ملخص: خبرة الحياة تترك آثارها الإيجابية في النفوس، ومن أهم هذه المكاسب التي يمكن أن تضيفها تمكين الفرد من بلوغ قدر معيّن من النضج العاطفي الذي يساعده على بناء علاقة زوجية سعيدة وهادئة، ويزيد الرضا عن هذه العلاقة عندما يتمتّع الشريكان معاً بسمة النضج العاطفي. وثمّة علامات واضحة تميّز العلاقة الزوجية التي يتحلى طرفاها معاً بهذا النضج. إليك إذاً 6 علامات منها في المقال التالي.
محتويات المقال
التواصل والاحترام والثقة من الأسس الضرورية لبناء علاقة زوجية متينة. تتطلّب هذه المقومات مشاركة الزوجين؛ لكن يتعين على كلّ منهما بذل جهد فردي أيضاً لتحقيق الرضا والسعادة في هذه العلاقة؛ ومن مظاهر هذا الجهد الشخصي النضج العاطفي.
على المستوى الشخصي، يعزّز النضج العاطفي معرفة الفرد بذاته وفهم مشاعره واستيعابها والتعبير عنها، علاوة على أنه يتيح فهماً أفضل للشريك على مستوى العلاقة الزوجية، ويشكّل ميزة ضرورية للزوجين لتحقيق تواصل أفضل والتقدم معاً.
ما المقصود بالنضج العاطفي؟
تقول المعالجة النفسية تونيا ليستر (Tonya Lester) في مقال لها على موقع سايكولوجي توداي (Psychology Today): "لن أكذب عليكم، من الصعب أحياناً التحلّي بالنضج العاطفي". وسبب هذه الصعوبة أنّه لا يعني بالضرورة التعبير عن العواطف كلّها باعتدال وانضباط. تضيف المعالجة النفسية: "يتطلب النضج العاطفي أيضاً إدارة الانفعالات الشخصية حتّى عندما تسيطر علينا عواطفنا".
يتميّز الشخص الذي بلغ قدراً من النضج العاطفي، وفقاً للخبيرة النفسية؛ بالقدرة على تحمّل المسؤولية الكاملة لمشاعره وتصرفاته، والتعاطف مع ذاته والآخرين في الوقت نفسه، والتمكّن من التعبير عن أحاسيسه.
6 علامات تدل على النضج العاطفي
قد يختلف معنى النضج العاطفي في إطار العلاقة الزوجية، ويمكن أن يظهر من خلال الذكاء العاطفي الذي يمثّل قوة يطوّرها الزوجان معاً طوال حياتَيهما. توضح المعالجة النفسية إيري ناكاغامي (Eri Nakagami) في تصريح لموقع فيري ويل مايند (Very Well Mind): "يطوّر الأشخاص الناضجون مهارات عاطفية ومعرفية متنوعة باستمرار لتساعدهم على مواجهة المواقف التي تسبّب التوتر أو تتميز بالعنف والعدوانية، والتغلّب بنجاح على تحديات الحياة". يمكن أن تؤدي الحياة الزوجية إلى اختلال توازننا العاطفي، وقد تفرض علينا إعادة فهم عواطفنا وعواطف الآخرين واستيعابها. لذا؛ هناك عدة علامات تدل على الشريكين اللذين يتمتّعان بالنضج العاطفي في إطار علاقتهما الزوجية أو العلاقات الأخرى:
- "قد يحدث بينكما نزاع لكنكما تتذكران جيداً أنكما تشكلان فريقاً واحداً" وفقاً لما كتبته المعالجة النفسية سوزان وولف (Susanne Wolf) في منشور على حسابها الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام. هذا يعني أنّه عندما يظهر خلاف بين الشريكين، فلا أحد منهما يحاول "الفوز" بالمواجهة؛ بل يحاولان معاً الوصول إلى حلّ مشترك.
- يصغي أحدكما إلى الآخر: تحذّر المختصة في الطب النفسي السريري، ليندساي جيبسون (Lindsay Gibson)، في تصريح لموقع بزنس إنسايدر (Business Insider): "لا أقصد الإصغاء المفرط والمرهق والمكثف" الذي يمكن أن يتحول إلى مجرّد واجب بدلاً من أن يظلّ إصغاء صادقاً، ثم توضّح قائلة: "أقصد الإصغاء الذي يسمح من خلاله الشخص الناضج عاطفياً بالمساحة والوقت الكافيين لشريكه كي يعبّر عن أفكاره".
- كلاكما يتحمّل مسؤولياته الشخصية: تشرح المختصة في الطب النفسي السريري، ليزا لاولس (Lisa Lawless)، هذا الأمر في تصريح لموقع فيري ويل مايند: "الأشخاص الذين يتمتعون بنضج عاطفي كبير قادرون على الاعتذار بسهولة وتحمّل مسؤوليات أفعالهم من خلال تفهّم عواقبها وتقبّلها، بالإضافة إلى أنهم يعدّلون سلوكياتهم الضّارة لأنهم يتعاملون مع الأخطاء على أنها فرص للنمو والتعلم".
- تعبّران عن عواطفكما: في العلاقة التي يتميز طرفاها بالذكاء العاطفي، يستطيع الشريكان التعبير عن عواطفهما؛ بما فيها العواطف السلبية مثل الغضب دون إيذاء الآخر، مع الحرص على المشاركة بدلاً من توجيه الاتهامات أو اللوم وفقاً للتصريح الذي أدلت به المدربة المختصّة في العلاقات، روبين سميث (Robyn Smith)، لموقع سايك سنترال (PsychCentral).
- "تعرفان متى تتنازلان وتُظهران حساسيتكما وضعفكما حتى عندما يكون ذلك مخيفاً لكما" وفقاً لسوزان وولف.
- تدركان عدم نضجكما العاطفي: ليس هناك شخص يتمتع بنضج عاطفي كامل، وارتكاب الأخطاء أمر وارد، والمهمّ أن نعترف بها. تشير ليندساي جيبسون إلى ذلك: "عندما تنفعل بطريقة غير ناضجة عاطفياً، فإنك تشعر بالانزعاج، فتحس بالتوتّر والتشنّج والتصلّب، وتظنّ أنّ شريكك هو الذي يجب أن يتغير وإلّا فلن تحلّ المشكلة".
اقرأ أيضاً: