لماذا تزداد احتمالية وقوعنا في الحب شتاءً؟ وكيف تحمي نفسك من هذا الفخ؟

3 دقيقة
موسم التكبيل
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: إيناس غانم)
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يرتبط الشتاء بالوقوع في الحب؛ فمع قصر الأيام وانخفاض درجات الحرارة، يختبر الناس مشاعر التوق للتقارب العاطفي لتجنب الشعور بالوحدة خلال الموسم القاتم. لكن بعض العلاقات التي تتشكل خلال هذه الفترة، قد تنتهي على نحو أسرع من المتوقع. فما التفسيرات العلمية لظاهرة “موسم التكبيل”؟ وهل يجب الحذر منها؟ هذا ما سوف تكتشفه في هذا المقال.

هل يمكن أن يكون البرد وهدايا عيد الحب نتيجة حتمية للتطور الإنساني في “موسم التكبيل”؟ يُقصد بهذا الأخير ما يختبره الناس عادة من توقٍ إلى الرومانسية في الفترة بين بدايتَي فصلَي الخريف والربيع؛ إذ يميلون إلى البحث عن الرومانسية والتقارب الحميمي لتجنّب الشعور بالوحدة خلال المواسم الغائمة. وتُعزى هذه الظاهرة إلى انخفاض الأنشطة الاجتماعية خلال الأشهر الباردة؛ ما يعزز تزايد الرغبة في العثور على الرفيق الرومانسي.

وبينما يحذّر بعض الخبراء من خطورة الشراكات العاطفية التي تبدأ فقط بسبب الخوف من الوحدة خلال أشهر الشتاء؛ لأنها تنتهي على نحو أسرع من المتوقع. يقول البعض الآخر إن الرغبة في الارتباط العاطفي خلال الشتاء تمثّل ميلاً طبيعياً لدى الإنسان إلى التكيف مع الجو القاتم وتأثر الحالة المزاجية المترتب عن ذلك. لكن ينبغي أخذ بعض النصائح بعين الاعتبار خلال البحث عن الشريك الرومانسي في “موسم التكبيل”، وسندرجها بالتأكيد في هذا المقال.

ماذا يُقصد بموسم التكبيل؟

يُشير موسم التكبيل (Cuffing Season) إلى الفترة بين بدايتَي فصلَي الخريف والربيع؛ حيث يميل الناس إلى البحث عن عيش تجارب رومانسية، واختبار الدفء والحميمية اللذين تجلبهما العلاقات العاطفية. وقد يدخل البعض في علاقات قصيرة الأمد بوعيٍ تامٍ بطبيعتها؛ بينما يدخلها البعض الآخر بذلك دون إدراكٍ لدوافعه أو احتمالية فشل العلاقة، مندفعاً بتوقه إلى التواصل العاطفي في فصل الشتاء. يأتي مسمى “التكبيل” لأن الشخص يكون “مكبّلاً” مجازياً في علاقة قصيرة الأمد قد تخفت شعلتها بحلول فصل الربيع.

اقرأ أيضاً: ما هي أحلام اليقظة الرومانسية؟ وكيف تؤذي صحتك النفسية؟

كيف يفسر العلم انجذابنا إلى الرومانسية في فصل الشتاء؟

توضح المختصة النفسية، راندا الطحان، إن الحالة النفسية تتأثر بتغير الفصول بصفة عامة؛ وذلك بسبب قلة التعرّض إلى ضوء الشمس، ومشاهدة الغيوم وانخفاض درجة الحرارة. ما قد يتسبّب في زيادة حالات الإصابة بالاكتئاب، أو تفاقم أعراضه. وتضيف إن الأشخاص المعرّضين إلى تأثيرات الفضول الباردة في نفسياتهم قد يميلون إلى الحساسية العاطفية، ونقص العلاقات الاجتماعية مثل الصداقات؛ ما يعزّز لديهم شعور الوحدة في فصل الشتاء.

ومن ناحيةٍ أخرى، نجد أن لدى البشر تاريخٌ طويل من البحث عن الدفء من خلال التقارب الجسدي؛ ويرجع ذلك إلى أن البقاء دافئاً يعني البقاء على قيد الحياة. وحتى في العصر الحديث، ما زلنا نتوق إلى الحميمية والدفء اللذين يجلبهما القرب من الآخرين. فعلاقاتنا الاجتماعية تؤدي دوراً في تنظيم درجة حرارة الجسم؛ حيث يكون الأشخاص الذين تربطهم علاقات قوية أكثر قدرةً على تحمّل البرد، وفقاً لدراسةٍ نُشرت في عام 2018، أشرف عليها عالم النفس الهولندي المتخصص في علم النفس الاجتماعي، هانز إجزرمان (Hans IJzerman).

