هل يمكن لاختياراتك اليومية من المشروبات أن تؤثر في صحتك النفسية؟

7 دقائق
المشروبات
(مصدر الصورة: نفسيتي، تصميم: عبد الله بليد)

يمكن لكوب القهوة الذي تستمتع به صباحاً أو العصير الذي تتناوله بعد التمرين أن يسبب آثاراً نفسية إيجابية أو سلبية تتجاوز مجرد الطاقة والانتعاش. توضح ذلك دراسة من جامعة ونتشو الطبية تسلط الضوء على العلاقة بين المشروبات التي نختارها وخطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، وتشير إلى أهمية اختياراتنا للمشروبات في صحتنا النفسية العامة.

اقرأ أيضاً: ما هي أضرار المحليات الصناعية؟

كيف ترتبط المشروبات التي نختارها مع حالتنا النفسية؟

حاول باحثون من جامعة ونتشو الطبية في الصين الإجابة عن هذا السؤال، حيث استخدموا بيانات من البنك الحيوي البريطاني الذي يشمل أكثر من 180,000 مشارك أعمارهم بين 37 و73 عاماً، وجمعوا البيانات عبر استبيانات غذائية تفصيلية، سجلت استهلاك 6 أنواع رئيسية من المشروبات شملت ما يلي:

  • المشروبات المحلاة بالسكر مثل السكر الأبيض.
  • والمشروبات المحلاة صناعياً بالمحليات مثل الأسبرتام.
  • عصائر الفاكهة والخضروات.
  • القهوة.
  • الحليب.
  •  الشاي.

ركز الباحثون على الأفراد الذين لم يكن لديهم تاريخ سابق من الاكتئاب أو القلق عند بداية الدراسة، وتابعوهم مدة تزيد على 11 عاماً، واستخدموا نماذج إحصائية متقدمة لتحليل البيانات، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مختلفة مثل العمر والجنس والوضع الاجتماعي والاقتصادي والنشاط البدني ووزن الجسم وعادات النوم والتدخين واستهلاك الكحول. كما أجريت تحاليل إحصائية لتقييم تأثير استبدال نوع مشروب بنوع آخر في الصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: كيف تصنع الحليب المكثف المحلى في المنزل؟

هل يمكن للمشروبات التي نختارها أن تؤثر في حالتنا النفسية؟

كشفت الدراسة المنشورة في دورية الاضطرابات العاطفية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 عن نتائج تشير إلى اختلافات واضحة في تأثير المشروبات في الصحة النفسية حسب الفئة العمرية، فبالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عاماً؛ ارتبط تناول أكثر من حصة يومية واحدة من المشروبات المحلاة بالسكر بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 14%، بينما ارتفع هذا الخطر إلى 23% مع المشروبات المحلاة صناعياً.

على النقيض، انخفض خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 19% لدى من يشربون أكثر من حصة يومية من عصير الفاكهة أو الخضروات الطبيعية، وانخفض أيضاً بنسبة بلغت 12% لدى الأشخاص الذين يشربون القهوة بانتظام، أما بالنسبة لكبار السن بعمر 60 عاماً وما فوق، فقد أظهرت النتائج أن القهوة وعصائر الفاكهة والخضروات الطبيعية كانت مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، في حين لم تظهر أي علاقة واضحة بين المشروبات المحلاة والصحة النفسية في هذه الفئة العمرية. كما أشارت التحليلات في الدراسة إلى أن الاستعاضة عن المشروبات المحلاة بالسكر أو الحليب بعصير الفاكهة أو القهوة، يمكن أن يقلل على نحو ملحوظ خطر الإصابة بهذه الاضطرابات النفسية.

