ملخص: سواء كنا نتحدث عن اضطراب فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي أو فرط الأكل، فإن ثمة 5 جمل يجب ألا تقولها للمصاب باضطرابات الأكل أياً كان نوعها وشدتها.
محتويات المقال
مثل أي اضطراب آخر؛ قد يصعب علينا فهم اضطرابات الأكل وما يعانيه الشخص المصاب بها. وعلى الرغم من ذلك، فإنه ثمة سلوكات محددة علينا تجنُّبها عندما نكون رفقته.
وفقاً للبيانات التي نشرتها مؤسسة فاونديشن فور ميديكال ريسيرش (Foundation for Medical Research)؛ يعاني 10% من أفراد المجتمع اضطرابات الأكل. في فبراير/ شباط 2022، كشف فريق من باحثي المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية (Inserm) عن تضاعُف انتشار اضطرابات الأكل لدى الطلاب بين عامَيّ 2009 و2021، ولوحظ ذلك على وجه الخصوص خلال جائحة كوفيد-19؛ ما نبَّه إلى مدى إلحاح المشكلة.
من المحتمَل أن شخصاً من حولك قد عانى أو ما يزال حتى الآن يعاني أحد اضطرابات الأكل، سواء كنا نتحدث عن اضطراب فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي أو فرط الأكل. وفي حين أن حالة كل شخص تختلف عن حالة الآخر، فإن ثمة سلوكات عليك تجنُّبها عندما تكون رفقة شخص مصاب بأحد هذه الاضطرابات بصرف النظر عن نوعه وشدته.
لا تُبدِ تعليقات حول وزنه
تجنَّب الحديث أو إبداء تعليقات عن الوزن أمام من يعاني أحد اضطرابات الأكل، سواء أكان تعليقك إيجابياً أو سلبياً، وسواء كان متعلقاً بك أو به أو بشخص آخر. تقول مديرة أحد مراكز التعافي، لاندري ويذرستون ياربورو (Landry Weatherston-Yarborough ) لموقع باراد (Parade) "حينما تبدي تعليقات سلبية حول وزنك يشعر الآخرون بأن حكمك على جسدك هو المعيار الذي عليهم الالتزام به فيما يخص أحكامهم على أجسادهم، حتى لو لم يكونوا مصابين باضطرابات الأكل".
أما التعليقات التي تتناول الآخر، ولو من باب المجاملة، فإنها تعزز ثقافة اتباع الحميات الغذائية وربط الرضا عن الجسد بنظرة الآخرين إليه. وكذلك، فإن إبداء رأيك بجسد شخص ما عموماً يدل على أنك تدقق فيه وتُصدر حكماً عليه؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابته بأحد اضطرابات الأكل.
لا تبدِ تعليقات حول كمية الطعام التي يتناولها
"ألن تكمل طعامك؟"، "هل تعرف كم عدد السعرات الحرارية الموجودة في هذا الطعام؟"، "لقد توقفتُ عن تناول النشويات"، "أرى أنك من النادر أن تأكل شيئاً"، يمكن أن تكون عبارات من هذا القبيل مؤلمةً لمن يعاني أحد اضطرابات الأكل. وتقول المعالجة النفسية هيلاري وينشتاين (Hilary Weinstein) لموقع إنسايدر (Insider): "ذهن الشخص المصاب باضطراب الأكل مشغول في الأساس بعاداته الشخصية التي تخص جسده وقواعد الأكل التي يتبعها؛ ومن ثَمّ فإن هذه التعليقات يمكن أن تمثل عبئاً حسياً إضافياً عليه".
وتقول المختصة النفسية، باسكال زريهين (Pascale Zrihen): "ينظر المريض إلى التعليقات التطفلية على أنها سلوك عدائي ومحاولة للتحكم في طريقة أكله".
تجنَّب التعبير عن إعجابك بقوة إرادته
تمثل رغبة الشخص المصاب باضطراب الأكل في ممارسة المزيد من الرياضة، أو تناول كميات أقل من الطعام، أو إعداد قوائم وجبات متوازنة أعراضاً لا سلوكات إيجابية، وتقول الطبيبة النفسية هولي بيك (Holly Peek) لموقع إنسايدر: "أنت ترتكب خطأ حينما تظن أن أعراض اضطراب الأكل التي يعانيها الشخص هي سلوكات إيجابية نابعة من قوة الإرادة وتشيد بها؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى استمرار هذه الأعراض لديه مستترةً بما يبدو أنه قدرة على ضبط النفس".
لا تطلب منه التحلي بالإرادة لتغيير أسلوب أكله
لا يمكن اختزال اضطراب الأكل بأسلوب تناول الطعام، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير والإرادة وحدها لا تكفي للتعافي منه. تقول المعالجة النفسية هالي نيدتش (Haley Neidich) لموقع باراد: "اضطراب الأكل مرض وليس مشكلة إرادة؛ إذ تتطلب اضطرابات الأكل العلاج والرعاية الغذائية والنفسية والدعم الاجتماعي والكثير من الوقت".
تجنَّب عبارة: "لكنك لا تبدو مصاباً باضطراب الأكل"
غالباً ما يتصور الناس أن الإصابة باضطرابات الأكل تعني الهزال والنحافة؛ لكن ذلك غير صحيح إذ لا يتميز اضطراب فقدان الشهية العصبي والشره المرضي وغيرهما بمظهر جسدي محدد، فمثل العديد من الاضطرابات النفسية؛ تمثل الآليات والسلوكات النفسية العلامات الرئيسة لاضطرابات الأكل.
ومن جهة أخرى، فإن تصور أن النحافة هي أحد أعراض تشخيص اضطرابات الأكل ليس فكرة مغلوطة فحسب بل وخطِرة أيضاً، وتوضح لاندري ويذرستون ياربورو: "قد يعاني الشخص أحد اضطرابات الأكل ولا يأخذها على محمل الجد بسبب هذه الفكرة؛ ومن ثَم فإنه لن يعي حجم معاناته وسيتجاهل ضرورة تلقي العلاج".
وأخيراً، تشير المختصة إلى أن اضطرابات الأكل يمكن أن تصيب الجميع، بصرف النظر عن النوع الاجتماعي أو العرق أو الحالة الاجتماعية والاقتصادية.