ملخص: يشعر أي شخص بالوحدة من وقت لآخر سواء بعد الانتقال للعيش في مدينة أخرى أو فقدان عزيز ومع ذلك، تصبح الوحدة لدى البعض حالة مزمنة وسمة شبه دائمة لشخصياتهم، ما يؤثر بشدة على عواطفهم وسلوكياتهم.
محتويات المقال
يتزايد اهتمام العلماء بتأثير هذه العزلة الطويلة على الدماغ ودورها في زيادة خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي.
الوحدة تحفز التوتر
في حديث لصحيفة نيويورك تايمز، قالت الأستاذة المشاركة في قسم الطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، بمدينة سان دييغو إلين لي (Ellen Lee) إن الوحدة تحفز باستمرار الاستجابة الجسدية للضغوط، خاصة إذا أصبحت مزمنة، الأمر الذي يمكن أن يكون ضاراً على المدى الطويل.
يمكن لهذه الحالة أن تجعل الناس حساسين جداً للتهديدات الاجتماعية، وهو أمر تمكن ملاحظته حتى في تفاعلاتهم البسيطة، ما يعزز عزلتهم.
تغيرات عاطفية ومعرفية
أظهرت دراسة نشرت في دورية "الطب النفسي وعلوم الدماغ" (Journal of Psychiatry and Brain Science) أن الأشخاص الذين يعانون الوحدة أكثر تفاعلاً مع الكلمات والتعبيرات السلبية، وأقل تقبلاً للمواقف الاجتماعية الإيجابية، ومن ثم فإن هذه المواقف لا تحقق لهم الرضا. تؤثر التغيرات الدماغية لدى الأشخاص الذين يعانون وحدة مزمنة على مناطق الدماغ التي تؤدي دوراً في الإدراك الاجتماعي والوعي الذاتي ومعالجة المشاعر.
كيف تزيد الوحدة خطر الإصابة بالخرف؟
ترتبط الوحدة الطويلة بزيادة الالتهاب بسبب تنشيط الجهاز المناعي، ما قد يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية والوصلات بينها، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل آلزهايمر والخرف. بالإضافة إلى ذلك، فإن آثار الوحدة على الجهاز القلبي الوعائي، مثل زيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، يمكن أن تضر أيضاً بالدماغ وتسرع التدهور المعرفي، ويرتبط ذلك أيضاً بعوامل الخطر الأخرى مثل الاكتئاب والعادات غير الصحية، مثل قلة النشاط البدني والتدخين، التي غالباً ما تكون أكثر شيوعاً بين الأشخاص المنعزلين.
اقرأ أيضاً: