ملخص: من الطبيعي أن تتوتّر العلاقة بين الآباء وأبنائهم خلال فترة المراهقة. يشعر المراهق بشخصيته وتميّزه، ويحاول أن يبني عالمه الشخصي المستقل. لكنّ هذا التحوّل غالباً ما يصاحبه اصطدام وسوء فهم وخلافات لا تنتهي مع الوالدين. فما الذي يجب على الآباء فعله لبناء جسور الثقة والتواصل الفعّال مع أبنائهم في مرحلة المراهقة؟ الإجابة عن هذا السؤال تتطلّب طرح سؤال آخر مهمّ على ابنك المراهق. تعرّف إليه في المقال التالي.
الأبوة مهارة نتعلّمها تدريجياً، فليس هناك علم دقيق يساعدنا على تربية أبنائنا والتواصل معهم. لا تعتقد أنك إذا وجدت أسلوباً مناسباً لتربية ابنك خلال فترة طفولته الأولى، فإن هذا الأسلوب سيظلّ فعّالاً بمرور الوقت، ولا سيّما خلال مرحلة المراهقة. يمرّ المراهقون بسبب البلوغ وتغيّراته الهرمونية والمشكلات المحتملة في المدرسة والمشاعر والخيبات العاطفية الأولى بتقلّبات لا تنتهي، ويشعرون أكثر من أيّ وقت مضى بنوع من الانفصال عن الوالدين، اللذين يشعران به أيضاً.
بالموازاة مع الأسئلة الكثيرة التي يطرحها المراهق، فقد تفترس الشكوك آباءهم أيضاً، وتدفعهم إلى مراجعة أنفسهم بشأن طريقة التعامل مع أبنائهم. لتهدئة الموقف وإرساء عادة الحوار قدّمت المختصة النفسية بيكي كينيدي (Becky Kennedy) نصيحة ثمينة نشرتها في حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام.
هذا السؤال يمكنه تغيير علاقتك بابنك إلى الأفضل
وفقاً لبيكي كينيدي ثمة سؤال أساسي لا يتطلّب طرحه سوى بضع ثوانٍ لكنّه قد يخلق لحظة مفصلية في العلاقة بين الوالدين وابنهما المراهق. يمكنك إذاً اغتنام لحظة هادئة لطرح السؤال التالي على ابنك: "ما الذي يمكنني فعله كي أصبح أباً أفضل في نظرك؟" لفهم تأثير هذا النوع من الأسئلة تدعونا عالمة النفس إلى تخيّل مشاعرنا إذا طرح علينا مديرنا في العمل السؤال نفسه. تقول كينيدي: "حتّى قبل أن تفكر في الجواب ستشعر أنّك تثير انتباه الآخر وأنك شخص مهمّ وصوتك مسموع".
لكن في المقابل تنصحك الخبيرة النفسية بعدم تخيّل الإجابة التي قد تصدر عن المراهق. حتّى إذا أجابك مثلاً بأنه يريد زيادة مصروفه فمن حقّك أن تسأله عن السبب، وتخوض معه محادثة مفيدة حول رغباته وانتظاراته.
الخطأ الذي يجب تجنّبه
ما تحاول المختصة النفسية أن تثير الانتباه إليه من خلال مثال المصروف هو مسألة الأحكام المسبقة التي يمكن أن تؤثر في المراهق. فإذا كان الجانب المالي يبدو سطحياً نوعاً ما في نظرك، فإنه قد يكون مهماً بالنسبة إلى ابنك نظراً إلى رغباته والنماذج السائدة في محيطه. تكمن أهمية طرح السؤال إذاً في تعزيز حبّ الاستطلاع لدى الوالدين. لا تعتقد أنك ستفهم بالضرورة ما يمرّ به ابنك المراهق فقط لأنك كنت مراهقاً قبله، أو تعاملت مع مراهقين آخرين.
يقول الطبيبان النفسيان فيليب جوتون (Philippe Gutton) وفيليب جاميه (Philippe Jeammet): "إذا أردت أن تثير غيظ ابنك المراهق فما عليك إلا أن تؤكد له أنك تعرف ما يشعر به لأنك شعرت به قبله عندما كنت في مثل سنّه، أو لأن المراهقين جميعاً يمرّون بهذه التجربة: سيحسّ ابنك في هذه الحالة بأنك تحتقره وتقلّل من شأنه، علماً أنه يكتشف خلال هذه المرحلة من العمر أنه شخص فريد، وهذا أمر مهمّ للغاية بالنسبة إليه".