ما العلاقة بين درجة حرارة الجسم والإصابة بالاكتئاب وفقاً لدراسة حديثة؟

1 دقيقة
حرارة الجسم
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يستمر البحث الهادف إلى فهم مرض الاكتئاب وأعراضه وسبل علاجه الممكنة. في هذا السياق توصّلت دراسة شملت نحو 20,000 مشارك إلى علاقة مدهشة بين ارتفاع درجة حرارة الجسم وتفاقم أعراض الاكتئاب. ووجد العلماء الذين أنجزوا هذه الدراسة تفسيراً علمياً يمكن أن يفتح أمل التوصل إلى مسار علاجي جديد. إليك التفاصيل.

قد يرتبط الاكتئاب، الذي يعدّ اضطراباً معقداً ومتعدد الأوجه، بعامل مؤثّر جديد: إنه عامل درجة حرارة الجسم. يشير باحثون بجامعة كاليفورنيا (l’université de Californie) في سان فرانسيسكو إلى أن ضبط درجة حرارة الجسم الداخلية يتيح مساراً واعداً لتخفيف عبء هذا المرض.

ما العلاقة بين حرارة الجسم والاكتئاب؟

الدراسة التي نشرتها مجلة ساينتيفيك ريبورتس (Scientific reports) واستمرت 7 أشهر وشملت نحو 20,000 شخص في العالم، كشفت وجود ارتباط مدهش بين حرارة الجسم والاكتئاب. راقب المشاركون الذين أفادوا أنهم يعانون التوتر والقلق والاكتئاب درجات حرارتهم بانتظام. وأظهرت النتائج أنه كلّما كانت حرارة الجسم مرتفعة خلال النهار أصبحت علامات الاكتئاب أوضح بكثير.

كيف يفسر العلم هذه الظاهرة؟

يفسّر الباحثون هذه الظاهرة باضطراب يحدث في عملية إفراز الهرمونات بسبب التوتر، وهو الأمر الذي يؤثّر في الحالة المزاجية وضبط حرارة الجسم. كما اكتشفوا أن التهاباً بسيطاً يمكن أن يؤدي إلى زيادة درجة الحرارة وأعراض الاكتئاب في الوقت نفسه.

ومن المثير للدهشة أنه بدلاً من اللجوء إلى تبريد الجسم، فإن “ضربة الحرارة”، أي تلك الزيادة المؤقتة التي تتجاوز 38,5 درجة مئوية، تُظهر خصائص مضادة للاكتئاب على غرار ما يمكن أن يُحدثه تأثير حمام البخار أو الحمام الساخن جداً. ووفقاً للمؤلفة المشاركة في الدراسة آشلي مايسن (Ashley Mason) فإن هذه الظاهرة تحفز آليات تبريد دائمة تؤدي إلى انخفاض طويل الأمد لدرجة الحرارة.

أمل في العلاج

على الرغم من أنها تبدو فكرة غير منطقية فإن استخدام الحرارة لمكافحة الاكتئاب يفتح مجال استكشاف علاجي جديد في انتظار تأكيد ذلك بالاختبارات السريرية. ويمنح هذا النهج المبتكر أملاً في التوصل إلى علاج بديل للأشخاص الذين يعانون الاكتئاب، ويؤكد أهمية الاستمرار في البحث عن الارتباطات القائمة بين التركيبة الفيزيولوجية الداخلية والصحة النفسية.

اقرأ أيضاً:

error: المحتوى محمي !!