5 نصائح فعالة لحماية طفلك من التنمر السيبراني

3 دقيقة
التنمر السيبراني
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: ظاهرة التنمّر في مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي في تزايد مستمر منذ جائجة كوفيد-19 وفقاً لدراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية. تدقّ الأرقام التي كشفتها هذه الدراسة ناقوس الخطر، وتحذّر من تعرّض الأطفال إلى أخطار ظاهرة التنمّر السيبراني. فكيف نحمي فلذات أكبادنا من هذه الآفة؟ يعرض المقال التالي نتائج الدراسة، ويقدّم 5 نصائح ثمينة لوقاية أطفالنا من التنمّر السيبراني.

“هذه الدراسة إنذار ينبهنا جميعاً إلى ضرورة مكافحة التنمّر والعنف في كلّ زمان ومكان”؛ هكذا دقّ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا هانس كلوغ (Hans Kluge) ناقوس الخطر في بلاغ صدر مؤخراً. وفقاً لدراسة نشرتها هذه المنظمة يوم الأربعاء 27 مارس/آذار الماضي؛ فقد أفاد 16% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 11 و15 عاماً أنهم تعرّضوا إلى التنمّر عبر الإنترنت سنة 2022، وهو رقم شهد تزايداً خلال السنوات الأربع الأخيرة. شملت هذه الدراسة 279,000 طفل ومراهق ينتمون إلى 44 بلداً وإقليماً في أوروبا وآسيا الوسطى وكندا.

وفقاً لهذه الدراسة فإنّ جائحة كوفيد-19 سبب من الأسباب التي أدّت إلى انتشار هذه الظاهرة. وذكر التقرير: “لقد أصبحت أشكال العنف الافتراضية ملحوظة بقوة بين الأقران منذ بداية جائحة كوفيد-19، ولا سيّما بعد أن تحوّلت اهتمامات الفئات الشابّة إلى المجالات الافتراضية خلال فترة الحجر الصحي”. لذا؛ نقدّم فيما يلي 5 نصائح مفيدة لحماية المراهقين والأطفال من مخاطر التنمّر السيبراني.

التواصل والفهم المشترك لمفهوم التنمّر السيبراني

عليك أن تخصص الوقت الكافي لخوض نقاش مع طفلك دون إثارة خوفه أو قلقه حول مفهوم التنمّر السيبراني كي يفهم معناه، ويتمكّن من تحديد المواقف المعقدة المحتملة قبل أن تصبح مصدر خطر وتهديد.

كما يجب أن تهتمّ بمتابعة طريقة استخدامه لشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. عليك أن تعرف مثلاً: ما المواقع التي يتصفّحها؟ ولماذا يتردّد عليها؟ وما الحسابات والصفحات التي يتابعها في مواقع التواصل الاجتماعي؟ هل يعلّق على بعض المنشورات بانتظام؟ هل هي منشورات أصدقائه أم منشورات أشخاص مجهولين أم تلك التي ينشرها بعض المؤثرين؟ إنّ إجابتك عن هذه الأسئلة ستساعده على فهم أفضل لشبكة الإنترنت، من خلال التمييز بين مكوناتها المختلفة. يجب أن يعرف الفرق بين موقع الإنترنت والمدونة والمنتدى وموقع التواصل الاجتماعي، والمضامين المختلفة التي قد يجدها في هذه المنصّات.

توعية طفلك بتأثير أفعاله في شبكة الإنترنت

وراء الشاشات والأسماء المستعارة وتحت تأثير موجات الترند ووسوم مواقع التواصل الاجتماعي قد يتقمص الطفل أحيانا دور المتنمرّ. في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أطلق بعض الطّلاب في فرنسا وسم #anti2010 ضدّ زملائهم الجدد الملتحقين بالصف الأول في المرحلة الإعدادية. تطوّرت هذه الحركة عبر الإنترنت وتركت آثاراً بالغة في العديد من الطلاب المزدادين سنة 2010. لذا؛ من الضروري أن نشرح لأبنائنا أن هذه الأفعال التي يمارسونها في شبكة الإنترنت لها انعكاسات أيضاً على الحياة الواقعية. فالتعليقات السلبية على صور زملاء المدرسة أو الشتائم والتهديدات التي يطلقونها في الإنترنت، قد يكون لها تأثير قويّ في الطفل الذي يتعرّض إليها في الواقع.