وعلى الرغم من أننا لم نعد نعتمد على الدفء الجسدي من أجل البقاء، فإن غريزة البحث عن التقارب تظل قوية، حتى عندما لا يكون ذلك ضرورياً، وبخاصةٍ خلال أشهر الشتاء عندما تزداد مشاعر الوحدة.

وبصفة عامة، تعد الرغبة في اللمسة الإنسانية، والعلاقات الحميمية خلال فصل الشتاء استجابة طبيعية إلى غرائزنا التطوّرية، وطريقة لإيجاد التواصل خلال الوقت الذي نتوق فيه إلى الدفء والرفقة.

هل الارتباط العاطفي في موسم التكبيل فكرة جيّدة؟

يمكن أن يكون الدخول في شراكة عاطفية خلال فصل الشتاء خطوة صائبة لكونك قد تلتقي بالفعل بالشريك المناسب، أو تحمل بعض المخاطر لأنك قد تتجاهل العلامات الحمراء، وينتهي بك المطاف متحسّراً على وقتك ومشاعرك. لذلك؛ ينصح الخبراء في التفكير مليّاً في احتمالية أنها قد تكون علاقة قصيرة الأمد، وأن مشاعرك قد تخفت تدريجياً بعد انتهاء الشتاء وحلول فصل الربيع.

إن التوق إلى الحب الرومانسي يزداد حدة في فصل الشتاء أو خلال المواسم الباردة بصفة عامة؛ لأن الأشخاص لا يشعرون بالارتياح لكونهم بمفردهم؛ ما قد يدفعهم ربما إلى تقديم تنازلاتٍ لن تخدم مصلحتهم لاحقاً بهدف الدخول السريع في العلاقة؛ ما يؤدي إلى نهاياتٍ أسرع أو أكثر إيلاماً.

3 نصائح لتحظى بعلاقة عاطفية حقيقية في فصل الشتاء

ليس بإمكاننا الجزم على نحوٍ قاطع بأن العلاقات العاطفية الشتوية فاشلة أو سريعة الانتهاء؛ لكن إذا كانت الرغبة في الارتباط ملحّةً، فمن الضروري التعامل معها بحذرٍ، وفقاً للمختص النفسي الأميركي، مارك ترافرز (Mark Travers). وفيما يلي 3 أمور مهمة يجب أن تنجزها إذا كنت تبحث عن عيش الرومانسية هذا الشتاء:

  1. حدّد هدفك من العلاقة: تحدّث بصراحة عما تريده في وقت مبكّرٍ من العلاقة تجنّباً لسوء الفهم لاحقاً؛ إذ إن الوضوح يساعد كلا الطرفين على معرفة ما إذا كانا مناسبين لبعضهما، ويجب أن تتحقق أيضاً من توافق قيمكما وأهدافكما.
  2. اعترف برغبتك في الرومانسية: قبل البدء في العلاقة، فكّر في سبب رغبتك في تلك التجربة. إن فهم مشاعرك يساعدك على رؤية الأمور بوضوحٍ، ويمكن أن يحول دون أذية مشاعرك أو مشاعر الطرف الآخر.
  3. أنشئ حدوداً صحية: إذا لم تكن متأكداً من أين تبدأ، أعِدَّ قائمةٍ بما يناسبك وما لا يناسبك؛ مثل أن تقرر عدد المرات التي تريد فيها التفاعل مع الشريك، وما إذا كنت موافقاً على مشاركة علاقتكما على وسائل التواصل الاجتماعي.

اقرأ أيضاً: علاقتك الرومانسية بزوجك تتأثر بجودة نومك، فكيف يحدث ذلك؟

وفي الأخير، لا يمكن القول إن هذا الميل لدى الناس للتقارب الحميمي في الشتاء ليس طبيعياً؛ بل إنه ظاهرة جدّ طبيعية تمنح شعور الدفء والرومانسية إلى جانب الشريك عندما تصبح الأيام أقصر وأكثر قتامة، وتتضاءل الأنشطة الاجتماعية. لكن إذا كنت تفكر في عيش تجربة رومانسية هذا الشتاء، خذ بعين الاعتبار نصائحنا المذكورة في هذا المقال.