الدعم الزوجي: كلمة السر وراء النجاحات المهنية والشخصية

3 دقائق

الدعم هو أحد مفاتيح العلاقات الناجحة؛ أن تشعر بدعم شريكك في المواقف الجيدة والسيئة يخلق رابطاً قوياً بينكما. وفي كثير من الأحيان؛ يظهر عدم الرضا في العلاقة نتيجة عدم شعور الفرد بدعم الشريك له، وقد يعتبره تخلياً عنه فيصاب بالإحباط والخذلان.

أحياناً قد لا يتعلق الأمر بأنانية أحد الأطراف؛ بل يكون نتيجة نقص الوعي بمشاعر الفرد وأهدافه الشخصية، وكذلك مشاعر وأهداف الشريك؛ ما يخلق حاجزاً غير مرئي بين الشريكين تنكسر عنده محاولات الدعم.

فما هو الدعم الصحي للشريك في العلاقات؟ وهل له تأثير في صحة الزوجين؟ وما السمات الأساسية لذلك الدعم؟

الدعم المتبادل يرتبط بعلاقة صحية وصحة أفضل

على الرغم من أهمية دعم الآخرين في العلاقات المختلفة؛ فإن تأثيره الإيجابي يظهر عندما يكون متبادلاً بين الطرفين، لا عندما يسير في اتجاه واحد.

في ذلك السياق؛ تشير نتائج دراسة من "جامعة ولاية أوهايو" (The Ohio State University) بحثت في تأثير دعم بعضنا بعضاً في أوقات الحاجة في الصحة العامة، إلى أنّ تلقّي الدعم الاجتماعي من الآخرين يؤدي دوراً مهماً في التمتع بصحة جيدة.

كما أن الاستعداد لتقديم الدعم لأفراد الأسرة والأصدقاء قد يكون أكثر أهمية من مجرد تلقيه؛ حيث وجد الباحثون ارتباطاً بين العلاقات الاجتماعية الإيجابية، وانخفاض الالتهاب المزمن وتخفيف التوتر فقط بين الأشخاص الذين قالوا إنهم متاحون لتقديم الدعم الاجتماعي للعائلة والأصدقاء، وليس فقط لتلقيه.

الدعم الزوجي والالتزام الوظيفي

قد تعاني النساء في بعض المجتمعات -نتيجة الثقافة المجتمعية- من مسؤوليات كثيرة تتنوع بين المسؤوليات والمهام منزلية، بالإضافة إلى أعباء العمل؛ ما يجعل تلقّي الدعم في تلك الحالات أمراً حيوياً لتحقيق التوازن بين المهام المختلفة، ومن ثم الالتزام الوظيفي والنجاح.

تشير نتائج إحدى الدراسات التي بحثت في علاقة الدعم الزوجي بالنجاح في الحياة العملية، وأجراها باحثون من جامعتيّ جامبي الإندونيسية وكيبانغسان الماليزية، إلى وجود علاقة إيجابية بين الدعم الزوجي والنجاح الوظيفي الشخصي.

كما تظهر النتائج أن كلاً من الدعم الزوجي المباشر وغير المباشر للمساعدة على تقليل أعباء العمل والأسرة، يحفّز الشريك على مواجهة العقبات في العمل، ويعزز مشاعر الكفاءة الذاتية والتعاطف والرعاية والحب، بالإضافة إلى الثقة المتبادلة وتحقيق التوازن بين العمل والأسرة.

وبالتالي؛ يساهم ذلك الدعم في نجاحات الشريك المهنية ويساعده على أن يكون أكثر سعادةً وإنتاجيةً، بالإضافة إلى تعزيز صحته الجسدية والعقلية.

كما أشارت دراسة من "جامعة زيورخ" (University of Zurich) بسويسرا إلى أن تقديم الدعم الاجتماعي في الحياة اليومية مرتبط بمزيد من السلوك الصحي والرفاهية العاطفية؛ كما أن توفير الدعم الاجتماعي اليومي للأزواج يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسين الرفاهية، ليس فقط على المستوى الشخصي؛ ولكن أيضاً على مستوى العلاقة ككل.