وضع قواعد استخدام الإنترنت

من الصعب فرض إطار استخدام للإنترنت على الأطفال، فقد أفاد 50% من آباء الأطفال الذين يدرسون في الصفوف الابتدائية والإعدادية أنهم خاضوا جدالاً من قبل مع أبنائهم حول موضوع مرتبط بالإنترنت. ومع ذلك فإن فرض الحدود أمر ضروري ولا سيّما بالنسبة إلى الأطفال الأصغر سناً. يمكنك وضع حدود زمنية تنظم أوقات استخدام الشاشات، أو منع استخدام الهواتف الذكية في أثناء إنجاز الواجبات المدرسية أو خلال تناول الطعام أو قبل النوم.

وفي هذا الإطار، ينصح الطبيب والمحلّل النفسي سيرج تيسيرون (Serge Tisseron) الوالدين بالحرص على فرض هذه الحدود ابتداءً من مرحلة الحضانة. يقول عن ذلك: “يجب ألّا ينتظر الوالدان بلوغ الطفل سنّ الرابعة عشرة وقضاءه 8 ساعات أمام حاسوبه كي يشعروا بالقلق”.

اتّباع نصائح الهيئات المختصّة

أقرّ 21% من آباء الأطفال الذين يدرسون في المرحلة الابتدائية بفرنسا أنّ أبناءهم يمتلكون حسابات شخصية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بينما لا يقلّ الحدّ الأدنى للسنّ التي تسمح لهم بذلك عن 13 عاماً. ومن المؤكد أن هذا الرقم أقلّ من الرقم الحقيقي لاستخدام الأطفال الأصغر سنّاً شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأنّ بعضهم يفتح حسابات دون علم الآباء أو يستخدم حساباتهم الشخصية سرّاً.

وتعدّ توصيات الهيئات العليا المختصّة في متابعة انضباط وسائل الإعلام واحترامها لشروط عرض الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وألعاب الفيديو، علاوة على الشروط المتعلقة بالسنّ القانونية لفتح حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي آليات إيجابية يمكن أن تساعد الآباء الذين لا يعرفون دائماً كيفية التصرف المناسب بشأن هذا الموضوع، أو لا يحسنون مراقبة أنشطة أبنائهم على الإنترنت. فهذه الشروط والتوصيات تسمح للآباء بفرض قواعد استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وفق وعي كامل بالأسباب والمبرّرات. كما تُجنّب هذه التوجيهات الأطفالَ خطر التعرّض المبكر إلى صور العنف أو المشاهد الصادمة.

استخدام برامج الرقابة الأبوية

أفاد معظم آباء الأطفال الفرنسيين في مرحلة التعليم الابتدائي (94%) أنهم يراقبون أنشطة أبنائهم على الإنترنت وفقاً لدراسة طلبتها شركة كاسبرسكاي فرانس (Kaspersky France) وأنجزها معهد دراسات الرأي والتسويق بفرنسا (IFOP). وبلغت هذه النسبة 74% في أوساط آباء طلّاب المرحلة الإعدادية.

ومع ذلك، فإن 50% من الآباء فقط يستخدمون برامج الرقابة الأبوية في الحواسيب والهواتف الشخصية لأبنائهم. تسمح هذه البرامج بإزالة المعلومات والصور العنيفة أو الصادمة أو الإباحية، وهي موادّ إعلامية سبق أن تعرّض إليها 6 أطفال من أصل 10 قبل نهاية المرحلة الإعدادية وفقاً للدراسة. لذا؛ فإنّ تحميل برامج الرقابة الأبوية وتثبيتها تلقائياً في أجهزة الأطفال يمثّل أحد الإجراءات التي يجب أخذها بعين الاعتبار.

اقرأ أيضاً: