3 قواعد ثمينة لحثّ الأطفال على احترامك

2 دقيقة
التربية الإيجابية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: العلاقة التربوية بين الآباء والأبناء معقّدة وتعتريها الكثير من الصعوبات والعوامل النفسية والاجتماعية والثقافية. يحرص الآباء على تعليم أبنائهم أصول الاحترام وقد يفعلون ذلك أحياناً باستخدام أساليب غير تربوية مثل العنف أو الصراخ. هناك بديل أفضل يمكّن الآباء من ممارسة سلطتهم دون استسلام لابتزاز أبنائهم. تعرّف إلى هذا البديل في المقال التالي.

يغري أسلوب التربية الإيجابية الكثير من الآباء بمزايا الانسجام والتفاهم مع الأبناء. لكن عندما تؤدي الحدود غير الواضحة في علاقاتهم إلى الفوضى والانفلات، فهل يعني ذلك أن الوقت قد حان لمراجعة هذا الأسلوب؟

مارسْ سلطتك الأبوية بلطف

تبنّي التربية الإيجابية التزام نبيل؛ لكن بعض الآباء يلاحظ أن هذا النهج الذي يركّز على التواصل والتعاطف قد يترك الأبناء دون إرشادات واضحة. وفي مواجهة هذا التحدي، تطفو مجدداً على السطح فكرة ممارسة سلطة الأبوين بنوع من اللطف والرفق. في هذا السياق، يبدو وضع الحدود الصارمة والعادلة حلاً وسطاً مفيداً بدلاً من اللجوء إلى إخافة الطفل بالمعنى الحرفي لهذه العبارة.

تقول المحلّلة النفسية فيرونيك سلمان (Véronique Salman) في مقال لها على موقع ماجيك مامان (MagicMaman): “الأب الذي سيقول “لا” بحزم يمثّل في نظر ابنه أباً متسلّطاً؛ لكن هذا الطفل يفهم بمفرده أنه لا يمتلك النضج الكافي لاتخاذ القرار المناسب في موقف معين، بينما يعرف الأب الحازم ذلك، فهو يدرك أن عليه رفض ما يريده الابن عندما يكون ذلك ضرورياً والقبول إذا كان ذلك ممكناً، وفق المعايير التي يسمح له نضجه بتحديدها”.

ضعْ حدوداً لتعلم ابنك الاحترام والمسؤولية

تؤكد المعالجة النفسية كارولين غولدمان (Caroline Goldman) أهمية وضع حدود تربوية محدّدة ليس لإخافة الطفل ولكن لتعليمه الاحترام والمسؤولية. تضيف المعالجة النفسية: “عدم الاستسلام لرغبات الأطفال كلّها يعلّمهم التعامل مع الشعور بالإحباط، وهذا من مصلحتهم. إنهم يشعرون بعدم الأمان لأنهم يحسّون أنه لا أحد أقوى منهم؛ ومن ثمّ لا أحد يستطيع حمايتهم”.

في هذا السياق الذي تظهر فيه محدودية فعالية التربية الإيجابية إذاً، توفّر السلطة الأبوية التي تُمارَس بحزم ولطف إطاراً منهجياً ضرورياً لنمو الطفل.

حافظ على رزانتك

على سبيل المثال؛ إذا عصى الطفل والده تنصحه المعالجة النفسية كارولين غولدمان بأن يشرح له بوضوح واختصار طبيعة الفعل الذي ارتكبه، ثم يضعه في حالة عزلة إذا اقتضى الأمر كي يدفعه إلى التفكير فيما فعله، ويُظهر له تبعات السلوك غير اللائق دون اللجوء إلى استخدام العنف.

كما توصيه بالحفاظ على الرزانة وممارسة السلطة الأبوية مع تجنّب الدخول في النقاش أو التفاوض الزائد. وهذا ما تؤكّده فيرونيك سلمان أيضاً: “التفاوض يكون مع طرف مكافئ من المستوى نفسه، علماً أن استسلام الوالدين لأدنى انفعال يظهر على ابنهما خوفاً من تعرّضهما إلى الرفض أمر يصيبني شخصياً بحيرة كبيرة”.

error: المحتوى محمي !!