث على نحو طبيعي في أثناء هذه المرحلة، أو مشاعر التوتر والإحباط بسبب الحمل أو التغيرات التي قد تطرأ على الجسم أو المخاوف اليومية، أو مشكلات الاكتئاب أو القلق التي قد تعانيها الحامل بالإضافة إلى العديد من مشكلات الصحة النفسية الأخرى. لذلك؛ من المهم أن تعتني الأم بنفسها من أجل صحتها وصحة طفلها، وأن تفهم ما تعانيه من المشكلات النفسية، وأن تلجأ إلى الحلول المناسبة لعلاجها.

اقرأ أيضاً: لماذا الأمهات العاملات عرضة للاضطرابات النفسية؟

"ماي فيت بيبي": موقع إلكتروني يساعد الأمهات على التعامل مع الأطفال الرُّضَّع

ماي فيت بيبي (myfitbaby.com) هو موقع إلكتروني أسسته دينازا زهومابيك، يساعد الأمهات على التعامل مع أطفالهن الرُّضَّع وفقاً للأساليب العلمية الحديثة؛ إذ يضم الموقع نخبة من المدربين واختصاصيّي التغذية الذين يقدمون نصائح قيمة عن تغذية الرُّضَّع ونومهم والمنتجات المتعلقة بهم مثل الحفاضات المناسبة والأحذية، ويحتوي أيضاً على مئات المقالات حول الموضوعات التي تساعد على فهم احتياجات الأطفال الجسدية والنفسية وكيفية تلبيتها بطريقة صحيحة.

إذ وبالإضافة إلى الاحتياجات الجسدية، فإن للأطفال احتياجات نفسية أساسية تضع الأساس لمراحل حياتهم اللاحقة، وتحدد شكل علاقاتهم في المستقبل واستقلاليتهم ومرونتهم وثقتهم بالنفس واستقلالهم العاطفي. لذلك؛ من الضروري أن يدرك كل من الأمهات والآباء هذه الاحتياجات، وأن يفهموا كيف يلبونها بالأسلوب الذي يضمن تحقيق الرفاهية النفسية للأطفال.