ملخص: إذا كنت ترى شريك حياتك أكثر فكاهة مما يعتقد هو نفسه فقد يعني هذا أن علاقتك الزوجية مُرضية. فوفقاً لإحدى الدراسات الحديثة؛ ثمة علاقة مؤكدة بين رضا الأزواج والزوجات عن حياتهم وبين تقييمهم الإيجابي المتبادَل لحس الفكاهة الذي يتمتعون به.
قائمة معايير اختيار شريك أو شريكة الحياة طويلة وتشمل العديد من الصفات التي ترشح الفرد كي يكون شريكاً عاطفياً محتمَلاً؛مثل الذكاء والسِّحر والجمال إلى غير ذلك.
وإذا كانت هذه المعايير تخص كل فرد على حدة، فإن بعضها يكون بالمقابل مشتركاً بين الناس. وهذه حال صفة حس الفكاهة؛ حيث ينتظر أغلب الناس من شركائهم إضحاكهم.
ولكن كيف نتفاعل مع حس الفكاهة الذي يتمتع به الشخص الذي نتشارك معه حياتنا؟ وهل نحن منصفون في الحكم على هذه الصفة أم أننا نبالغ في تمجيدها؟ وللإجابة عن هذين السؤالين وغيرهما، انكبت مجموعة من الباحثين على هذه المسألة في دراسة منشورة في دورية الشخصية وعلم النفس الاجتماعي (Personality and Social Psychology Bulletin).
الفكاهة 4 أنواع
من أجل التوصل إلى نتائج، وظف الباحثان ماريا بيرول (Mariah Purol) ووليام شوبيك (William Chopik) 337 زوجاً تتراوح أعمارهم ما بين 19 و89 سنة.
وكان على المشاركين جميعاً الإجابة عن أسئلة استقصاء يقيّم نوعية حس الفكاهة الذي يتمتع به شريك الحياة.
وقُسمت أنواع الفكاهة إلى 4 أصناف: الفكاهة المعزِّزة التي تجد أسباب الضحك في مواقف الحياة اليومية بما فيها تلك الأقل مدعاة للضحك، والفكاهة الدامجة التي تُستخدم لخلق الروابط الاجتماعية، والفكاهة المدمرة للذات وهي التي يوجهها صاحبها ضد نفسه، ثم الفكاهة العدوانية التي تسخر من الآخرين وتحتقرهم.
وعلاوة على ذلك، قيّم المشاركون المستوى العام لحس الفكاهة الذي يتمتعون به هم وشركاؤهم، وأجابوا عن أسئلة استقصاء لقياس مستوى رضاهم عن العلاقة الزوجية.
ما العلاقة بين التفاعل مع الفكاهة والشعور بالرضا؟
تمكّن المشاركون من تقييم أسلوب الفكاهة الذي يعتمده شركاؤهم على نحو صحيح إلى حد ما. وزيادة على ذلك، أبرزت الدراسة وجود ارتباط بين مستوىً عالٍ من الشعور بالرضا عن العلاقة الزوجية وبين ميل الأزواج إلى افتراض الشبه بين أسلوبهم في الفكاهة وأسلوب شركائهم وفقاً لما أورده موقع "ساي بوست" (PsyPost).
ويمكن أن يعني ذلك وفقاً للباحثين أن الأشخاص الراضين عن علاقتهم ينتبهون أكثر إلى التشابهات الموجودة بينهم وبين أزواجهن أو زوجاتهم.
تقول ماريا بيرول: "قد لا يكون التشابه بين الزوجين ذا أهمية كبيرة؛ لكن مجرد تفكيرهما في وجوده يُعد أمراً مهماً". كما رأى الأشخاص الأكثر رضا عن علاقتهم الزوجية شركاءهم أكثر فكاهة. وفي المقابل، كان الأشخاص الأقل رضا عن علاقاتهم أكثر ميلاً إلى وصف حس الفكاهة الذي يتمتع به شركاؤهم بـ "العدواني".
وكذلك، رأى المشاركون في الدراسة على نحو منهجي أن شركاءهم أكثر فكاهة مما يعتقد هؤلاء الشركاء أنفسهم، وهذا دليل على أن حس الفكاهة أساسي في العلاقة الزوجية، فإذا كانت علاقتك مرضية فإن شريكك يجب أن يراك أكثر فكاهة مما تعتقد أنت نفسك.