ملخص: فتحت تطبيقات الذكاء الاصطناعي مجالاً واسعاً أمام مستخدمي شبكة الأنترنت من أجل التواصل؛ لكن هذا الاستخدام لم يسلم من احتمالات الإدمان، وبخاصة عندما يتعلق الأمر ببرامج المحادثة. فكيف يقع بعض المستخدمين في هذا الفخ؟ إليك الجواب.
بظهور تطبيق تشات جي بي تي وتقنيات أخرى مشابهة، أصبح الحوار مع برامج الذكاء الاصطناعي حقيقة ملموسة؛ لكن بعض المستخدمين يمكن أن يقع في فخ الإدمان عليها.
منذ عدة سنوات، طوّرت الشركات الكبرى في القطاع الرقمي برامج الذكاء الاصطناعي القادرة على خوض محادثات مع البشر، وتتميز برامج الذكاء الاصطناعي الحوارية هذه بالقدرة على فهم طلبات المستخدمين والرد عليها.
وفي هذا السياق، طورت شركة أمازون تطبيق أليكسا (Alexa)، وشركة آبل تطبيق سيري (Siri)، ثم جاء تشات جي بي تي (ChatGPT) مؤخراً ليخلق ثورة في الإنترنت. وإذا كان العديد من الناس قد تأثر بإغراء هذه التجربة، فإن التخوف من نتائج استخدامها يظل أمراً قائماً.
في فيلم "هيَ" (Her) الذي أخرجه سبايك جونز (Spike Jonze) وعُرض سنة 2013، يثبّت البطل تيودور تطبيق ذكاء اصطناعي متحدث يسمَّى "سامانثا"، وتدريجياً تترسخ بين الطرفين علاقة حب مستحيلة. وبعيداً عن قصة الوقوع في الحبّ، هل يمكن فعلاً إدمان استخدام برامج الذكاء الاصطناعي؟
ما أسباب إدمان الدردشة مع أدوات الذكاء الاصطناعي؟
في دراسة نشرتها مجلة الحواسيب والسلوك البشري (Computers in Human Behavior)، اهتم باحثون من جامعة هونغ كونغ بالارتباط المحتمَل بين القلق الاجتماعي وإدمان استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وللتحقق من هذه النظرية، جمع الباحثون 516 مستخدماً للذكاء الاصطناعي في المحادثة.
أجاب المشاركون على أسئلة تقييم حول الشعور بالوحدة واجترار الأفكار والإدراك العقلي والاستخدام الإشكالي للذكاء الاصطناعي الخاص بالمحادثة؛ أي الإدمان.
وأظهرت نتائج الأبحاث وفقاً لما أورده موقع ساي بوست (PsyPost) أن الأشخاص الذين سجّلوا مستوىً مرتفعاً من القلق الاجتماعي يميلون أكثر من غيرهم إلى الشعور بالوحدة واجترار الأفكار واستخدام الذكاء الاصطناعي الخاص بالمحادثة بطريقة إشكالية. وأوضح الباحثون أن: "الأشخاص الذين يعانون القلق الاجتماعي قد يجدون صعوبة في خوض حوارات مع الآخرين وربط علاقات معهم على نحو مباشر وجهاً لوجه".
وعلى عكس التفاعل البشري، يشعر هؤلاء براحة أكبر في استخدام الذكاء الاصطناعي والبقاء في منطقة الراحة الخاصة بهم.
وعلى غرار المصابين بحالات الرّهاب الذين يطورون استراتيجيات تجنّب الآخرين، يفضل الأشخاص الذين يعانون القلق الاجتماعي التفاعل مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التفاعل مع البشر، وهكذا يتواصلون دون إثارة شعورهم بالقلق، وهذه هي الآلية التي يمكن أن تؤدي إلى نوع من الإدمان وفقاً للباحثين.