3 أساليب فعالة لتخفف عن الشخص القلق معاناته

2 دقائق
الشخص القلق
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: يرى الشخص القلق أن ثمة نقطتين لا جدال فيهما؛ وهما أن العالم مليء بالمخاطر وأنه ليس بإمكانك النجاة فيه إلا بتوخي أقصى درجات الحيطة. لذلك؛ فإن قلقه يدفعه إلى توقع حدوث المشكلات على الدوام فيصبح في حالة يقظة مفرطة ومستمرة في محاولة واهمة وغير واقعية لتصفير المخاطر، وفيما يلي 3 خطوات يمكنك اتباعها لمساعدته على فهم أن قلقه مبالغ فيه دون إيذائه أو إيذاء نفسك.

هل ترى أحد أحبائك مستغرقاً في الأفكار الكئيبة ويتوقع حدوث الأسوأ دائماً؟ إليك كيف تُمكنك مساعدته دون أن تتأذى نفسياً.

يفرض الشخص القلق على من حوله مخاوفه وهمومه الوجودية والحياتية التي تشغله دائماً، وقد يؤدي العيش معه إلى خلافات مستمرة واستنزاف للطاقة؛ لكن إذا تفهمنا قلقه سنعرف كيف نساعده على تجاوزه وفهم معنى الحياة فهماً أفضل، وفيما يلي 3 خطوات لتحقيق ذلك.

استمع إليه وتبادل الأفكار معه

يرى الشخص ذو الطبيعة القلقة أن ثمة نقطتين لا جدال فيهما؛ وهما أن العالم مليء بالمخاطر وأنه ليس بإمكانك النجاة فيه إلا بتوخي أقصى درجات الحيطة.

لذلك؛ فإن قلقه يدفعه إلى توقع حدوث المشكلات على الدوام، فيصبح في حالة يقظة مفرطة ومستمرة في محاولة واهمة وغير واقعية لتصفير المخاطر؛ لكن كيف يمكننا أن نوضح للشخص القلق أن هذا التفكير هو وهم يضر به دون أن تثيرنا ردود أفعاله؟ وكيف نتواصل معه بطريقة فعالة؟ لا جدوى من إنكار المشكلات التي يتصورها الشخص القلق؛ إذ إننا نعرف أن حدوثها ممكن، فالقلق في حد ذاته ليس وهماً بل هو تضخيم لمشكلات حقيقية أو المبالغة في توقع حدوثها.

لذا؛ من الأفضل أن نناقش معه عواقب قلقه المفرط وسعيه إلى تجنب وقوع الأسوأ، فنقول له على سبيل المثال: "خلال قضاء إجازة في الخارج قد تتعرض للخداع؛ مثلاً حينما تركب سيارة أجرة أو تدخل مطعماً ما لأنك غريب عن البلاد؛ لكن التجوال لساعات بحثاً عن مكان آمن قد يفسد عليك إجازتك أكثر من التعرض إلى الخداع من وقت لآخر".

أظهر الصبر والتسامح

على عكس ما قد يظهر، يستند القلق بمعظمه إلى العواطف لا إلى رؤية محايدة وعقلانية للأمور؛ لذلك حينما تود أن توضح للشخص القلق بأنه يبالغ في قلقه عليك الانتظار حتى يهدأ إن أمكن ذلك ثم تتحدث معه بهدوء.

تحلَّ بالصبر والتسامح؛ إذ دائماً ما يستغرق التغيير وقتاً، وينبغي لك أيضاً أن تفكر في دافعك إلى مساعدة الشخص القلق، فهل ينبع من أنانية ورغبة في تجنب عادات حياتية لا تريدها؟ أم أنك تود أن تقيه من الاستسلام لقلقه؟ أم من كليهما لأنك لا تريد له أن ينسحب ويعزل نفسه؟

على أي حال، لن يكون الحوار مُجدياً إلا إذا شعر الشخص القلق بأنك تحترم تفكيره وتستمع إليه دون أن تحكم عليه.

شجعه على التخلي عن قلقه

في كثير من الأحيان، يرى الأشخاص القلقون أن ثمة مبررات لقلقهم، وأن أولئك الذين لا يعانون هذا القلق هم غافلون عن مشكلات الوجود الحقيقية.

لذا لا حاجة إلى تحويل الحوار إلى لعبة أخذ ورد من الحجج والحجج المضادة حول قسوة الوجود، والفرق بين القلق المنطقي وغير المنطقي. غالباً ما تتطلب المعرفة الاقتران بالتجربة حتى تكون مقنعة، وفي حالة الشخص القلق، فإنه من المهم أن يجرب بنفسه أساليب جديدة لإنجاز أموره دون تحكم مفرط فيها؛ إذ يخاف الأشخاص القلقون عدم اليقين والتصرفات الارتجالية، فهي في نظرهم تخفي خلفها تهديدات ومخاطر.

إضافةً إلى ذلك، بدلاً من حث الشخص القلق على "الثقة بالحياة"، يمكننا أن نقترح عليه "المخاطرة" بالتخلي عن عاداته وإجراء اختبارات بسيطة مثل استقبال الأصدقاء دون إعداد الطعام لهم مسبقاً، أو الذهاب في رحلة عطلة نهاية الأسبوع دون حجز مسبق، وحينها سيرى بنفسه أنه حتى لو حدثت مشكلات فإنها ستكون عرضية ويمكن حلها ولن يكون الوضع كارثياً كما تخيل.

المحتوى محمي