تقرير السعادة 2025 يكشف: ولائم العيد تقوّيك نفسياً!

5 دقائق
تقرير السعادة العالمي
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

صدر تقرير السعادة العالمي لعام 2025 في 20 مارس/آذار عام 2025، وقد تصدرته عربياً دولة الإمارات العربية المتحدة، تلتها الكويت ثم السعودية وعُمان والبحرين، أما عالمياً فواصلت فنلندا تصدرها الترتيب للعام السابع على التوالي، وجاءت بعدها الدانمارك ثم آيسلندا والسويد وهولندا.

ومن المعلومات اللافتة للانتباه في التقرير تأكيده أن مشاركة الوجبات مع الآخرين تعزز السعادة وتقلل المشاعر السلبية مثل التوتر والحزن، بدرجة تعادل تأثير الحصول على دخل أو العمل بوظيفة ثابتة، وهذا ما جعل الباحثين يصفون الجلوس حول مائدة جماعية بأنه أداة قوية لدعم الصحة النفسية وتعزيز الروابط الاجتماعية.

وبشكل أدق، فقد أظهرت النتائج أن كل وجبة جماعية إضافية يجري تناولها أسبوعياً تزيد معدل الرضا عن الحياة بقدر 0.2 نقطة أي ما يعادل تقريباً فرق خمس مراتب في تصنيف السعادة العالمي.

وفي ظل الوحدة التي نلحظ تزايدها مؤخراً، فنحن على أعتاب فرصة ذهبية يمكننا اغتنامها في عيد الفطر المقبل، إذ تكثر فيه الولائم والموائد الجماعية، وحتى تتشجع أكثر للوجود فيها نستعرض في هذا المقال الفوائد النفسية الثمينة للأكل الجماعي.

الأكل الجماعي: يقيك من شر الوحدة ويحميك في الأوقات العصيبة

أثبتت راسة علمية أجرتها جامعة أوكسفورد البريطانية (University of Oxford) معادلة بسيطة، وهي أنه كلما تناول الأشخاص طعامهم مع الآخرين ارتفعت احتمالية شعورهم بالسعادة والرضا عن حياتهم، إذ توجد علاقة وطيدة بين الأكل الجماعي وعدد أصدقاء الفرد ومعدل سعادته وارتباطه بمجتمعه.

وتعد العناصر السابقة وثيقة الصلة بالصحة النفسية، إذ يجعلنا تناول الطعام في جماعات نحصل على دعم اجتماعي وعاطفي يسهم في تقاربنا، وفي الوقت نفسه يخفف عن كاهلنا الضريبة النفسية والجسدية الباهظة للوحدة.

إضافة إلى أن مشاركة تناول وجبة الطعا، في الأوقات العصيبة بالأخص، يجعلنا نستشعر أهمية التماسك الاجتماعي، ويحد من معدل قلقنا وتوترنا تجاه ما يحدث. إلى جانب وجود بُعد خفي، وهو أننا غالباً نميل إلى اختيارات الطعام غير الصحية والسريعة عندما نتناول الطعام بمفردنا، بينما في حال تناولنا الطعام في جماعات غالباً ما تكون اختياراتنا صحيةً أكثر، وهذا الجانب ينعكس بالتأكيد على صحتنا النفسية فقد أثبت العلم أن الوجبات السريعة تسهم في ارتفاع احتمالية إصابتنا بالاكتئاب.

يمنحنا الأكل الجماعي أيضاً فرصة لممارسة الامتنان فنحن نعبر عن شكرنا لمن صنع الطعام، وأيضاً نُظهر التقدير والشكر لأفراد عائلتنا وأصدقائنا الذين حضروا، وسينعكس هذا الامتنان بكل تأكيد علينا لنشعر بالمزيد من الطاقة الإيجابية.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الوحدة تزيد خطر رؤية الكوابيس!

كيف تحقق أقصى فائدة نفسية عند الوجود في ولائم العيد؟

لأكون صريحاً معك، فحتى وقت قريب كنت أتهرب من ولائم العيد لشعوري خلالها بالارتباك والتوتر، لكن بعد مروري بأحداث حياتية فاصلة أهمها وفاة جدتي رحمها الله منذ عامين، أدركت القيمة الحقيقية للترابط الاجتماعي وتأثيره في صحتي النفسية، لذا سأقدم لك مجموعة من الإرشادات العملية التي ستساعدك على الحضور في ولائم وتجمعات هذا العيد وحصد أكبر قدر ممكن من التأثير النفسي الإيجابي:

  1. خطط مبكراً لولائم العيد مع عائلتك وأصدقائك، يمكنك على سبيل المثال الترتيب لأكثر من تجمع؛ الأول مع أسرتك والثاني مع أقربائك والثالث مع أصدقائك.
  2. تذكر أن الهدف الرئيسي من التجمع ليس تناول الطعام، وإنما الاستمتاع بمشاركته مع الآخرين لذا خذ وقتك في الأكل ولا تتعجل واستمتع بكل التفاصيل الممكنة.
  3. عند دخولك مكان التجمع أغلق هاتفك الذكي وأبعده عن يديك وركز على التواصل مع الأشخاص في محيطك، وشارك معهم ما يحدث في حياتك وتبادل معهم الخبرات.
  4. تجنب الانخراط في أي خلافات بغض النظر عن نوعها، وحتى في حال وجود فرصة لذلك فأكد أن هدفك من الحضور هو الاحتفال بالعيد والحفاظ على أواصر الود والمحبة.

أخيراً لا تجعل عادة الأكل الجماعي تتوقف بعد العيد، إنما اجعلها حية طوال العام، ويرشدك المعالج النفسي، أسامة الجامع، إلى أن تبدأ بتناول وجبة الإفطار مع أسرتك؛ فجلسة العائلة من وجهة نظره لا تقدر بثمن، ولا يشترط أن يكون إفطاراً متكلفاً من أحد المطاعم، بل تكفي أبسط المكونات، والهدف الحقيقي هو الجلوس سوياً وتبادل الأحاديث الدافئة.

المحتوى محمي