يمكن أن تساعدنا معرفة لغة الحب التي يتبناها شريك الحياة على التعبير عن مشاعرنا بالطريقة المناسبة. لكن فهم "لغة النزاع أو المواجهة"، أو بعبارة أوضح أسلوب إدارة النزاعات، يبدو ضرورياً أيضاً.
محتويات المقال
تختلف استجاباتنا وتفاعلاتنا مع الضغوط والتوترات، ويعقّد هذا الاختلاف عمليات التواصل مع الآخرين، ولا سيّما إذا شابها سوء الفهم. ووفقاً للعديد من الخبراء الذين استقصى موقع هاف بوست (HuffPost) آراءهم، فإن تحديد أنماط المواجهة التي نتّبعها في النزاعات، يمكن أن يعزز التواصل الرصين ويقوي روابط العلاقة الزوجية.
ما هي الأساليب التي يلجأ إليها الأشخاص في النزاعات؟
بلوَر الخبير الأميركي غاري شابمان (Gary Chapman) مفهوم لغات الحب لتشجيع التفاهم المتبادل في إطار العلاقات. لكن "لغات النزاع" أو أساليب المواجهة التي يتّبعها الأزواج تؤثر أيضاً في قدرتهم على التعامل مع التوترات والتغلب عليها. يميز الكاتب والمدرّب جاي شيتي (Jay Shetty) بين 3 لغات أساسية في إدارة النزاعات: لغة "المنفِّس": الذي يرغب في حل المشكلة فوراً، ولغة "المنسحب": الذي يفضل تجنّب النقاش للتفكير في المشكلة بمفرده، ثم لغة "الهائج": الذي يحتاج إلى التعبير عن عواطفه ومشاعره بقوة كي يشعر بأن الآخر يصغي إليه. ويساعدنا فهم هذه اللغات دون الحكم عليها أو انتقادها على التفاعل مع ما يحدث بطريقة ملائمة.
تقترح الكاتبة لينا مورغان (Lena Morgan) 5 لغات إضافية: لغة "الثائر": الذي يغضب بسرعة ليحمي نفسه، ولغة "المهوّل": التي ترتكز على العواطف والرغبة في الفهم، ولغة "المفاوض": الذي يسعى إلى الحفاظ على العلاقة، ولغة "المحلل": الذي يعتمد على المنطق، ثم لغة "المهدّئ": الذي يفضل الانفصال عن الموقف والابتعاد لتجنب التوتر. وبحسب مورغان، فإن كل أسلوب من هذه الأساليب يتضمن خصائص وقائية، يستخدمها الفرد لحماية نفسه، وخصائص إصلاحية ومثمرة مناسبة للنقاش والحوار البنّاء.
اقرأ أيضاً: هل يوجد فعلاً شيء اسمه لغات الحب الخمس؟ العلم يجيب
كيف يفيدك معرفة أسلوب النزاع في نزع فتيله؟
إن معرفة لغة المواجهة الخاصة بك وبشريكك تسمح لكما بتجاوز خلافاتكما وحالات عدم التفاهم التي يمكن أن تحدث بينكما. لنأخذ مثال نزاع حول إنجاز عمل من الأعمال المنزلية. يمكن للشريك "الثائر" في هذا السياق أن يغضب إذا تعرّض للوم أو الانتقاد، في المقابل قد يعبّر "المهوّل" عن إحباطه ليدفع شريكه إلى تفهّم موقفه. أما "المحلل" فسيحرص على تبرير نهجه. وهذا يعني أن عدم الوعي بهذه اللغات، قد يؤدي إلى تفسيرات خاطئة وتوترات حتمية.
وفقاً لتوضيح المختصة النفسية راكيل مارتن (Raquel Martin)، فإن التعرّف إلى أساليب النزاع والمواجهة يساعد الزوجين في التعاون على حل المشكلات بدلاً من التصارع بسببها. لذا؛ يجب أن يفهم الشريك مثلاً أن الانسحاب المفاجئ لشريكه خلال جدال ما، لا يعني بالضرورة أنه يرفض التحدث، بل قد يعكس حاجته إلى الهدوء من أجل استئناف الحوار بطريقة أفضل. وعلى غرار ذلك، فإن الشركاء الذين يعبّرون عن عواطفهم ومشاعرهم بقوة، قد يفعلون ذلك بطريقة مثمرة وبنّاءة إذا وضعوا إطاراً من الاحترام المتبادل.
لغات النزاع والمواجهة قابلة للتطور
يمكن لأساليب النزاع والمواجهة أن تتطور وفقاً للعلاقات والمراحل العمرية، فالشخص الذي يميل إلى لغة الهياج يمكن أن يصبح بمحض اختياره أو بفضل التجربة، أكثر ميلاً إلى التفكير والتأني في إدارة خلافاته مع مرور الوقت.
وهذه المرونة التي تميز هذه اللغات، تسمح بتحسين جودة الحوار والتواصل في إطار العلاقة. وفي نهاية المطاف مهما كان الوصف الذي نطلقه على لغة المواجهة أو النزاع الخاصة بنا، فإن الأهم هو أن نفهم الطريقة التي ندير بها خلافاتنا وأن نحرص على تكييفها، لتعزيز التناغم في العلاقة الزوجية.
اقرأ أيضاً: هل تمثّل لغات الحبّ نظرية معصومة من الخطأ؟ إليك آراء الخبراء