تعبّر المرأة عن رغبتها في تغيير حياتها في كثير من الأحيان بتغيير قَصة شعرها كخطوة أولى للمضي قدُماً؛ لكن ما دخل هذا بذاك؟ وهل تساعد قَصة شعر جديدة على تجاوز ألم الانفصال وبدء حياة جديدة حقاً؟
تسعى المرأة بعد تعرضها لمحنة الانفصال إلى تجاوز ألم الانفصال واستعادة رباطة جأشها، ويُعد تغيير مظهرها أولى الخطوات التي قد تتخذها في سبيل ذلك، ويعبّر تغيير المظهر بصورة عامة عن رغبة الفرد في إعادة التركيز على الذات بعد خوض أي محنة وليس محنة الانفصال فقط.
قص الشعر والتخلص من ذكريات العلاقة
إنها بداية جديدة يجب أن تترافق مع قَصة شعر جديدة أيضاً وكما قالت مصممة الأزياء الفرنسية كوكو شانيل: "المرأة التي تقص شعرها على وشك تغيير حياتها"، وقد عززت أفلام السينما والثقافة الشعبية هذا السلوك كغيره من السلوكيات الأخرى المرتبطة بالعلاقات العاطفية.
تقول المحللة النفسية سيلفي كونسولي (Sylvie Consoli): "يُعد الاعتناء بالمظهر من خلال تغيير قصة الشعر مثلاً إحدى طرق استعادة الثقة بالنفس عندما تشعر المرأة أنّ صورتها الذاتية قد اهتزت". وتضيف أنّ لقص الشعر رمزية قوية جداً عند المرأة ترتبط بتاريخها، وحتى بالتاريخ في حد ذاته! على سبيل المثال؛ كان لحصول المرأة على قَصَّةً شعر صبيانية في عشرينيات القرن الماضي معنىً عميق يُعبر عن رغبتها في اتخاذ موقف ما، وعلى مر الزمان ارتبط هذا السلوك برمزيات أخرى كثيرة بالنسبة إليها.
ويمكن أن يكون قص الشعر أكثر من مجرد تعبير عن موقف، فقد تشبِّه المرأة شعرها بالذكريات التي تود التخلص منها، ففي مقال له نُشر في مجلة مدام فيغارو (Madame Figaro) خلص مختص علم النفس أنيس تيتو (Anais Tetu) إلى أن هذا السلوك يرجع إلى رغبة المرأة في التخلّص من العناصر جميعها التي كان لها دور في العلاقة السابقة سواء كان هذا الدور مباشراً أو لا، ويقول: "عندما نشعر أننا تعرضنا لحدث سلبي فإننا نسعى إلى إزالة الروابط التي تحتوي على العنصر المؤلم من ذاكرتنا، ولهذا فإننا قد نغيّر تسريحة شعرنا أو نتخلص من ملابس معينة".
قص الشعر طريقة تستعيد المرأة بها حياتها
بالنسبة إلى المعالجة النفسية راشيل رايت (Rachel Wright) فإن رغبة المرأة في تغيير قَصة شعرها بعد نهاية علاقة حب تعكس حاجتها إلى استعادة السيطرة على حياتها، وتقول: "إنها تسعى من خلال ذلك إلى إجراء تغيير على شيء يحق لها فعل ما تريده به وهو شعرها، ولا سيما عندما تشعر أنّها لم تَعد لديها سلطة على باقي نواحي حياتها".
أخيراً؛ لا يقتصر التعامل مع محنة الانفصال على تغيير المظهر إذ تختلف السبل من شخص لآخر تبعاً للموقف والاحتياجات ومنها وضع قائمة أهداف لتحقيقها أو العودة إلى ممارسة الرياضة أو قضاء وقت مع النفس أو حتى الانتقال إلى مدينة أخرى.