ملخص: يُثقل المجتمع كواهل الأمهات بمعايير الأمومة التي يفرضها عليهن، وفي هذا الخصوص، خلصت دراسة إلى وجود 5 نماذج رئيسة للأم المثالية، نتعرف إليها من خلال السطور التالية.
محتويات المقال
نعلم جميعاً أنه لا وجود للأم المثالية وذلك ببساطة لأنه ليس هنالك معيار واحد في هذا الشأن. لكن حتى يومنا هذا، ما زال المجتمع يُثقل كواهل الأمهات بالكثير من الإملاءات والقواعد والتطلعات التي تُعد مقياساً للأم المثالية.
نظر الباحثون إلى هذا الموضوع من كثب وذلك ضمن دراسة نُشرت عام 2022 في مجلة جورنال أوف فاميلي ثيوري آند ريفيو (Journal of Family Theory and Review)، ونقلتها مجلة فوربس، فخلصوا إلى وجود 5 نماذج رئيسة للأم المثالية تتضمن أفكاراً جاهزة خاطئة تفرض عبئاً كبيراً على الأمهات، وفيما يلي نتعرف إلى تفاصيل كل منها.
الأم الحاضرة
الأم الحاضرة هي تلك التي تتسم باليقظة الدائمة فتدرك أصغر أهواء طفلها وحاجاته ورغباته. لا شك في أن رعاية الأطفال والاعتناء بهم واجب على الأم لكن الإفراط في ذلك يؤثر في حياتها سلباً؛ إذ تكرس طاقتها ووقتها وانتباهها كله لطفلها دون أن تراعي صحتها النفسية والجسدية أو حتى مواردها المالية. يفترض هذا النموذج أن الأمومة موهبة فطرية وأن على المرأة أن تعرف غريزياً كيف تكون أماً مثالية، ولأنها تسلّم بذلك ولا تمنح نفسها الحق في الشكوى فإنها تعاني حالة من العزلة والإحباط والإرهاق.
الأم المنشغلة بمستقبل أولادها
تعاني الأم التي تركز على مستقبل أولادها ضغطاً هائلاً؛ إذ يرى من حولها أنها المسؤول الأول عن تطورهم الجسدي والمعرفي وأن عليها أن تعرف منذ البداية كيف تهيئ بيئة سليمة تضمن للطفل نمواً جسدياً وذهنياً صحياً؛ ويتضمن ذلك مثلاً: الاعتناء بتغذية الطفل وصحته وتربيته وحتى اختيار الأنشطة التي سيمارسها. يكرس هذا النموذج ثقافة طلب الكمال ويفرض مطالب كثيرة على الأمهات.
الأم العاملة
يفرض هذا النموذج على الأم أن تجمع بين مسؤولياتها المهنية وواجباتها تجاه أطفالها بصورة متناغمة؛ ما يعني أن عملها ينبغي ألا يقلل الوقت والطاقة المطلوبين لمسؤولياتها الأسرية. من جهة، يلوم المجتمع الأم العاملة ويحثها غالباً على الاعتناء أكثر بأسرتها ومنزلها، ومن جهة أخرى، تسود فكرة في الوسط المهني حول المرأة العاملة مفادها أن تفانيها في العمل يقل وتركيزها على حياتها المهنية يتراجع بعد أن تصير أماً.
الأم المراعية للمجتمع
يفرض هذا النموذج على الأم أن تؤدي واجباتها تجاه أطفالها وتراعي في الوقت ذاته نظرة المجتمع الذي يراقبها ويطلق أحكاماً عليها؛ فمثلاً لا يمكن للأم، على الرغم من واجباتها تجاه الأسرة والمنزل ومهما كانت ظروفها، أن تهمل تفصيلاً بسيطاً في مظهرها وهندامها؛ ما يمثل ضغطاً خانقاً عليها.
الأم السعيدة
يرجع هذا النموذج إلى المفهوم الخاطئ الذي يقول إن دور الأم يمنح المرأة سعادة ورضا دائمين. يفرض المجتمع ضمنياً على النساء فكرة مفادها أن الرغبة في الأمومة فطرية؛ ومن ثم فإن أولئك اللواتي لا يرغبن في الإنجاب يعانين مشاعر مؤلمة تتمثل في اليأس وخيبة الأمل أو حتى العار والعجز.
كما يفرض على الأم أيضاً أن تحب طفلها الحديث الولادة فوراً وتسعد بمختلف جوانب بالرابطة التي تنشأ بينهما مثل الرضاعة الطبيعية؛ إذ تُنظر إلى الأم التي تعبر عن امتعاضها أو إحباطها من مسؤوليات الأمومة نظرة سلبية غالباً ويتجاهل من حولها شكواها؛ ما يعزز فكرة أن الأمومة ينبغي أن تثير المشاعر الإيجابية حصراً.
أخيراً، ينبغي أن نعرف أن تربية الطفل والسهر على تلبية حاجاته لا يتطلب من الأم أن تكون مثالية، فكل أم تبذل ما في وسعها وهذا أكثر من كافٍ، ونكرر: "الأم المثالية" غير موجودة، وحان الوقت للتعامل مع الأمهات بواقعية ورأفة أكثر.