خطأ شائع في تربية الأطفال قد يضرهم دون أن تعرف

1 دقيقة
إخفاء العواطف السلبية
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: مهدي أفشكو)

عندما يشعر الآباء بعواطف سلبية مثل الغضب أو الملل أو الإحباط، فإنهم يحرصون في الغالب على إخفائها عن أبنائهم اعتقاداً منهم أنها قد تنعكس عليهم انعكاساً سلبياً. لكنّ قواعد التربية اللطيفة توصي بضرورة تجنّب إخفاء العواطف السلبية، وإشراك الأبناء في هذه المشاعر من خلال اغتنامها لتعليمهم سبل تنظيم عواطفهم والسيطرة عليها، وإليك التفاصيل.

تهدف التربية اللطيفة إلى تنشئة أطفال يتمتعون بالمرونة النفسية والقدرة على إدارة عواطفهم بطريقة مناسبة. ترى المختصّة في علم النفس التنموي والمؤسِّسة المشاركة في مركز ماونت سايناي بارنتينغ سنتر للتدريب التربوي، أليزا بريسمان (Aliza Pressman)، إن المرحلة الحاسمة في هذه العملية هي التنظيم العاطفي المشترك، وفقاً للتصريح الذي أدلت به لقناة سي إن بي سي (CNBC).

يرتكز هذا الأسلوب في التربية على الحضور الأبوي المطَمئن للطفل والاعتراف بالضيق الذي قد يشعر به، واستخدام نبرة هادئة في التواصل معه، مع حرص الوالدين على إظهار الطريقة التي يديرون بها عواطفهم الشخصية. على سبيل المثال؛ تعتمد التربية اللطيفة على هذا النهج لتوجيه الطفل المشاغب بدلاً من توبيخه.

إخفاء العواطف السلبية فكرة خاطئة

يسيء بعض الآباء فهم فكرة التنظيم العاطفي المشترك، ويعتقدون أن عليهم إخفاء مشاعر استيائهم أو خيبات أملهم أو مخاوفهم التي لا يتحمّل الطفل رؤية تأثيرها فيهم. يمكن أن يقوّض هذا التصور الخاطئ غاية التنظيم المشترك التي تتمثّل في تعليم الأطفال إمكانية الحفاظ على الهدوء عند الشعور بعواطف مؤلمة.

تقول أليزا بريسان: "يستطيع الأطفال تحمّل أحاسيسنا، بأنواعها كلّها، إذا أدركوا أننا نعرف كيف ندير هذه الأحاسيس، وأنهم ليسوا في حاجة إلى مساعدتنا على إدارتها، وأننا سنحبّهم دائماً وسنحرص على العناية بهم بصرف النظر عن حالاتنا النفسية".

التعبير عن العواطف

بدلاً من أن يخفي الأب مشاعره، من المفيد أن يعبّر عن عواطفه أمام الطفل ويشرح له كيفية استرجاع هدوئه. لتحقيق ذلك، توصي الخبيرة بما يلي: "يمكنك أن تصف لابنك ما يحدث لك بالتركيز على مشاعرك في الوقت الحاضر، إذا شعرت بالملل أو التشتّت الذهني مثلاً يمكنك استخدام عبارات من قبيل: أشعر بالملل الشديد الآن إلى درجة أنني لا أستطيع التركيز على ما أفعله، دعني آخذ نفساً عميقاً وأرى إذا كان بإمكاني العودة إلى التركيز على ما أفعله هنا". إن الإقرار بهذه العواطف وتشاركها بطريقة بناءة عنصر أساسي في التربية اللطيفة لتعليم الأطفال قدرة التنظيم الذاتي لعواطفهم.