لماذا يتفاوت نجاح الأشقاء في حيواتهم على الرغم من نشأتهم في أسرة واحدة؟

1 دقيقة
إخوتك
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ما الموقع الذي تحتلّه في ترتيب ميلاد إخوتك؟ هل تلقّيتم التربية والقيم ذاتها من الوالدين؟ ماذا عن تجاربكم التعليمية والاجتماعية؟ سبب طرح هذه الأسئلة هو محاولة فهم ظاهرة شائعة في الكثير من الأسر التي يأخذ إخوة وأخوات نشؤوا فيها مسارات مهنية وشخصية مختلفة، على الرغم من أنهم عاشوا تحت سقف واحد وترعرعوا في البيئة ذاتها. إليك التفاصيل.

تقول عالمة الاجتماع والباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي إيزابيل كوتان (Isabelle Coutant) في تصريح لإذاعة فرنسا (Radio France): "أنا لا أشكّك في مسألة الحتمية الاجتماعية، فالفرص التي تتاح للناس تختلف وفقاً للأماكن التي ينحدرون منها لكنّها ليست حتمية ميكانيكية خالصة تماماً، إنها أيضاً مسألة استعداد قبلي واحتمالات، وهي تنطوي على بعض الاختلافات، والإشكالية التي أثارت اهتمامي دائماً هي مدى قدرة علم الاجتماع على تفسيرها".

ينشأ الإخوة في أسرة واحدة ويتلقّون التربية نفسها والإمكانات ذاتها ومع ذلك قد تأخذ مساراتهم الشخصية اتّجاهات مختلفة. بِم يمكن أن نفسّر نجاح بعض الإخوة في تحقيق تطوّر كبير بينما يواجه آخرون بعض الصعوبات أو يفشلون في بلوغ مستوى النجاح ذاته؟

ترتيب الميلاد

أظهرت دراسة نشرتها دورية أبحاث الشخصية (Journal of Research in Personality) أنّ موقع الفرد بين إخوته وأخواته يمكن أن يؤثر تأثيراً بالغاً في شخصيته وفرصه.

ينظر الوالدان إلى الابن البكر باعتباره شخصاً مسؤولاً، فينتظران منه توقّعات أعلى ويخصّصان له اهتماماً أكبر، بينما يتمتّع الابن الأصغر بحرية أكبر تعزّز لديه مهارة الابتكار والمغامرة.

اختلاف معاملة الوالدين

على الرغم من نواياهما الحسنة قد يتبنّى الوالدان تعاملاً يختلف من ابن إلى آخر متأثرَين بتربيتهما وتوقّعاتهما، وطبيعة الشخصيات الفريدة لأبنائهما. وقد تبلور هذه الفروق الدقيقة في الاهتمام والتشجيع والانضباط مسارات تطوّر الأبناء المختلفة.

تأثير البيئة الخارجية

يتشارك الإخوة والأخوات عادة بيئة أسرية مشتركة لكنّ تجاربهم خارج البيت، أي في المدرسة أو مع الأصدقاء أو خلال ممارسة الأنشطة المدرسية الموازية، يمكن أن تختلف جذرياً. تؤدي هذه التجارب الخارجية دوراً حاسماً في تنمية كفاءاتهم واهتماماتهم وشبكات علاقاتهم المتمايزة.

لكنّ دراسة علمية كشفت أن هذه البيئة الخارجية تؤدّي دوراً مهماً في عملية التعلّم أيضاً. وقد تؤثر هذه العوامل البيئية في التطور المعرفي والاجتماعي للأطفال، كما يشمل هذا التأثير مساراتهم الدراسية والمهنية.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي