هل لاحظت من قبل أن طفلك يتصرف بعدوانية؟ تشرح المختصة النفسية للأطفال، إميلي مود (Emily Mudd)، أن الأطفال يتصرفون بعدوانية؛ وذلك ببساطة لأنهم لا يمتلكون مهارات اللغة للتعبير عن أنفسهم، علاوة على شعورهم بالملل أو الإحباط أو الجوع أو التعب أو الإرهاق، حينها قد تكون الطرائق الجسدية للتواصل مثل الضرب والعض والدفع هي الوسيلة الوحيدة التي يعرفونها للتعبير عن مشاعرهم، فإذا كان لديك طفل عدواني وتفكر في وضع خطة لتعديل سلوكه؛ يمكنك معرفة أهم الاستراتيجيات والنصائح عبر هذا المقال.
لماذا قد يتصرف طفلك بعدوانية؟
عندما تحاول تغيير سلوك طفلك، من المهم أن تفهم سبب تصرفه بطريقة معينة، إذ ستؤدي معرفتك وفهمك إلى إحداث فرق إيجابي وسوف تساعدك على تعديل سلوكه تعديلاً أكثر فعالية، ويمكن القول إن هناك 5 أسباب رئيسية للتصرف بعدوانية:
1. سلوكيات الوالدين غير الصحية
الوالدان هم أول وأهم الأشخاص في حياة الطفل، ويمكن القول إن سلوكيات الآباء تشكل جوهر سلوك الأبناء بنوعيها الصحية وغير الصحية، على سبيل المثال، إذا كنت تتحدث في البيت بصوت عالٍ أو تتصرف بغضب، فقد يعتقد طفلك أن هذه هي الطريقة المفترض أن يتحدث بها عندما يكون غاضباً لأنه لم يتعرض بعد للعالم الخارجي، ولهذا إذا كنت تتصرف بعدوانية فتوقع أن يتصرف أبناؤك بالطريقة نفسها.
2. مشاهدة المسلسلات والأفلام العنيفة
تؤثر المسلسلات والأفلام التلفزيونية العنيفة التي تتضمن معارك وقتلاً ومشاهد عنيفة تأثيراً مضراً في عقل الجميع، لكن عقول الأطفال هشة ويمكنها التأثر بأي شيء يُعرض عليها، ومن ثم، فإن خطر مثل هذا المحتوى العنيف يكون أكبر عندما يتعلق الأمر بالأطفال، إذ تؤدي مشاهد تلك المسلسلات والأفلام إلى تبنيهم العدوانية.
3. الإصابة بأحد اضطرابات الصحة النفسية
قد يصبح طفلك عدوانياً لأنه يعاني أحد الاضطرابات النفسية؛ على سبيل المثال، الأطفال الذين يعانون اضطراب ثنائي القطب، عندما يدخلون في نوبات الهوس يصبحون عدوانيين ومتهورين في كثير من الأحيان ويفقدون السيطرة على أنفسهم، وعلى الجانب الآخر قد يكون طفلك مصاباً بأحد الأمراض الذهانية مثل الفصام الذي يجعله أكثر عدوانية.
4. تلبية رغبات الطفل عندما يغضب
بصفتي أماً لطفلين؛ فأنا أمتلك خبرة في الأمومة تزيد على 10 أعوام، ويمكنني القول إن هناك مبدأ في الأمومة ينص على أن نوعية الاستجابة لفعل الطفل تحدد مدى تكراره في المستقبل. على سبيل المثال، إذا وجد الطفل أن التصرف بغضب وعدوانية يجعله يحصل على مايريد فوراً فإن هذا السلوك سوف يزيد لاحقاً؛ الأطفال كائنات ذكية وإذا وجدت طريقاً مختصراً يجعلها تحصل على ما تريد فسوف تسلك هذا الطريق، وتنتهج هذا السلوك.
5. الإصابة بأحد اضطرابات النمو العصبي
اضطرابات النمو العصبي هي الاضطرابات المرتبطة بالوظائف العصبية مثل الوظائف الحركية والكلام واللغة، مثل اضطراب نقص الانتباه وتشتت الحركة والتوحد، ويمكن القول إن الأطفال المصابين بهذه الاضطرابات يميلون إلى التصرف بعدوانية حيث يصعب عليهم إدارة عواطفهم.
اقرأ أيضاً: لماذا لا يبكي طفلي عند ضربه؟
كيف تعدّل سلوك طفلك العدواني؟
تتشكل الميول العدوانية لدى الأطفال من خلال الظروف البيئية والعوامل الوراثية، كما يلعب الأصدقاء والمعلمون والعوامل الثقافية دوراً محورياً في تطوير السلوك العدواني، وحتى تتمكن من تعديل سلوك طفلك حاول اتباع النصائح والاستراتيجيات التالية:
1. ابق هادئاً
هذه هي الخطوة الأولى الأساسية، حاول أخذ بعض الأنفاس العميقة حتى لا تشعر بالغضب وتصرخ في طفلك الذين يتصرف بعدوانية، وذلك لأنك حين تصرخ لن تتمكن من التواصل معه، وبدلاً من ذلك سوف يصبر أكثر عدوانية وعناداً. وبقدر ما قد يكون الأمر صعباً، فإذا تمكنت من البقاء هادئاً وتحكمت في انفعالاتك، فيمكنك أن تكون قدوة لطفلك وتعلّمه أن يفعل الشيء نفسه.
