أظهرت الدراسات أن الأطفال يتمتعون بحس العدالة ويميلون إلى فعل الخير، وبناء على هذا المبدأ تدعو الباحثة في علم النفس كاريل ماكبرايد (Karyl McBride) الآباء إلى مساعدتهم على تنمية 5 خصال حميدة، ستجعل منهم أشخاصاً صالحين يتحلون بالإنسانية.
حس المسؤولية
لا ينبغي للوالدين أن يشعرا بالذنب عندما يخطئ الطفل، لأن من حقه أن يخطئ لكي يتعلم وينمي معرفته ويدرك أهمية تحمل المسؤولية وعدم لوم الظروف والآخرين بشأن ما يحدث له. وقد يستحق بعض الأخطاء التي يرتكبها الطفل العقاب شريطة أن يكون الوالدان قد حذراه سلفاً من أن هذا الفعل لا يجوز، وبهذه الطريقة سيفهم (وفقاً لسنه وطبيعة الخطأ الذي ارتكبه) أنّ أفعاله أدت إلى هذه النتيجة ومن ثم فهو مسؤول عنها.
الصدق
يختلق الأطفال الحقائق أو يحاولون إخفاءها وتغييرها لإرضاء آبائهم أو الإفلات من العقاب، أو نتيجة عدم استيعابهم الموقف ومخاطره. ولكي يكون الطفل مطمئناً لفكرة قول الحقيقة فإنه على الأبوَين ألا يقسوَا عليه بسبب أكاذيبه الصغيرة وجعله يشعر بأنه خرق الثقة وخيب أملهما، لذا فإن الطريقة الأمثل هي أن يشرح الوالدان للطفل عواقب الكذب فيمكن أن يقولا له مثلاً: "عندما تكذب فإن شخصاً بريئاً سيُعاقب بدلاً منك وهذا ليس عدلاً". كما أن شرح المفاهيم للطفل من خلال تقديم نفسك كمثال يساعد على ترسيخها لديه فيمكن أن تقول لابنك مثلاً: "أنا أرتكب الأخطاء أيضاً لكنني أحاول تحديد أخطائي وإصلاحها". وجدير بالذكر أنه من الأفضل مصارحة الطفل بالأزمات التي قد تمر بها العائلة كالمرض أو الانفصال أو الفصل من العمل، مع مراعاة سنة ونضجه وشخصيته.
النزاهة
يمكن تعليم الطفل السلوكيات النزيهة كالاعتراف بالهزيمة وعدم التحايل وإدارة الغضب وشكر الآخرين في سن مبكرة. ويتطلب ترسيخ هذه السلوكيات شعور الطفل بتقديره لذاته وأنه ليس أقل شأناً من الآخرين، فكلما زاد تقديره لذاته ازدادت ثقته بحب والديه ودعمهما له، وتعززت سلوكياته النزيهة في تعامله مع الآخرين ومن ثم قدرته على فرض نفسه دون عدائية.
روح التضامن
تنمي سلوكيات كالمشاركة (كمشاركة وجبته مع صديق لا يملك طعاماً) وتقديم يد العون لمن يحتاج إلى المساعدة، روح التضامن والتعاطف لدى الطفل ويتطلب ذلك أن يكون مرتاحاً في التعامل مع الآخرين وواثقاً بإمكاناته وموارده الشخصية وهذا يعني أنه يجب أن يحظى في المقام الأول بتعاطف والديه وحسن استماعهما ويشعر بالراحة في علاقته معهما، ومن ثم يمكنهما أن يعلماه أن مد يد العون لشخص ما يعني أن نفعل له ما نود أن يفعل الآخرون لنا لو كنا في الموقف ذاته. وعندما يفهم الطفل أن خصلة الإيثار هي أفضل ما يمكننا التحلي به للتعايش معاً فإنه سيساعد الآخرين ويتضامن معهم عن قناعة تامة وليس من منطلق الواجب أو فعل الخير فقط.
التهذيب
يمكن تعليم الطفل كيف يتعايش مع الآخرين في سن مبكرة من خلال تعزيز فكرة أن الحياة الاجتماعية تتطلب احترام حدود الآخرين والتعامل معهم بأدب لتكون علاقاته بهم طيبة. والقاعدة الأولى التي يجب أن يراعيها الطفل في هذا الشأن هي ألا يتصرف كما لو كان يعيش وحده في هذا العالم، ويتمحور الأمر حول تعليمه نظرياً أولاً ثم بالممارسة العملية أن حدود سعادته وراحته تقف عند حدود سعادة الآخرين وراحتهم. .