7 نصائح فعّالة لمساعدة المراهقين على تجاوز أعباء البدانة

4 دقائق
البدانة
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)

ملخص: ثمة عِدةٌ من برامج الأطفال والأفلام التي تركز على إظهار الشخص البدين بصورة تنم عن الطيبة والرقة والظرافة؛ ولكنه شخص وحيد لا يمكنه أن يكون بطل القصة، فأبطال القصص عليهم أن يكونوا مثاليين، وهذا التنميط كافٍ لكل شعور سلبي قد يشعر به أي مراهق أو مراهقة. فكيف تساعد ابنك المراهق على تجاوز أعباء البدانة؟

تشكل البدانة اليوم واحدة من أهم العقبات التي تقف في وجه كثيرٍ من الناس، وبخاصة المراهقين منهم، فقد وصلت معدلات السمنة لدى الأطفال إلى مستويات عالية جداً في السنوات الأخيرة؛ نظراً لأنها تسيطر على تفاصيل حياتهم وتحولهم إلى شخصيات غير سوية في السلوك وردود الأفعال ومعالجة المشكلات، ويأتي ذلك مترافقاً مع ارتفاع نسبها في السنوات الأخيرة لتصل إلى أكثر من 650 مليون شخص يعانون من البدانة في العالم؛ أي ما يقارب 13% من سكان العالم.

وعليه، يبدو من المهم لأي أم أو أب أن يعرف الآثار السلبية للبدانة التي قد يعاني منها ابنه كي يتعامل مع هذه المشكلة بالجدية المطلوبة، بهدف إيصاله إلى وضع نفسي مستقر.

وتنشأ السمنة عند الأطفال نتيجة وجودهم ضمن بيئة "مسمّنة" حسب ما تؤكده منظمة الصحة العالمية في تقرير اللجنة المعنية بالقضاء على السمنة الصادر في العام 2016م، والبيئة المسمّنة هي بيئة غير صحية تشجع على اكتساب الوزن والسمنة من خلال عادات غذائية غير صحية.

وهذا ما تؤكده أيضاً الدراسة التي أُعدَّت في كلية التربية النوعية بجامعة بور سعيد في مصر حول السمنة بين المراهقات في كلٍ من مصر والإمارات، وبينت هذه الدراسة أن نسبة السمنة بين المراهقات في الإمارات كانت أعلى منها في مصر؛ وذلك يعود إلى العادات الغذائية الخاطئة لدى المراهقات في الإمارات بالمقارنة معهن في مصر بسبب ارتفاع نسبة استهلاك الأغذية الغنية بالسکريات والسعرات الحرارية العالية، وذلك يثبت أن العادات الغذائية الخاطئة ذات علاقة وطيدة بنسبة الإصابة بالسمنة في مرحلة المراهقة.

كيف تؤثر البدانة في الصحة العامة للمراهق؟

يعاني أغلب المراهقين المصابين بالبدانة من مشكلات صحية جمة، تتعلق بمشكلات الجهاز الهضمي إضافةً إلى الشعور بالتعب والوهن المستمرَّين وعدم القدرة على ممارسة الرياضة والنشاط البدني أو التحرُّك برشاقة؛ وهذا يعود في الغالب إلى العادات الغذائية غير الصحيحة التي يمارسها أغلب المراهقين والمراهقات في حالات البدانة، ويحولهم هذا إلى أشخاصٍ خمولين يعانون من أمراض متعددة تتفاقم كلما ازدادوا في العمر؛ مثل السكري والضغط وغيرها.

تراجع المستوى الدراسي

تؤثر السمنة في المستوى الدراسي للمراهقين والمراهقات على نحوٍ واضح؛ إذ يتركز تفكيرهم وينصب اهتمامهم حول كيفية التخلص من الحالة التي يعانون منها. وفي أغلب الأحيان، تؤثر الانطوائية التي يعاني منها البدينون بمعظمهم في قدراتهم وشجاعتهم ضمن الفصل الدراسي كي يسألوا ويحاولوا التعلم، فيكتفون بالصمت الذي يؤدي إلى نتائج سلبية في مستوياتهم الدراسية.

ما الآثار النفسية التي يعاني منها المراهق نتيجة بدانته؟

1. القلق

يتربع القلق على عرش حياة المراهقين والمراهقات الذين يعانون من البدانة، فهم يتوترون لأي سبب كان ويعيشون تحت وطأة خوفٍ مستمر من نظرات الأقران والأهل والمجتمع.

إذ تشير دراسة صبرينة سعدون في الجزائر بعنوان: "السمنة وعلاقتها بظهور القلق عند المراهقات"، إلى أن ثمة شعوراً بالقلق مترافقاً مع البدانة عند المراهقين؛ حيث يعانون من مشكلة حقيقة في الاستقرار والهدوء تجعلهم في حالة توتر مستمر.

2. زيادة السلوك العنيف والعدوانية

يقوم المراهقون والمراهقات الذين يعانون من البدانة، بمعظمهم، بردود أفعال عدوانية تجاه المجتمع والأقران؛ حيث تشير دراسة مريم الحسين التي أُجريت في سوريا حول تأثير السمنة في السلوكات العدوانية عند المراهقين، إلى أن المراهقين والمراهقات الذين يعانون من السمنة يُظهرون سلوكات عدوانية واضحة بالمقارنة مع أقرانهم ذوي الوزن الطبيعي؛ وهذا يعود إلى شعورهم بالنقص الذي يدفعهم إلى تعويض هذا النقص بسلوكات عنيفة تجاه الأقران وتجاه مَن هم أضعف منهم.

3. تزعزُع الثقة بالنفس

يعيش المراهقون المصابون بالبدانة تحت وطأة شعور الضعف وعدم الثقة بالنفس، إضافة إلى تدني تقدير الذات؛ ويعني هذا أن يقوم المراهق أو المراهقة بتقييم سلبي للذات يعتمد فقط على المظهر الخارجي دون التركيز على الإيجابيات الموجودة في الشخصية؛ ما يؤدي إلى إهمال حقيقي للذات وفقدان القدرة على إثباتها أمام الأخرين.

4. فقدان القدرة على بناء العلاقات

تبدو علاقات الحب والصداقات أمراً مؤلماً بالنسبة إلى أغلب المراهقين والمراهقات الذين يعانون من البدانة؛ إذ لا تتجرأ الفتاة المراهقة البدينة على التعبير عن مشاعرها، وتتقوقع في أغلب الأحيان ضمن قوالب تحميها؛ مثل أن تأخذ دور الصديقة التي تستمع إلى مشكلات أقرانها دون أن تكون جزءاً منها.

قد يذكّرنا هذا بالفيلم الأميركي (The Duff)؛ وهو أحد الأفلام الذي سلط الضوء على معاناة الفتاة البدينة القبيحة كما يصفها مجتمع المدرسة الثانوية؛ إذ يقوم الشباب باستغلالها للتعرف إلى فتيات أخريات، بينما تستغلها صديقاتها في حل مشكلاتهن العاطفية، ويتناسى الجميع أن لتلك الفتاة مشاعرَ لا يمكن إغفالها أبداً.

كيف تساعد المراهق في التغلب على التأثيرات السلبية للسمنة؟

نتيجةً لكل ما سبق من آثار؛ يبدو من المهم العمل على تقديم بعض الاقتراحات التي قد تكون عوناً لأي أمٍ أو أبٍ مسؤولٍ عن تربية مراهقٍ يعاني تبعات البدانة، ومن الممكن تلخيص بعض الحلول وفق الآتي:

  1. عدم التغاضي عن مشكلة السمنة عند ملاحظتها، فعلاج المشكلة في بداياتها أكثر جدوى.
  2. الابتعاد عن وصم المراهق أو المراهقة بألفاظ مؤذية ودالة إلى البدانة.
  3. استشارة طبيب تغذية مختص كي يضع خطة تساعد المراهق أو المراهقة على حل مشكلة البدانة.
  4. الاستعانة بطبيب نفسي في حالات الشراهة الشديدة، فنوبات الشراهة التي قد يعاني منها المراهقون تحتاج إلى دعم نفسي مختصص.
  5. دعم الأقران والأسرة من خلال المتابعة والتشجيع المستمرَّين.
  6. وضع خطة تتضمن استبدال أغذية تعتمد على الخضروات والمواد الغذائية الصحية بالأغذية غير الصحية.
  7. تدريبهم على تقبُّل الذات مهما كانت عيوبها؛ إذ لا يوجد إنسانٌ كامل خالٍ من العيوب، وعلى الإنسان تقبُّل ذاته بتفاصيلها كافةً.

وعلى الرغم من ذلك، علينا ألا ننسى أن الكثير من الأشخاص الذين يعانون من البدانة هم أشخاص محبوبون ويمثلون دائرة الطيبة في المجتمع، لدرجة جعلت عدةً من برامج الأطفال والأفلام تركز على إظهار الشخص البدين بصورة تنم عن الطيبة والرقة والظرافة؛ ولكنه شخص وحيد لا يمكنه أن يكون بطل القصة، فأبطال القصص عليهم أن يكونوا مثاليين، وهذا التنميط كافٍ لكل شعور سلبي قد يشعر به أي مراهق أو مراهقة.

المحتوى محمي