2. كن واقعياً وصادقاً
لا تحاول إنكار وجود المشكلة، ففي كثير من الأحيان، يتجاهل الأشخاص سلوك أطفالهم حتى يخرج عن السيطرة ويصبح مدمراً، فضلاً عن أن إدانة الطفل الذي يتصرف بعدوانية واعتباره طفلاً سيئاً أمر غير مفيد؛ فالسلوكيات العدوانية لا تعني أن الأطفال سيئون أو أن والديهم أو معلميهم غير أكفاء، لكن الانهيارات العصبية تعني ببساطة أن طفلك يحتاج إلى الدعم والمهارات اللازمة لإدارة المشاعر قبل وصوله إلى نقطة الانفجار.
3. تجنّب التهديدات
بدلاً من قول "توقف وإلا"، فمن الأفضل دائماً تعليم طفلك السلوك البديل، على سبيل المثال، أظهر لطفلك طرائق مقبولة للوصول إلى هدفه أو توجيه طاقته، فإذا صمم طفلك على اللعب بالماء في المنزل جرب أن تصحبه للعب في الحديقة.
4. افصل طفلك عن الموقف
تحتاج في الكثير من الأحيان إلى فصل طفلك عن الموقف وإخراجه وذلك من أجل مساعدته في استعادة السيطرة على عواطفه، على سبيل المثال، إذا كنت في محل البقالة وبدأ طفلك يتصرف على نحو عدواني ودخل في نوبة غضب لأنه يريد شراء الحلوى؛ في هذه الحالة، أخبره بهدوء أنه يُصدر الكثير من الضوضاء، ولهذا يجب أن تغادرا فوراً وتصطحبه إلى الخارج.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين عقاب الطفل وتأديبه وأيهما الأصلح؟ الإجابة من طبيب نفسي
5. راقب طفلك بعناية
إذا كان طفلك يلعب بالخارج مع أصدقائه، راقبه بعناية ولكن ابق بعيداً، إذا حدث ودخل في شجار أو خلاف بسيط مع أصدقائه اتركه يحل الخلاف بمفرده، ولكن إذا دخل الأطفال في مرحلة التشابك بالأيدي، اطلب منهم التوقف على الفور، أما إذا كان الضرب بينهم عنيفاً فقد تضطر إلى مغادرة ساحة اللعب بصحبة طفلك.
6. أبرم مع طفلك عقداً سلوكياً
دع طفلك يعرف بالضبط السلوكيات المقبولة وغير المقبولة، يمكنك وضع قائمة من أجل تتبع التقدم نحو الأهداف، ولا تنس إعداد جدول مكافآت عندما يصل الطفل إلى هذه الأهداف، يمكن أن تشمل المكافآت قضاء وقت للعب في الخارج، أو الذهاب في نزهة ممتعة، وبالنسبة للسلوكيات غير المقبولة ضع قائمة برد الفعل المتوقع، على سبيل المثال أخبره أنكم إذا ذهبتم لزيارة أحد الأقارب وضرب أبناءه ستغادرون المكان على الفور.
7. كن حازماً
إذا كان عليك تأديب طفلك وتعديل سلوكه العدواني، فلا تحس بالذنب حيال ذلك ولا تعتذر، إذا شعر طفلك بمشاعرك المتضاربة، فقد يقرر أنه كان على حق طوال الوقت، وأنك الشخص السيئ.
8. لا تأخذ الأمر على محمل شخصي
عندما لا يمتثل طفلك لأوامرك ولا يستجيب للطرائق التي تلجأ إليها من أجل تعليمه أو تأديبه، فلا تشعر بأنه يقصد إهانتك أو التقليل منك، لأن الأطفال لا يعالجون المشاعر والمعلومات بطريقة الكبار نفسها. إذا كان طفلك صغيراً فهذا يعني أنه لا يفهم مشاعره الخاصة، وإذا كان أكبر سناً فقد يكون سبب سلوكه العدواني هو الاندفاع وليس الحقد.
9. ساعد طفلك على التعبير عن نفسه
يمكنك تنفيذ ذلك الأمر من خلال التحدث بصراحة عن المشاعر، شجع طفلك على التعبير اللفظي بدلاً من التعبير الجسدي، وعندما لا يكون غاضباً أو لا يتصرف على نحو عدواني فهذا هو الوقت المناسب لمساعدته على تجربة توصيل مشاعره والتوصل إلى حلول للصراعات قبل أن تتصاعد إلى نوبات عدوانية، يمكنك أن تسأله عن مشاعره والمشكلات التي يواجهها.