ملخص: عادة ما نحرص على علاقاتنا الأسرية والودّية إلى درجة تدفعنا أحياناً إلى تقبّل السلوكيات المؤذية من الآخرين. قد يدفع هذا الموقف النبيل هؤلاء الأشخاص إلى التمادي في أخطائهم، ولا سيّما عندما يسمعون منّا عبارات التبرير التي تساعدهم أكثر على التنصّل من المسؤولية. من الأفضل أن تتعرّف إذاً إلى هذه العبارات كي تتجنّب نتائجها الوخيمة. يقدم المقال التالي 6 عبارات تبريرية لا تساعد هؤلاء الأشخاص على تحمّل مسؤولية أخطائهم.
محتويات المقال
تمرّ علاقاتنا الأسرية والودّية والعاطفية بالعديد من التقلّبات، وقد يتطلّب الأمر أحياناً بذل بعض الجهود للحفاظ عليها. تأتي المشكلات الأولى التي تعوّق هذا الهدف من الطرف الآخر أحياناً. كما يمكننا أن نواجه خلال مسار هذه العلاقة بعض السلوكيات والأقوال والمواقف التي لا تتلاءم مع قيمنا، لكنّنا نغضّ الطرْف عنها لأنّ الأمر يتعلّق بأشخاص مقرّبين منّا.
إننا نهتم بتصرفات الأشخاص المقرّبين منّا أكثر من غيرهم، وعندما يتصرّف أحدهم تصرّفاً سيئاً فإننا نسعى إلى فهمه وتفسيره، بل نبحث له أحياناً عن الأعذار والمبرّرات. وإذا كان التعاطف والودّ ضروريين لنجاح أيّ علاقة، فيجب ألّا يدفعا الآخرين إلى التنصّل من مسؤوليات أفعالهم.
6 عبارات لتبرير أخطاء الآخرين وتجنّب تحميلهم المسؤولية
تقول المعالجة النفسية بوبي بانكس (Bobbi Bank) في منشور لها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "فهم الماضي الذي نشأ فيه شخص ما والمعاناة التي مرّ بها لا يبرّر سلوكياته الجارحة للآخرين". عادة ما تتأثر سلوكياتنا السلبية أو الإيجابية بطبيعة الظروف التي نشأنا فيها والأشخاص المقرّبين منّا والأحداث التي مررنا بها خلال الحياة. كما يمكن أن تسهم مظاهر العنف والصدمات والتجارب المؤلمة في تشكيل جانب من شخصية الإنسان الذي يتعرّض إليها. ومع ذلك فإن حرصك على إظهار التعاطف يجب ألا يمنعك من تحميل الشخص الذي يؤذيك مسؤولياته تّجاه سلوكياته، وفقاً للمعالجة النفسية المختصّة أيضاً في علوم الأعصاب.
لذا؛ حدّدت الخبيرة النفسية في المنشور ذاته 6 عبارات تُستخدم عادةً لتبرير سلوكيات الآخرين وتجنّب تحميلهم المسؤولية:
- إنّه من عائلتي.
- إنه يمرّ بفترة صعبة.
- هذه طبيعة شخصيته، وهو لا يقصد الكلام الذي قاله.
- لدينا ماضٍ مشترك.
- هذه تربيته التي نشأ وفقاً لها.
- لقد مررنا بالكثير من الأزمات معاً.
كيف نساعد الآخرين على تحمل المسؤولية؟
توضّح المعالجة النفسية كلير بيتان (Claire Petin) ذلك قائلة: "الشعور بالتعاطف مع شخص ما لا يعني تأييد مشاعره، بل يعني إدراك ما يؤثّر فيه من وجهة نظره وفهمه بدءاً بمشاعر الفرح وصولاً إلى مشاعر الحزن". كما يجب ألّا ينسينا إظهار التعاطف تّجاه الآخر حقيقة شخصياتنا ومشاعرنا. لهذا السبب من الضروري أن نحمّل من حولنا مسؤولياتهم عندما يؤذوننا حتّى لو كنّا نفهم الآليات التي تقف وراء سلوكياتهم.
لمساعدتنا على ذلك بسّط الخبير ومؤلف العديد من الكتب حول قضايا التواصل والنزاعات كوامي كريستيان (Kwame Christian) في مقال نشرته مجلة فوربس (Forbes) طريقة خوض محادثة صعبة من هذا النوع في المعادلة التالية: "الموقف + التأثير + الدعوة = التواصل التفاعلي". عليك إذاً أن تبدأ بوصف الموقف، أي ما حدث، ثم الإشارة إلى تأثير هذا الموقف فيك، ثم تدعو الآخر إلى التعبير عن رأيه في ذلك.