اقرأ أيضاً: ما العواقب النفسية والجسدية للعنف المنزلي على الأسرة؟

4 خطوات مهمة لتقديم الدعم لشريكك

يحدد المعالج النفسي وعالم النفس في إدارة الأعمال "دوغلاس لابير" (Douglas LaBier) في مقاله عن الدعم بين الشريكين أربعة عوامل أساسية في العلاقات الإيجابية؛ عاملان يتعلقان بحياة كل من الطرفين، وآخران عن تأثير كل طرف في حياة الآخر.

يتمثّل العاملان المرتبطان بحياة الشريكين في:

  1. العمل على زيادة الوعي بمشاعر الفرد ورغباته وأهدافه -الفورية وطويلة المدى- ضمن تلك العلاقة: قد يتطلب الأمر مساعدة خارجية أو ممارسة التأمل.
  2. توسيع الوعي حول مشاعر الآخرين ورغباتهم وأهدافهم -الفورية وطويلة الأجل- داخل العلاقة: يحدث ذلك بالانغماس في العالم الداخلي للشريك، وقد يتطلب ذلك أيضاً المساعدة والإرشاد لرؤية الموقف من وجهة نظر الطرف الآخر.

كما يتمثّل العاملان المرتبطان بتأثير كلا من الطرفين على الآخر في:

  1. الملاحظة والاعتراف بالتأثير الذي يُحدثه الفرد في الطرف الآخر: قد يكون ذلك التأثير نتيجة أقوال أو أفعال. وكذلك تجب ملاحظة ردود الأفعال الناتجة عن هذا التأثير.
  2. ملاحظة وتقبُّل تأثير الآخر فيك: وبالمثل؛ قد يكون ذلك التأثير نتيجة أقوال أو أفعال.

الدعم غير المشروط قد يضر أكثر مما ينفع

على الرغم من الآثار الإيجابية العديدة لدعم الشريك، فقد يكون الكثير من الدعم أو تقديم نوع الدعم غير المناسب ضاراً أكثر مما يكون نافعاً. كما يكون الشريكان أكثر سعادةً إذا تلقى كل منهما النوع المناسب من الدعم، وفقاً لدراسة من "جامعة أيوا" (University of Iowa) الأميركية.

توضح نتائج الدراسة الحاجة إلى أن يفهم الأزواج الطرق المختلفة التي يمكنهم بها أن يكونوا داعمين لبعضهم بعضاً، وأهمية توصيل ما يحتاجون إليه حقاً ومتى يحتاجون إليه إلى الطرف الآخر.

كذلك، فالاعتقاد بأن الشريك عليه معرفة ما يريده الطرف الآخر دون تصريحه بذلك ليس طريقة جيدة، فليس الشريك بقارئ للأفكار. كما أن الشركاء يكونوا أكثر سعادةً إذا تعلموا كيف يقولون: "هذا ما أشعر به، وهذه هي الطريقة التي يمكنك مساعدتي بها".

بالإضافة إلى ذلك؛ أظهرت النتائج أن الكثير من الدعم بتقديم المشورة غير المرغوب فيها هو الأكثر ضرراً. ويجب على الأزواج عدم الاستسلام في حال عدم التأكد مما يجب عليهم فعله، فمن الأفضل البقاء ومواصلة المحاولة؛ حيث إن الطرف الآخر يقدّر هذا الجهد.

وأخيراً؛ تجب معرفة كيفية دعم كل من الشريكين للآخر بالطريقة التي يفضِّلها، فالافتراض بشكل عام أن الرجال يريدون فقط أن يُتركوا بمفردهم وأن النساء يردن أن يُستمع إليهن دائماً ليس بأمر جيد؛ لكلٍ شخصيته وتفضيلاته المختلفة التي تجعل أشياءَ تروق له وأخرى لا تتفق مع أهدافه وأفكاره.

إن التنميط الجندري يضر العلاقات أكثر مما يفيدها، وقد يأتي بنتائج سلبية إذا تم التغاضي عن رغبة الشريك الحقيقية ووضعها في قوالب لا تناسب الجميع حقاً.

المحتوى محمي