ما الذي يعنيه مفهوم “توأم الشعلة” في العلاقات العاطفية؟ وهل يختلف عن “توأم الروح”؟

2 دقائق
توأم الشعلة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: "توأم الشعلة" هو مفهوم في العلاقات العاطفية يختلف عن مفهوم "توأم الروح"، وقد يؤدي تبنّيه إلى توقعات غير صحية من العلاقة.

في الأشهر الأخيرة، انتشر مفهوم "توأم الشعلة" انتشاراً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وشاع على وجه الخصوص بين الناس المهتمين بمسائل الروحانية والتوافق الروحي. ابتكر أفلاطون فكرة توأم الشعلة؛ ولكنها تُستخدم اليوم في سياق المواعدة والعلاقات العاطفية، ما المقصود بتوأم الشعلة؟ هو مفهوم مشابه لمفهوم توأم الروح ولكنه يختلف عنه في الوقت نفسه، كما ذكرت مجلة كوزموبوليتان يو كيه (Cosmopolitan UK) ؛ فإن توأما الشعلة هما شخصان يحملان روحاً واحدة، وذلك على عكس توأمَيّ الروح اللذَين خُلقا ليعيشا زوجين معاً ولكن لكل منهما روح متميزة جداً عن الآخر.

كل إنسان يمثل نصفاً لآخر

تقول ديزي وجولي بودين في كتابهما "توأم الشعلة: على الطريق نحو الذات" (Twin Flames, on the Road to Oneself): "تنتج علاقة توأميّ الشعلة عن انقسام روح واحدة إلى كيانين مختلفين، يحمل كل منهما قطبية محددة". وبمعنىً آخر: يمثل كل منا نصفاً لكيان كامل، فنصفك الآخر يجوب العالم بحثاً عنك كما تبحث أنت عنه.

يشير هذا المفهوم إلى أنك إذا كنت منفتحاً في البحث عن توأمك ستعثر في النهاية على النصف الآخر من روحك وستخلق معه اتحاداً لا يمكن أن يتفكك. ويقول أصحاب هذه النظرية إن هناك 8 مراحل في علاقة توأمَيّ الشعلة، تبدأ بالتوق إلى الآخر وتنتهي بالتوحد معه. تتضمن العلامات التي تشير إلى عثورك على توأمك تزايد التزامن في حياتك، ومن ذلك رؤية الأرقام الروحية مثل 11:11 والترابط الشديد مع التوأم ومعرفته معرفة معمقة.

مفهوم مثير للجدل

ومع ذلك، ما يزال هذا المفهوم مثيراً للجدل؛ إذ تقول مستشارة الحياة الزوجية لوسي رويت (Lucy Rowett) إن هذا المفهوم لا يستند إلى أساس علمي ولذلك علينا التعامل معه بحذر، ولا سيّما لتجنب الوقوع في فخ المشعوذين الذين يمكن أن يستغلوه للاحتيال على الناس.

تقول المختصة: "مثل معظم المدربين ومختصي العلاج النفسي؛ أرى هذا المفهوم مجرد هراء، فالإنسان يجذب دائماً شخصاً يعاني آلاماً نفسية مشابهة لآلامه أو متوافقة معها ومن الطبيعي أن يكتشف ذلك أكثر من خلال العلاقة التي تجمعهما".

وتتابع: "يقول المفهوم في الأساس إن هناك شخصاً يمثل وجهاً آخر لروحك؛ أي بطريقة أو بأخرى لن تكون مكتملاً دونه. لكنني أرى أن معظم الناس يمرون بحالة النقص هذه، فهي جزء من التجربة الإنسانية. ولذلك؛ من المرهق للإنسان وجود فكرة تقول إن هنالك شخصاً يكمله، فهذا يفاقم انشغاله غير الصحي بالرغبة في ملء الفراغ الذي لا يمكن لأحد أبداً أن يملأه".

المحتوى محمي