كيف يمكن لجلسات الرقص الافتراضية أن تقلل شعورك بالعزلة؟

2 دقائق
جلسات الرقص الافتراضية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: محمد محمود)

ملخص: لطالما كان الرقص فناً جماعياً لتوثيق الروابط والصلات بين البشر، ويبدو أن هذا الفن يحافظ على طابعه الاجتماعي حتى عندما يمارَس في الواقع الافتراضي. هذا ما تؤكده تجربة أوربية تمزج بين فن الرقص وتقنية الواقع الافتراضي لمكافحة الشعور بالوحدة والعزلة، فإليك تفاصيل تجربة جلسات الرقص الافتراضية التي تقلل شعورك بالعزلة.

ظهرت تقنية الواقع الافتراضي قبل سنوات، وعرفت تطوراً ملحوظاً بفضل الجيل الجديد من شبكة الإنترنت "ويب 3.0"، وبعد أن غزت هذه التقنية مجال الألعاب الإلكترونية ها هي ذي تغزو مجالات أخرى. وأصبح اليوم بالإمكان توظيف هذه التقنية في مكافحة الشعور بالوحدة بعد أن امتزجت بالذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار، أجرى برنامج بحث أوربي تجارب تؤكد أن توظيف تقنيات جيل الإنترنت ويب 3 مع نشاط بدني مثل الرقص لإقامة جلسات الرقص الافتراضية، يمكن أن يكون ذا أثر إيجابي في الأشخاص الذين يعانون الشعورَ بالوحدة.

ما هي جلسات الرقص الافتراضية؟

مع تسارع إيقاع الحياة يزيد شعور الناس بالوحدة، فعلى سبيل المثال؛ تَبيّن سنة 2019 أن نصف سكان فرنسا تقريباً (44% وفقاً لأبحاث مؤسسة "بي في أيه" (BVA) للتحليل السلوكي) يشعرون بالوحدة على نحو منتظم، وهو شعور تفاقم مع تعميم العمل عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19،

ويمكن لتقنية الواقع الافتراضي أن تكافح هذا الشعور. ويتعلق الأمر بتكنولوجيا حاسوبية تمكّن من إنشاء بيئة اصطناعية ثلاثية الأبعاد يمكن لأي شخص أن يشارك فيها افتراضياً. وبفضل سمّاعات تقنية الواقع الافتراضي، يندمج المستخدم تماماً في هذا العالم.

وعلى الرغم من أنها صُممت أصلاً من أجل الترفيه، فإن هذه التقنية يمكن أن تؤدي دوراً اجتماعياً مهماً، وبخاصة إذا وُظفت في أنشطة مثل الرقص.

كيف يمكن للرقص الافتراضي أن يقلل شعورك بالعزلة؟

كان فن الرقص دائماً فناً حياً قادراً على تجميع الناس وتوحيدهم منذ آلاف السنين، وكذلك فإنه يسمح بالتعبير عن العواطف ويقدم الكثير من الفوائد الصحية الجسدية والنفسية. وفتحت التطورات التكنولوجية إمكانات جديدة تتيح للمستخدمين الانخراط في جلسات الرقص الافتراضية؛ الأمر الذي ثبت أنه مفيد جداً للأشخاص الذين يعيشون في حالة عزلة. وهكذا أصبحت جلسات الرقص الافتراضية وسيلة عصرية ومسلية لمكافحة شعور الوحدة، تمنح الراقصين إمكانية التواصل مع أشخاص آخرين، ولو كانت المسافة التي تفصل بينهم تقدَّر بآلاف الكيلومترات.

وتوفر البيئات الافتراضية تجربة غامرة للمستخدمين تساعد الأشخاص الذين يعانون العزلة على الحد من شعورهم بالوحدة، ويتحقق ذلك خاصةً من خلال جلسات الرقص الافتراضية التي تسمح بالتواصل مع مشاركين من مختلَف أنحاء العالم وبناء العلاقات معهم. وكذلك، تمنح هذه المساحات الافتراضية فرصاً للتعبير عن العواطف والمشاعر دون الخوف من التعرض للانتقاد، ويحسّن الانضمام إلى مجموعة من مجموعات جلسات الرقص الافتراضية مستوى التقدير الذاتي والرفاهة العاطفية لدى المشاركين.

أصبحت هذه التجربة متاحة للجميع بعد إدماج الذكاء الاصطناعي في عملية الرقص في الواقع الافتراضي، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يُوهم المستخدمين بأنهم داخل قاعة مليئة بالراقصين، مسهلاً بذلك انغماسهم بعمق أكثر في ممارسة الرقص. وتبرمَج أنشطة جلسات الرقص الافتراضية بطريقة تفاعلية؛ ما يجعلها أكثر واقعية ومصداقية، ومن الممكن أيضاً الحصول على شريك راقص عبر الذكاء الاصطناعي قادر على التفاعل بطريقة ذكية مع الراقص البشري لإغناء تجربة جلسات الرقص الافتراضية.

تعيد جلسات الرقص الافتراضية إنتاج الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان في الرقص الواقعي على الرغم من بُعد المسافة بينه وبين شركائه؛ إذ يمكّنه الانغماس في هذا العالم من مكافحة شعور العزلة من خلال الإحساس بالحضور والتفاعل الاجتماعيين مع الراقصين الافتراضيين. وعلاوة على ذلك، فإن جلسات الرقص الافتراضية تكون أقل إحراجاً للذين ينزعجون من نظرات الآخرين عندما يرقصون على الملأ.

وتسمح هذه المشروعات المبتكرة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتقنيات الانغماس التفاعلي، للمستخدمين الذين يعانون العزلة بالتواصل واستشعار العواطف المشتركة والتحرر من خلال الرقص، وتتيح لهم التعبير دون مخاوف أو توجّس من نقد الآخرين، والاستفادة الكاملة من نشاط يمكن أن يكون جماعياً.

وعموما، تمثل جلسات الرقص الافتراضية حلاً ملائماً للأشخاص الذين يعانون مشكلات العزلة؛ لأنها تتيح لهم إمكانية تطوير مهارات اجتماعية إيجابية وملاقاة أشخاص من مختلف أنحاء العالم.