قد يستغرق نسيان زوجك السابق الذي عشتِ معه قصّة حبّ ملتهبة وقتاً طويلاً، غير أن دراسة أميركية حديثة أزاحَت الستار عن استراتيجية معرفية من شأنها تمهيد الطريق أمام المُنفصلين ليتجاوزا علاقاتهم السابقة بهدوءٍ وبشكل صحّي.
قد يتطلّب الألم المُترتّب عن نهاية قصّة حبّ شهوراً طويلة قبل أن يتلاشى. صحيح أن إدارة مشاعر الحب ليست علماً دقيقاً إلا أن ثمة وسيلة للتخفيف من حدّة هذه الأحاسيس، وقد تناول باحثون في جامعة ميسوري - سانت لويس هذه المسألة في إحدى دراساتهم.
كيف تنسَين زوجك السابق في ثلاث مراحل؟
للوقوف على صحّة هذه النظرية، أخضَع فريق الباحثين بقيادة الأستاذة سارة لانغسلاغ (Sarah Langeslag) عيّنة من 24 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 20-37 سنة، خرجوا جميعهم للتوّ من علاقات دامت ما يقارب السنتين ونصف. أخضع العلماء كلّ شخص منهم على حدة لثلاث استراتيجيات معرفية مختلفة ليحددوا في النهاية أيّها كان الأنجع في جعلهم يتجاوزون ذكرى الشخص الذين يحبون. كان "الاجترار السلبي" أولى هذه الاستراتيجيات؛ ويتمثل في التفكير بشكل سلبي في الزوج السابق من خلال تعداد عيوبه. أما ثانيها فهي تقنية "إعادة النظر في مشاعر الحبّ" وتكمن في تقبّل المشاعر التي تُحكم الخناق علينا والتي نحملها للزوج السابق، والغاية من ذلك ترك هذا الحبّ يرقد في الماضي بسلام. أما الطريقة الأخيرة، فترتكز على "إلهاء" الذهن للحيلولة دون صبِّ تركيزه على الحزن الذي ولَّدَهُ لفراق. ختَم الباحثون تجربتهم هذه بوضع كلّ مشارك في هذه الدراسة أمام صورة زوجه السابق (أو زوجته السابقة) ثم رصدوا نشاطهم العصبي، وعلى ضوء النتائج تمكّنوا من ترتيب الاستراتيجيات الثلاث وفقاً لنجاعتها في تحقيق نسيانٍ وتجاوزٍ حقيقي للزوج السابق. نشر الباحثون فيما بعد النتائج التي توصلوا إليها في موقع مجلة علم النفس التجريبي (Journal of Experimental Psychology) عدد مايو/ أيار 2018.
أي الطرق أكثر نجاعة؟
قبل تقديم جواب عن هذا السؤال، من المهم تذكّر أننا لا نستجيبُ بالطريقة نفسها للمؤثرات نفسها؛ إذ تُظهر الدراسة أن نجاعة استراتيجية دون غيرها مرهونة بالشخص الذي طُبقت عليه. نجحت أولى هذه الاستراتيجيات المتمثلة في التركيز على عيوب الأزواج السابقين، في التقليل من مشاعر الحب التي يكنّها المشاركون لهم؛ لكن لاحظ الباحثون أنها إلى جانب ذلك تسبّبت في تعكير أمزجتهم. أما الطريقة الثانية فلم تقلّل من تفكيرهم في أزواجهم السابقين، غير أنها خفَّضت من حدّة ما ينجم عن هذا التفكير من ردّات فعل عاطفية. وفيما يخص الحلّ المقترح الثالث، فقد حسَّنَ كثيراً من حالة المشاركين المزاجية وكانت تلك فائدته الوحيدة المرصودة. في الختام، خرجت الدراسة باستنتاج مفاده أنّ "تشتيت الانتباه وإشغاله بأفكار أخرى من شأنه أن يحول دون التفكير في السعي وراء استعادة زوجك السابق بعد الانفصال، وأن الاعتماد على هذه الآلية سيساعدكِ على المدى القريب على تجاوز زواجك السابق؛ إذ إن إعادة النّظر في مشاعر الحبّ عبر التركيز على جوانبه السلبية يُسهم في محو آثار هذا الحبّ تدريجياً، فيما يُعتبر "الإلهاء" استراتيجية مُكمّلة هدفها الترويح عن النفس والخروج من فخ الاجترار النفسي. صابرين ميموني -