ملخص: تخيّم حالة قلق شديد على الأشخاص المصابين باضطراب القلق الاجتماعي عندما تتحتّم عليهم المشاركة في مناسبة اجتماعية أو التحدث إلى الآخرين أو مقابلة شخص جديد أو حتى الخروج من المنزل في نزهة عادية أحياناً، واستجابة لهذا الرهاب فإنهم قد يطورون يقظة مفرطة؛ لكنّ برنامجاً تدريبياً يمكن أن يقلل حساسية الأفراد للقلق الاجتماعي، وإليكم التفاصيل فيما يلي.
يعاني الأشخاص المصابون باضطراب القلق الاجتماعي خوفاً مبالغاً فيه من مواجهة المواقف الاجتماعية، ووفقاً لدراسة حديثة فإنه بإمكانهم تدريب أنفسهم للسيطرة على هذا الاضطراب.
ما تأثير القلق الاجتماعي؟
وفقاً للهيئة العليا للصحة في فرنسا؛ سيعاني 4.7% من أفراد المجتمع في الفئة العمرية بين 18 و65 عاماً من الرهاب الاجتماعي خلال حياتهم، ويُعرِّف المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية بفرنسا (Inserm) القلق الاجتماعي بأنه: "الخوف من الشعور بالحرج أو الإهانة أو الرفض أو الازدراء خلال المواقف الاجتماعية"، ويُسمى أيضاً "الرهاب الاجتماعي" لأنه يعبر عن الخوف الشديد من الاتصال بالآخرين.
تنتاب الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب حالة قلق شديد إذا كان عليهم المشاركة في مناسبة اجتماعية أو التحدث إلى الآخرين أو مقابلة شخص جديد أو حتى الخروج من المنزل في نزهة عادية أحياناً، واستجابة لهذا الرهاب فإنهم قد يطورون يقظة مفرطة، وهي حالة عالية من الوعي تدفع المرء إلى البحث عن إشارات لتهديد محتمل.
في دراسة نُشرت في دورية "مجلة الأبحاث النفسية" (Journal of Psychiatric Research)، ركز الباحثون على إمكانية تدريب المرضى للحد من يقظتهم المفرطة، وذلك بعد استبعاد تأثير الاكتئاب في هذا العَرَض.
تعرف إلى تجربة إعادة ضبط الانتباه
سعت الدراسة التي نشرها فريق من الباحثين في إيران والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، إلى قياس تأثيرات برنامج تدريبي للتحكم في الانتباه موجّه لمرضى اضطراب القلق الاجتماعي. لاختبار نظريتهم، جمع الباحثون 30 طالباً من جامعة فردوسي في مدينة مشهد بإيران ممن يعانون القلق الاجتماعي، وقسموهم إلى مجموعتين: اتبعت الأولى البرنامج التدريبي المذكور في حين تلقت الأخرى علاجاً وهمياً، واتبعت كلتا المجموعتين 4 جلسات موزعة على أسبوعين ومدة كل جلسة 45 دقيقة.
طوّر الباحثون البرنامج التدريبي وفقاً للنموذج الحالي لذلكَ المستخدَم في علاج إدمان الكحول، وجاء على موقع "ساي بوست" (PsyPost): "ويهدف البرنامج إلى تعديل حالة الانتباه المفرط والتلقائي للمشاركين تجاه المحفزات التي تمثل لهم تهديداً اجتماعياً، وتقليل الوقت الذي يستغرقه تحويل انتباههم عن هذه المحفزات، وتعديل عملياتهم المعرفية للبحث عن المحفزات المحايدة بدلاً من ذلك".
وفي سبيل ذلك، عرض الباحثون على المشاركين صوراً محايدة وأخرى تمثل تهديدات اجتماعية وكانت مهمتهم التدرب على منح نوعيّ الصور القدر ذاته من الانتباه.
في نهاية هذه التجربة، أظهر المشاركون الذين اتبعوا البرنامج انخفاضاً عاماً طفيفاً في أعراضهم؛ أما الانخفاض في الانحياز الانتباهي واليقظة المفرطة فقد كان ملحوظاً وفقاً للباحثين: "يمكن أن يؤدي تقليل الانحياز الانتباهيّ إلى المحفزات المهددة والتركيز بدلاً من ذلك على المحفزات المحايدة إلى كسر هذه الحلقة المفرغة ومن ثَم تقليل حساسية الأفراد للقلق الاجتماعي".