ملخص: يرتبط الفرد منذ ولادته بأمّه وأبيه، ثم ينتقل بعد نضجه إلى نسج علاقات مع أشخاص آخرين قد تخرج في بعض الأحيان عن النطاق المتوازن وتتحوّل إلى تعلّق مفرط واعتماد عاطفي زائد. قد يصل هذا الاعتماد العاطفي في بعض الحالات إلى درجة استحالة تصور العيش أو ممارسة الحياة بعيداً عن الشريك أو الآخر. فما هي إذاً العلامات التي تساعد على التمييز بين الارتباط الصحي والاعتماد العاطفي المفرط على الآخر؟ للإجابة عن هذا السؤال، يقدّم المقال التالي 5 علامات تساعدك على كشف الاعتماد العاطفي المفرط.
محتويات المقال
هل تحتاج باستمرار إلى تعبير الآخرين عن حبّهم لك؟ هل تعجز عن ممارسة أيّ نشاط بعيداً عن شريكك؟ هل لديك حاجة دائمة إلى الطّمأنة والشعور بالأمان؟ هل تفسّر أيّ إشارة أو فعل يصدر عن شريكك باعتباره انتقاداً لعلاقتكما؟ إذا كانت هذه الحالات تنطبق عليك فقد تكون شخصاً مفرطاً في الاعتماد على الآخر وتعاني الاعتماد العاطفي.
يتجلى الاعتماد العاطفي في إهمال الفرد بعض احتياجاته الشخصية مقابل الشعور بالطمأنة من شخص آخر على المدى القصير. لكن المشكلة هي أنّ: "هذا السعي الدائم نحو استعادة الشعور بالطمأنة العاطفية يمكن أن يهدد استقرار العلاقة على المدى القصير أو المتوسط" وفقاً لما أورده موقع بسيكياتر باريس (Psychiatre Paris).
5 علامات تدل على أنك تعاني الاعتماد العاطفي
ترى المختصّة في علاج الأزواج ومؤسِّسة موقع آتو كوبل (Atout Couple) ميريام بيدو (Myriam Bidaud) إنّ الاعتماد العاطفي هو: "توهّم الفرد أنّ حياته تعتمد على شخص معين وعلى العلاقة به، إلى درجة أنّه لا يستطيع ممارسة حياته إلّا في ظلّ ارتباطه بهذا الشخص". ثم توضّح: "يتكرّر هذا النمط من العلاقات لأنه مكتسب في مرحلة الطفولة وموروث منها، فنحن جميعاً نميل إلى الاعتماد العاطفي؛ لكن لماذا؟ لأنّنا ورثنا جميعاً بعض الجروح من مرحلة الطفولة؛ لكنّ تأثيرها يتفاوت من شخص إلى آخر".
وفقاً لموقع هافت بوست (HuffPost)؛ فإنّ الشخص الذي يعاني الاعتماد العاطفي يمكن أن يشعر بمعاناة حقيقية في حياته اليومية. وقد يتجلّى ذلك في عدّة علامات:
- الاهتمام المطلق باحتياجات الآخر دون وعي بالاحتياجات الشخصية.
- عجز الفرد عن تدبير شؤونه بمفرده.
- الخوف من الهجر.
- الحاجة الدائمة إلى طمأنة الآخرين.
- نسيان الذات.
إنّها علامات تكشف درجة الاعتماد العاطفي؛ لكنّ حدّتها قد تختلف من شخص إلى آخر.
كيف تحدّ من الاعتماد العاطفي؟
وفقاً لموقع هافت بوست أيضاً؛ فإنّ الحدّ من هذا الاعتماد العاطفي يتطلب تقبّل المعاناة الناجمة عنه، ثم اتّخاذ إجراءات ملموسة وبذل الجهد للخروج من منطقة الراحة حتّى لو كان ذلك صعباً. لتحقيق هذه الغاية، من الأفضل اللجوء إلى العلاج تحت رعاية مختصّ مثل الطبيب أو المعالج النفسي.
تؤكّد المختصّة في علاج الأزواج ميريام بيدو: "للخروج من منطقة الراحة، يجب أن تكون واعياً بالأنماط المتكرّرة للاعتماد العاطفي، وإدراك حقيقة المعاناة التي تولّدها لديك؛ لذا فإنّ السؤال الأول الذي يجب أن تطرحه على نفسك هو: ما الذي أوصلني إلى هذه الحالة؟" لكن يظلّ العلاج أو التدريب ضرورياً للتخلّص من الاعتماد العاطفي.
لذا؛ إذا كنت تعاني هذا الاضطراب، تنصحك الخبيرة بالتحدّث عن هذه المعاناة بصراحة مع مختصّ أو أحد المقرّبين منك. لا تخشَ التعبير عن عواطفك، وخصّص لنفسك وقتاً كافياً لأن القضاء على الاعتماد العاطفي لن يحدث بين عشية وضحاها، وهذا يتطلّب منك أيضاً أن تكون رفيقاً بنفسك.
3 تمارين تساعدك على التخلص من الاعتماد العاطفي
كشفت المعالجة النفسية ميريام بيدو في مقطع فيديو نشرته في موقع يوتيوب بعض التمارين التي تساعد على مكافحة الاعتماد العاطفي بفعالية. توضّح كيفية ممارستها قائلة: "ارسم 4 أعمدة، وخصّصها لـ 4 أمور: الحياة الشخصية والحياة المهنية والحياة العاطفية ثم العلاقة بالأصدقاء والعائلة، وسجّل أسبوعياً في كلّ عمود هدفاً معيناً، هذا يعني أنّك ستضع نصب عينيك 4 أهداف في الأسبوع، وضعْ تحت الهدف الذي ستكتبه الإجراء العملي الذي سيساعدك على تحقيقه".
ثم تضيف الخبيرة النفسية: "إن الهدف من هذا التمرين هو تحقيق التوازن بين هذه المجالات الأربع". ثم يمكنك بعد ذلك أن تسأل نفسك يومياً السؤال التالي: "ما الذي يمكنني فعله اليوم لأعتني بنفسي ورغباتي؟". ثم تنصح بيدو بإنهاء التمرين بامتنان: "يمكنك تدوين عبارات إيجابية بصيغة الحاضر تصف شخصيتك مثل قولك: أنا شخص صبور، أنا شخص فريد، إلى غير ذلك". بفضل هذه التمارين، يستطيع الشخص الذي يعاني الاعتماد العاطفي أن يعزّز قدرته على مواجهة هذه المشكلة.
اقرأ أيضاً: