يشعر المصابون باضطرابات الطعام في كثير من الأحيان بأنهم يسيطرون على طعامهم؛ لكن الحقيقة أن الطعام هو من يسيطر عليهم. ووفقاً لموقع مايو كلينيك، فإن اضطرابات الطعام هي حالات نفسية خطيرة؛ حيث تتميز بسلوكيات طعام تؤثر سلباً في الضحة النفسية والجسدية كما تسبب متاعب صحية شديدة.
ومن أشهر اضطرابات الأكل وفقاً لموقع الخدمات الصحية الوطنية؛ اضطراب فقدان الشهية العصبي، والشره المرضي، ونهم الطعام، والتي تشمل سلوكيات طعام غير صحية، مثل تناول الطعام بشراهة أو التقييد الشديد في الأكل.
في حين يمكن أن يُصاب أي شخص بهذه الاضطرابات؛ إلا أن المراهقين من الأعمار ما بين 13 إلى 17 عاماً هم الأشد تأثراً بها. وكثيراً ما يشعر المصابون باضطرابات الطعام بحسب موقع الخدمات الصحية الوطنية بأحاسيس سيئة؛ من الشعور بالذنب، أو الندم، أو الخوف، أو الغضب.
وقد تحدث هذه الاضطرابات نتيجة مرورهم بأحداث أليمة في حياتهم تسببت في اختلال ثقتهم في نفسهم، وقد يُقبلون على سلوكيات سيئة أخرى من باب إيذاء النفس من تناول الكحول، والمخدرات.
وأثبتت إحدى الدراسات التي نُشرت في دورية "إيتينج ديس أوردرز" أن الإناث في المنطقة العربية هن الأكثر عرضة لاضطرابات الطعام، بسبب المفاهيم الاجتماعية والثقافية التي تفرض معايير جمال معينة؛ لكن الصورة النهائية ليست بهذه القتامة، فلحسن الحظ؛ معظم أنواع اضطرابات الطعام قابلة للعلاج.
ما أنواع اضطرابات الطعام؟
- فقدان الشهية العصبي: حالة تجعلكم تحاولون السيطرة على أوزانكم، لدرجة أنكم لا تأخذون كفايتكم من الطعام، وفي بعض الأحيان تمارسون الرياضة بشكل عنيف، لتفقدوا الوزن.
- الشره المرضي: حالة تُفقدكم السيطرة على كمية الطعام التي تتناولونها، ثم تجعلكم تقومون بمحاولات قاسية لفقدان الوزن مثل الصيام المتقطع على سبيل المثال.
- اضطراب نهم الطعام (BED): تناول كمية كبيرة جداً من الطعام، لدرجة الوصول إلى مستوى غير مريح من الامتلاء.
- اضطراب تناول الطعام الاجتنابي (ARFID): يجعلكم هذا الاضطراب تتجنبون أطعمة معينة، أو تحدون من تناول الطعام، كما يجعلكم هذا الاضطراب تحملون تصورات غير حقيقية عن أشكالكم وأوزانكم.
- شهوة الغرائب: وهو تناول مواد غير غذائية؛ مثل الطباشير أو الأحجار أو القماش.
- اضطراب الاجترار: وهو مضع الطعام ثمبصقه دون ابتلاعه.
- الهوس بتناول الأكل الصحي: والذي يصل لوضع نظام صارم للأكل، وقد يصل لفرض عزلة اجتماعية لقطع فرصة تناول أكل غير صحي.
اقرأ أيضاً: اضطراب فقدان الشهية العصبي: التشخيص والعلاج
ما أسباب الإصابة باضطرابات الطعام؟
تُعتبر أسباب اضطرابات الطعام غير معروفة كلياً، ووفقاً لموقع "مينتال هيلث" (UK) يعتقد البعض أنها بسبب الضغط الاجتماعي، والثقافي، وفرض صور معينة للجمال؛ كالجسم النحيف. ويعتقد المختصون أن هناك أسباباً نفسيةً، وبيئيةً، ووراثيةً؛ مثل:
- الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- عدم القدرة على السيطرة على القلق.
- الخوف من زيادة الوزن.
- السعي نحو الجسم المثالي بمعايير المجتمع.
- التعرض للتنمر بسبب زيادة الوزن.
- تغير كيمياء المخ وتغير الهرمونات.
- امتلاك تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل أو الاكتئاب أو تعاطي المخدرات.
ما أعراض الإصابة باضطرابات الطعام؟
تشمل أعراض الإصابة باضطرابات الطعام ما يلي:
- القلق الزائد بشأن الشكل والوزن.
- تجنب الزيارات العائلة إذا تضمنت موائد طعام.
- تناول قدر ضئيل من الطعام.
- ممارسة الرياضة بشكل عنيف لفقدان الوزن.
- اتباع عادات صارمة بشأن الطعام.
- تغيرات في المزاج، والإصابة بالقلق والاكتئاب.
- الشعور بالبرد، والتعب، والدوخة.
- الشعور بالوخز، وتنميل الذراعين أو الساقين.
- اضطرابات الهضم؛ مثل الانتفاخ، أو الإمساك، أو الإسهال.
- تأخر الدورة الشهرية.
ما علاج اضطرابات الطعام؟
إذا شعرتم أنكم مصابون بنوع من أنواع اضطرابات الطعام، فعليكم الاستعانة بمتخصص فوراً دون داعِ للقلق، فهناك عدة علاجات لمختلف أنواع اضطرابات الطعام، وقد يعرض عليكم الطبيب العلاج بأكثر من طريقة علاجية في الوقت ذاته.
وتبعاً لموقع مايو كلينيك؛ تختلف طريقة العلاج وفقاً لنوع الاضطراب، وعادةً ما تتضمن العلاج السلوكي المعرفي (CBT) بالتوازي مع علاج إكلينيكي، والخضوع لنظام غذائي صحي، وقد تحتاجون إلى تناول أدوية إذا لزم الأمر.
ختاماً؛ إذا شعرتم بتغير في سلوكياتكم الخاصة بالأكل، يجب اللجوء لمختص على الفور.