من المعلوم حالياً أن للأمعاء دوراً وازناً في مختلف الاضطرابات التي تصيب الجسم؛ مثل عدم تحمل الطعام والأوجاع والأمراض المزمنة وغيرها. ويعود هذا الدور المهم للأمعاء إلى وظيفتها كـ "حاجز"؛ والتي قد تتوقف أحياناً. فما هي عواقب تسرب الأمعاء هذا؟ كيف تكتشفه وما هي الأطعمة التي يجب تجنبها وتلك التي يجب تناولها للوقاية منه؟ إليكم نصائح الدكتور ميشيل لالمان؛ مؤلف كتاب "مفاتيح التغذية الصحية" (Les Clés de l’alimentation santé).
- ما هو تسرب الأمعاء؟
- المرحلة الأولى: تجنّب الأغذية التي تهيئ للإصابة بالمرض لبضعة أسابيع
- المرحلة الثانية: استعادة النبّيت الجرثومي المعوي
- المرحلة الثالثة: ترميم الحاجز المعوي
ما هو تسرب الأمعاء؟
تُعتبر متلازمة تسرب الأمعاء (HPI أو النّفاذية المعوية، المعروفة في اللغات الأنجلو سكسونية باصطلاح "leakygut") سبباً ونتيجةً لعدم تحمّل الطعام.
يكون جدار الأمعاء في ظل الظروف العادية على الرغم من سمكه الرفيع جدّاً (بضعة أجزاء من الألف من المليمتر للطبقة الواحدة من الخلايا المعوية، وبضعة أجزاء من المليون من المليمتر إذا تعلّق الأمر بغشاء الخلية وحده!) مانعاً لنفاذ المواد الغريبة وغير المرغوب فيها. ويتم امتصاص الجزيئات المفيدة للجسم إمّا عن طريق الانتشار السلبي لأصغرها حجماً (الماء وبعض الأيونات)، أو عن طريق النقل النّشِط باستخدام المضخّات الغشائية؛ مثلما هو الحال بالنسبة للغلوكوز. لكن في ظل ظروف معينة يمكن أن يصبح هذا الحاجز المعوي راشحاً ومنفذاً للجزيئات غير القابلة للامتصاص، ويُعتبر مرور هذه الجزيئات في الدم سبباً للتفاعلات الالتهابية والمناعية التي تمهّد لجميع الأمراض المزمنة.
كيف نعرف إذاً إن كنّا معنيّين بـ "تسرب الأمعاء"؟
يمكن التحقق من حالة النّفاذية المعوية عن طريق تحاليل الدم أو تشخيص الوظائف.
فما الذي يمكن عمله لعلاجه والوقاية منه؟
اقرأ أيضا: كيف يمكن تناول الباروكسيتين؟
المرحلة الأولى: تجنّب الأغذية التي تهيئ للإصابة بالمرض لبضعة أسابيع
تشمل هذه الأغذية ما يلي:
- الحليب ومشتقاته (الجبن، الزبادي، الكريمات، الزبدة...).
- المنتجات المرتكزة على القمح وكل أنواع الحبوب عموماً.
- الطماطم النيئة والكراث والفراولة والبرقوق والفانيليا (التي غالباً ما تحتوي عليها الشوكولاتة على سبيل المثال).
ويُفضّل خلال هذه الفترة أن تعدّ وجباتك بنفسك، لأن بروتينات الحليب والقمح والبيض موجودة بكثرة في الأطعمة المصنّعة.
المرحلة الثانية: استعادة النبّيت الجرثومي المعوي
- اعمل على الحدّ من الحموضة المعوية (فهي مصدر للخميرة المعوية، وخاصةً داء المبيضات).
- تجنّب بكتيريا الأمعاء الضارة عن طريق تقليل استهلاك اللحوم.
- تناول أغذية غنية بالبكتيريا النافعة (البروبيوتيك) كالأطعمة النباتية، وخاصةً الخضار المطبوخة.
-خلال الأيام العشرة الأولى من هذا النظام الغذائي؛ تناول ملعقتين صغيرتين يومياً من الفحم النّشط خارج أوقات الوجبات.
- في الأيام اللاحقة تناول أغذية البكتيريا النافعة التي لها مصادر متنوعة ولا يوجد منها منتج مثالي؛ بل من الأفضل تغيير مصادرها الغذائية من حين لآخر.
المرحلة الثالثة: ترميم الحاجز المعوي
- من الضروري الحصول على كمية كافية من أحماض أوميغا 3 الدهنية، ولهذا تناول حوالي خمس عشْرة حبّة من المكسرات (من جميع الأصناف) سواء من البندق أو اللوز يومياً.
- تناول نصف غرام يومياً من الغلوتامين على شكل مسحوق أو كبسولة.
- بعض أنواع شاي الأعشاب فعالة جدّاً؛ ومنها:
- نقيع يتكون من عشبة القيصوم (نصف ملعقة صغيرة) + عشبة القرّاص (نصف ملعقة صغيرة) + عشبة القطيفة (ملعقة صغيرة) + نبتة البابونج (نصف ملعقة صغيرة): انقع كل هذه الأعشاب في وعاء من الماء الساخن لمدّة دقيقتين على الأكثر، ثم اشربه فاتراً بمقدار كوب واحد حوالي الساعة العاشرة صباحاً، وكوب آخر في حدود الساعة الرابعة مساءً.
- القصب العطري أو ما يعرف بعود الوجّ: انقع ملعقة صغيرة لليلة كاملة في وعاء كبير من الماء البارد. قم بتصفية النقيع في الصباح، واتركه يفتر ثم اشرب جرعتين صغيرتين قبل وبعد كل وجبة بمقدار ست مرّات في اليوم.
- تناول كبسولة من المنغنيز عند الاستيقاظ، وأخرى من الكبريت عند النوم، من علامة "oligo".
بعد بضعة أسابيع من الحرمان من الممكن العودة إلى الأكل من كل الأصناف مجدّداً؛ ولكن مع تجنّب الأطعمة المصنعة قدر الإمكان. وفي حالة استهلاكها مباشرة بعد هذه الفترة أو بشكل مبالغ فيه، تنشط بشكل فجائي كل الأعراض التي اختفت.
وسيعاني بعض الأشخاص من هشاشة الأمعاء طوال حياتهم؛ وهو ما سيفرض عليهم تناول أغذية البكتيريا النافعة وشاي الأعشاب والفحم النّشط بانتظام حسب الأعراض التي سيعتادون على رصدها.