ملخص: يمثل الحذر سلوكاً دفاعياً يلجأ إليه الإنسان لتجنّب المخاطر المحدِقة به؛ لكن عندما يتحوّل محيطه كلّه إلى مصدر قلق وترقّب فهذا يعني أن حذره أصبح مرضاً يجب التخلص منه. سيعرّفك هذا المقال إلى فرط الحذر وبعض علاماته التي لا تخطئ.
هل تشعر بالتوتر والحذر والترقّب، وبخاصة من الآخرين؟ هل يلازمك القلق؟ قد تكون مصاباً بفرط الحذر، فإليك كيفية التعرّف إلى هذا الاضطراب.
يمكن أن يؤدي بعض الآليات الدفاعية والاضطرابات النفسية إلى توتّر علاقاتنا الاجتماعية أيّاً كان نوعها. وتُعدّ الثقة والتواصل والإصغاء إلى الآخرين والإحسان إليهم أو التعاطف معهم مفاتيح العلاقة الوظيفية المفيدة للطرفين؛ لكننا قد نفشل أحياناً في توفير هذه المقومات عن وعي أو دونه. وعندما يعاني شخص معين فرط الحذر، فإن التفاعلات الاجتماعية كلّها تصبح في نظره محنة حقيقية.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) واضطراب ما بعد الصدمة المعقد (Complex PTSD)؟
ما هو فرط الحذر؟
توضح المعالجة النفسية جوردان فيا لي (Jordan Vyas-Lee) ذلك في تصريح لموقع "ستايلست" (Stylist): "نُصاب بفرط الحذر عندما نشعر بالخوف، فيرفع ذلك مستوى وعي مداخلنا الحسية ويبدأ الدماغ في البحث عن التهديدات المحدقة بنا على نحو شبه آلي".
وتدفع هذه الآلية الفرد إلى البحث عن إشارات دالة إلى الخطر، فتصبح تعابير وجه المخاطَب أو نبرته أو نظرته أو ابتسامته أو أيّ حركة صادرة عنه أو حتى صمته مؤشرات تدفع الشخص المفرط في حذره إلى تفسير ذلك كلّه تفسيراً مبالغاً فيه. ويشبّه الدكتور جو أوليفر (Joe Oliver) فرط الحذر في تصريح لموقع "ريفينري29" (Refinery29) بكاشف الدخان الذي يبحث باستمرار عن: "أيّ شكل من أشكال الخطر المحتمل، حتى عندما يكون احتمالاً ضئيلاً".
وتتعدّد أسباب فرط الحذر الذي قد يكون ناتجاً من اضطراب القلق المعمّم أو القلق الاجتماعي أو اضطراب ما بعد الصدمة وفقاً لما أورَده موقع "سايك سنترال" (PsychCentral). وكذلك، يمكن أن يكون ناتجاً من مرض الفصام أو اضطراب الشخصية الحدّية.
اقرأ أيضاً: كل ما تود معرفته عن علاج اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
ما العلامات التي يُظهرها المفرطون في حذرهم؟
يتميز فرط الحذر بحساسية كبيرة تجاه المثيرات الخارجية؛ إذ يمكن للأشخاص المفرطين في حذرهم أن يقفزوا أو يصرخوا بسهولة عندما يُفاجَؤون، وكذلك يميلون إلى فحص الوسط الذي يوجدون فيه والتدقيق في تفاصيله، ويبالغون أيضاً في تحليل تفاعلاتهم مع الآخرين وتفسيرها، سواء كانت آنية أو ماضية. وعندما يفكرون في موقف معين، فإنهم يتوقعون دائماً حدوث أسوأ السيناريوهات.
وثمة علامات أخرى تشير إلى فرط الحذر مثل القلق الدائم وصعوبات التركيز وتسارع نبضات القلب واضطراب النوم وفرط التعرّق والميل إلى تجنّب الأماكن المكتظة وبعض التفاعلات الاجتماعية، ويُعدّ العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالتّعرض ضروريَّين للحدّ منه.
اقرأ أيضاً: 5 أنواع من اضطرابات القلق: تعرّف إلى أعراضها وطرق علاجها.