اقرأ أيضاً: المُحلّيات الصناعية لن تساعدك على إنقاص الوزن

كيف يمكن دعم الصحة النفسية من خلال اختيار المشروبات المرطبة؟

تفيد نتائج الدراسة من جامعة ونتشو في تقديم توجيهات عملية لتحسين الصحة النفسية من خلال تعديل عادات الشرب اليومية، وتشجع الدراسة على تقليل استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر والمحلاة صناعياً، خاصة لدى الشباب، وتنصح بالاستعاضة عنها بخيارات صحية مثل القهوة غير المحلاة وعصائر الفاكهة الطبيعية.

كما تدعم نتائج الدراسة التوصيات الصحية العامة التي تدعو إلى تبني نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الطبيعية، وتشير إلى إمكانية تحسين الأفراد لصحتهم النفسية من خلال إجراء تغييرات بسيطة في نمط الحياة الغذائي، مثل الاستعاضة عن المشروبات الغازية بعصير البرتقال أو المانجو أو القهوة السوداء. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمقدمي الرعاية الصحية استخدام هذه النتائج لتطوير استراتيجيات داعمة لتعزيز طرق الوقاية من الإصابة بالحالات النفسية التي تواجه جيل الشباب بصورة أساسية مثل الاكتئاب، من خلال تصميم برامج توعية تركز على أهمية الخيارات الغذائية في تعزيز الصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: 6 مشروبات ساخنة للتنحيف

ما هي قيود الدراسة التي تربط نوع المشروبات التي نختارها مع حالتنا النفسية؟ 

على الرغم من القوة الإحصائية وحجم العينة الكبير للدراسة الصينية، فهناك بعض القيود التي يجب معرفتها، ومن أبرزها ما يلي:

اعتمدت الدراسة على السجلات الطبية لتشخيص حالات الاكتئاب والقلق، ما قد يؤدي إلى تجاهل الحالات الأقل شدة وتلك التي لم تصل إلى مرحلة التشخيص الطبي.

كان الاعتماد على استبيانات غذائية ذاتية يخبر بها المشاركون عن نمط تغذيتهم ومشروباتهم، وذلك قد يعرض البيانات للتحيز الذاتي أو عدم الدقة في تقدير الكميات المستهلكة.

لا يمكن للدراسة إثبات وجود علاقة سببية مباشرة بين استهلاك المشروبات والصحة النفسية؛ فهي توضح فقط وجود ارتباطات محتملة.

لم يأخذ الباحثون في الاعتبار على نحو كامل العوامل البيئية والاجتماعية جميعها التي قد تؤثر في الصحة النفسية، مثل مستويات التوتر المهني أو العلاقات الاجتماعية.

انطلاقاً مما سبق، تحتاج الدراسة إلى مزيد من البحث التجريبي لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذه الروابط، مثل تأثير المحليات الصناعية في ميكروبيوم الأمعاء، وتأثيرها في الدماغ ومن ثم في الحالة النفسية.

ما هي المشروبات التي يمكن أن تعزز صحتك النفسية؟ 

تشمل أبرز المشروبات التي يمكن أن تعزز صحتك النفسية ما يلي:

  • الشاي الأخضر.
  • الكومبوتشا، وهو مزيج من الشاي الأسود والسكر والبكتيريا والخميرة.
  • شاي الكركم.
  • عصير الشمندر.
  • الماء والليمون.

وتحتوي هذه المشروبات على مركبات تعزز الترطيب، وصحة الدماغ، وتمتلك روائح تساعد على تعزيز المزاج والصحة النفسية.

اقرأ أيضاً: هل تريد كبح شهيتك؟ جرب هذه المشروبات اليوم

يشارك الطبيب الممارس المختص بمجال الحمية وخسارة الوزن، الدكتور محمد الكرماني، من الإمارات، عبر قناته على اليوتيوب، مقطع فيديو يشرح به عن أضرار المشروبات الغازية على الصحة وأهمية تجنبها، "فالمشروبات الغازية تحتوي على الكافيين الذي يعد مدراً للبول، ويسبب الجفاف وما يتبعه من أعراض صحية مختلفة" ومنها النفسية.

المحتوى محمي